أثبت السيد جوزيف سيب بلاتر أنه أقوى عجوز في العالم وذلك بفوزه بالولاية الخامسة على التوالي، ليستمر (امبراطور الفيفا) أربع سنوات أخرى متحديا بذلك العناد الأوروبي والصوت الأمريكي الأقوى في المجتمع الدولي. وكنت قد كتبت مقالاً حول السيد بلاتر ومنظومة الفيفا الديكتاتورية التي أعطت شرف تنظيم مونديال 2022 لقطر وهي مترددة، ليس لعدم جاهزية قطر بالتنظيم، والتي نجحت الأخيرة في تنظيم أفضل دورة ألعاب آسيوية في تاريخ القارة وكذلك بنفس القدر من النجاح استطاعت أن تنظم أفضل بطولة لكأس آسيا ودورة الألعاب الآسيوية وأفضل نسخ بطولات كأس العالم لكرة اليد، لكن عنصرية العيون الزرقاء هي التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة لسحب شرف تنظيم مونديال 2022 من منطقة الشرق الأوسط، وحاولت بعد فشلها في تلك المحاولات أن تسلط جام قوتها وغضبها على السيد العجوز من أجل عدم دعم الأخير في انتخاباته القادمة، بدليل التوقيت الذي تم الإعلان فيه عن فضائح الفساد التي طالت عظام رقبة أكبر منظومة غير حكومية في العالم، كلها دلائل تؤكد أن الفيفا وبالرغم من تحويله من منظمة لا بأس بها في العقدين الأخيرين إلى مؤسسة تدر دخلاً سنوياً لا يقل عن ثلاثين مليار دولار، دلائل قطعت الشك باليقين حول الفساد المالي والإداري لأعضاء الفيفا، والتي يبدو أن السيد العجوز سيسعى بعد فوزه- كما وعد- إلى إعادة الثقة المعدودة داخل مبنى زيورخ، بالإضافة إلى كشف المتلاعبين وأيدي الفساد التي فاحت رائحتها لتطال الجميع بما فيهم بلاتر. وبالرغم من تناقض جوزيف بلاتر في خطابه الأخير الذي ألقاه أمام اتحادات 206 دول في العالم من حيث المدة القصيرة التي قضاها في الفيفا كرئيس! ناهيك عن المناصب التي ودعها قبل تربعه على قمة هرم اللعبة، إلا أنه يبدو أن السيد العجوز يحظى بدعم وثقة غالبية المجتمع الكروي في العالم، فما نتائج التصويت الأخيرة إلا دليل على قوة هذا العجوز الذي عبر موجة فضائح الفساد بنجاح، والذي سيتفرغ حالياً للاستعداد لتلك الحرب التي شنَت ضده من قبل الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بقيادة بلاتيني ورئيس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم جريج دايك اللذين فشلا في إزاحة جوزيف بلاتر من أعلى هرم اللعبة. أخيراً، فالسيد جوزيف بلاتر أثبت أنه القبطان لسفينة الفيفا قولاً وفعلاً، وأن العجوز الذي كان رئيساً لرياضة هوكي الجليد في بلده الأم سويسرا، ها هو ذا يذيب الخلافات بينه وبين غالبية أعضاء اتحادات كرة القدم في العالم، متعهداً بالقضاء على كافة أشكال الفساد في منظومة هي الأكبر على مستوى العالم.