أعلن الائتلاف الدولي للتصدي لداعش، دعمه الخطة العسكرية والسياسية للحكومة العراقية لاستعادة المناطق التي سقطت بأيدي تنظيم داعش. وقال نائب وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن في ختام اجتماع باريس "انها خطة جيدة عسكريا وسياسيا" مضيفا ان "وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة". وأطلقت القوات العراقية و"الحشد الشعبي"، عملية "لبيك يا عراق" لمحاصرة الرمادي تمهيدا لتحريرها من داعش. وأضاف بلينكن "في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية". وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "التصميم التام" على مكافحة التنظيم المتطرف مشيرا الى "معركة طويلة الامد". وفي بيان مشترك دعا ممثلو 20 دولة إلى "إطلاق عملية سياسية شاملة بشكل سريع تحت إشراف الأممالمتحدة" في سوريا. وجاء في البيان أن نظام بشار الأسد "غير قادر ولا يرغب" في محاربة داعش. وحث البيان على "اطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة من اجل تطبيق مبادئ بيان جنيف" الذي يدعو الى وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية. وقد اجتمع 20 وزيرا للخارجية وممثلا للدول الأعضاء في التحالف ضد داعش، أمس، في باريس لوضع استراتيجية من أجل استعادة ما خسروه في الحرب في الفترة الأخيرة التي شكلت نكسة للحكومتين العراقيةوالأمريكية خاصة. واتهم رئيس الوزراء العراقي الائتلاف الدولي ب "الفشل" في مواجهة تنظيم داعش، وذلك قبيل عرض استراتيجيته لاستعادة الأراضي. وقال حيدر العبادي للصحفيين قبل بدء الاجتماع في مقر وزارة الخارجية الفرنسية: "أعتقد أنه فشل للعالم بأسره". ومنذ عام ورغم شن الائتلاف الذي تقوده واشنطن قرابة أربعة آلاف غارة جوية، يواصل التنظيم المتطرف تقدمه في العراقوسوريا، حيث بات يحتل مساحات شاسعة من أراضي البلدين. وادعى العبادي: "فيما يتعلق بدعم العراق، الكلام كثير لكن الأفعال قليلة على الأرض،" مشيرا بالخصوص إلى الصعوبات التي تواجه بلاده في الحصول على الأسلحة والذخيرة، متجاهلا امتناع حكومته عن تسليح العشائر السنية التي تتهم إيران وحلفاءها في العراق بأنهم وراء إضعاف قوة العشائر وتمدد داعش. وبعد أن أشار إلى تزايد عدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش مقدرا أنهم يشكلون 60 % من مقاتليه، قال العبادي: "هناك مشكلة دولية لا بد من حلها". وأضاف: "علينا أن نجد تفسيرا لسبب وصول هذا العدد الكبير من الإرهابيين" من الخارج. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، لتلفزة "سكاي": "ما يتعين القيام به اليوم هو إجراء تقييم للتقدم الذي تم إحرازه منذ آخر اجتماع للتحالف في لندن قبل ستة أشهر، ومعرفة ما يتعين فعله، ما يسير بشكل جيد وما ليس كذلك، واتخاذ قرارات بشأن المراحل القادمة من هذه العملية لإعادة بناء القوات العراقية ميدانيا". وتقوم استراتيجية الائتلاف حتى الآن على شن غارات وتدريب الجنود العراقيين أو مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة. لكن الغارات لم توقف "الشاحنات المحشوة بالمتفجرات" التي يستخدمها التنظيم الدموي، كما أن عمليات التدريب لم تحل دون تقهقر الجيش العراقي في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار التي احتلها داعش في 17 أيار/مايو. وأعلن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته، أن اجتماع باريس بحث في خطط الحكومة العراقية لاستعادة الرمادي. وقال مسؤول بالخارجية الأمريكية للصحفيين: إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يشارك في الاجتماع عن بعد لأن ساقه كسرت، يوم الأحد. وأضاف: "هذا ليس اجتماع عمل عاديا .. نجتمع في أعقاب الأحداث في الرمادي. جئنا لنناقش رئيس الوزراء العبادي في خطته .. لتحرير الرمادي ومحافظة الأنبار." ورفض العبادي تلميحات إلى أن العراق لا يبذل جهدا كافيا على الصعيد السياسي. وزعم أن العراق بحاجة للكثير من العمل السياسي من جانب دول التحالف. وقال: إن العراق في حاجة عاجلة للمزيد من معلومات المخابرات والأسلحة ومنها الأسلحة المضادة للدبابات. وادعى أن بغداد حصلت على كميات قليلة جدا من الأسلحة والذخيرة، رغم تعهد التحالف بتقديم المزيد من السلاح. وأضاف أن العراق يعتمد على نفسه وبالكاد حصل على سلاح، وقال: إنه ينتظر موافقة الأممالمتحدة لشراء أسلحة من إيران. وتابع: إن الحملة الجوية مفيدة بالنسبة للعراق لكنها ليست كافية وإن تنظيم داعش متنقل ويتحرك في مجموعات صغيرة. وفي إشارة إلى الانقسامات المستمرة بين الفصائل انتقدت حكومة كردستان العراقبغداد لاستبعادها من اجتماع باريس، وقالت: إن التجاهل يحط من قدر قوات البشمركة التي تقاتل تنظيم داعش. وقالت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل: إن مسؤولين أكرادا فشلوا في إقناع بغداد بدعوتهم ليكونوا جزءا من الوفد الوطني رغم دعوات أعضاء آخرين في التحالف. وأضافت في بيان: "قامت الحكومة الاتحادية بعدم دعوة ممثل حكومة إقليم كردستان إلى هذا المؤتمر وشاركت لوحدها في مؤتمر باريس للأسف على الرغم من محاولتنا مع وزارة الخارجية الاتحادية ومكتب السيد رئيس الوزراء العراقي... هذا في الوقت الذي تعد قوات بشمركة كردستان كقوة وحيدة وأكثر فاعلية في مواجهة إرهابيي" داعش.