على وقع انفجار بركان فضائح الفساد والرشاوى المدوي والذي عصف بأركان وأروقة الفيفا وطال شخصيات قيادية كبيرة انتشرت رائحتها بسرعة البرق وغطت كل أرجاء العالم اقيمت أمس الجمعة انتخابات رئاسة الفيفا في زيورخ بسويسرا مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأسفرت عن فوز السويسري جوزيف بلاتر (79 سنة) بولاية خامسة حتى يكمل السنة العشرين في زعامة الفيفا من عام 1998 إلى عام 2018.. وحقق بلاتر همه وحلمه بعد أن حصل على 133 صوتا في الجولة الأولى فيما حصل منافسه الأردني الأمير علي بن الحسين على 73 صوتا ولم يكمل المنافسة وانسحب بعد الجولة الأولى وسط أجواء مشحونة وصاخبة خيمت على الأوساط الرياضية العالمية بفضائح الفساد والرشاوى، والواقع أن هذه الانتخابات جاءت مغلفة ظاهرها نهج ديمقراطي وتنافس رياضي شريف يجسد الرأي والرأي الآخر.. ولكن باطنها طبخات من تحت الطاولة وفساد ومؤامرات ورشاوى وانشقاقات وانقسامات وما خفي كان أعظم.. وكان انفجار الفضيحة الكبرى البائنة متوقعا، وحدث قبل موعد الانتخابات بثلاثة أيام ويقال إن هذا الفخ كان من إعداد وتنفيذ المؤيدين لبلاتر نفسه لكشف وتعرية هؤلاء بعد أن استشفوا نواياهم بالانقلاب على بلاتر في الانتخابات. ويقال أيضا إن السويسري بلاتر كان وراء تبليغ الشرطة السويسرية التي ألقت القبض على ست شخصيات ومسؤولين كبار من العاملين بالفيفا وبعضهم رؤساء في الاتحادات القارية والأهلية لكرة القدم.. ثم أخذت هذه الدائرة في الاتساع لتشمل قرابة خمس عشرة شخصية ومنهم رؤساء شركات تسويق عالمية كبرى لها علاقة بالفيفا.. وسيسلم هؤلاء المتهمون للولايات المتحدة للمحاكمة للاشتباه بوجود سوء إدارة وعمليات متناسلة من الفساد وغسل أموال ترتبط بحق استضافة مونديال 2018 في روسيا ومونديال 2022 في قطر.. وزاد الطين بله قرار الأممالمتحدة بإعادة النظر في شراكتها مع الفيفا. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن من الصعوبة بمكان أن باستطاعة رئيس الفيفا جوزيف بلاتر الفائز بالرئاسة لولاية خامسة أن ينفض يديه من ورطة الفضائح.. وأن يفلت من عواقب ما حدث في ظل رئاسته وتحت رقابته من الحساب والعقاب.. لكن المقربين من بلاتر يؤكدون براعته ودهاءه من الإفلات في الأزمات والخروج منها سالماً علماً بأن منظمة الشفافية الدولية ومقرها برلين بألمانيا ومعها مسؤولون رياضيون كبار من دول مختلفة في العالم وأبرزهم رئيس وزراء بريطانيا كاميرون طالبوا باستقالة بلاتر وتأجيل موعد الانتخابات لإشعار آخر لكنه لم يصغ إلى أحد. وأخيراً لا بد من القول أن كرة القدم العالمية التي يديرها الفيفا.. في الباطن يعشش فساد المافيا والرشاوى.. والحروب السياسية والاعلامية في أركانه وأروقته.. ويكيل بمكاييل متعددة ومختلفة بحجم ووزن ومقاس كل دولة تنضوي تحت لوائه.. وسبق وتوقعت وقلت خلال مونديال البرازيل 2014 أن بركان انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم من الآن يغلي ويفور وينذر بعواقب وخيمة وقابل للانفجار وهذا الانفجار قد حصل ولا أتوقع استقراراً لسنوات الفيفا المقبلة. وإلى اللقاء.