من حيث الزمان فإن هذه الليلة الخالدة سينقشها التاريخ في ذاكرته بحروف من ذهب، ومن حيث المكان فإن جدة تلك المدينة الحالمة على ضفاف البحر الأحمر ستكون في أبهى حُلة وأجمل صورة.. أما لماذا؟ فلأن الوالد القائد سلمان الحزم والعزم -حفظه الله ورعاه- سيكون حاضرًا بين أبنائه الرياضيين في قلب «الجوهرة المشعة» لرعاية وتشريف العرس الرياضي الذي سيكون خير ختام لمنافسات الموسم الكروي لهذا العام. وعندما نتحدث عن طرفي النهائي قطبي العاصمة النصر والهلال فإنهما استحقا شرف الوصول للمباراة النهائية؛ ولهذا فإن كأس أغلى وأعز الناس ستقف منهما على بعد مسافة واحدة طوال تسعين دقيقة وربما تزيد، وبعدها ستُحدد مصيرها وتختار إما التوشح بخيوط الشمس الذهبية، أو معانقة الأمواج الزرقاء، وهي في كلتا الحالتين لن تخسر طالما أنها ذهبت لمن يستحقها. فالنصر والبطولات وضعا حدًا لحالة الخصام التي كانت بينهما بعد أن أيقن كل منهما أنه لا يمكن الاستغناء عن الآخر أو الابتعاد عنه سيما في ظل زوال المنغّصات التي ساهمت في تمرد كل منهما على الآخر في السنوات الأخيرة وبات حاليًا يبحث عن لقب جديد سيكون الرابع له خلال موسمين. أما الهلال فعلاقته مع البطولات كانت وما زالت وستبقى علاقة وطيدة وصداقته مع الكؤوس متينة حتى وإن شابها بعض الفتور في فترات معينة، فهو لا يكاد ينتهي موسم إلا وهو يتزين بإحدى بطولاته المحلية التي حطم من خلالها أرقامه القياسية وبات يُشكل رقمًا ثابتًا في النهائيات مع أنه لم يحقق في الموسم الماضي وهذا الموسم أي بطولة. والمؤكد أنه في هذا المساء المختلف شكلًا ومضمونًا بحضور قائد المسيرة -حفظه الله- سيضع كل فريق الكأس الغالية نصب عينيه خصوصًا أنهما لم يحققا هذه البطولة بحلتها الجديدة، فالنصر الذي فرض هيمنته في السنتين الأخريين يبحث عن لقب جديد، بينما يتطلع الهلال للعودة عبر الباب الكبير بأغلى البطولات وآخرها. أخيرًا.. لن يكون هناك خاسر في هذه الليلة فالسلام على راعي المباراة الذي غمر الرياضيين جميعًا بحضوره ورعايته الكريمة لهذا العُرس الرياضي هو البطولة الحقيقية، وبالتالي سنقول للفائز والخاسر معًا ألف مبروك التشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، وسنجدد المباركة للفائز بالبطولة ونقول: له ألف مبروك التتويج باللقب وسنقول للخاسر حظًا باسمًا في قادم المناسبات، فخسارة أي بطولة لن تكون نهاية المطاف.