شرع مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بمهمته في صنعاء التي وصل اليها الجمعة، في ثاني زيارة للدبلوماسي الموريتاني للبلاد منذ تعيينه في ابريل نيسان خلفا لجمال بن عمر، ساعيا الى مفاوضات سلام لإنهاء الحرب. وقد طلب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون من أحمد تأجيل محادثات جنيف للسلام التي كان مقررا أن تعقد يوم الخميس، استجابة لطلب من حكومة اليمن وأطرف أخرى في الصراع لإتاحة "مزيد من الوقت للاستعداد". وأكد أحمد للصحفيين أن الأممالمتحدة لا تزال ملتزمة بإيجاد حل سياسي للصراع. وقال: "ما زلنا مصممين انه ليس هناك حل كما قلنا في الماضي إلا الحل السلمي ولا بد لكل الاطراف اليمنية أن تأتي إلى الطاولة، وجئت بهذا الصدد من أجل ان نتشاور مع كل الاطراف الموجودة هنا في صنعاء، من أجل التحضير لهذا المؤتمر الذي ما زالت الأممالمتحدة مصممة على ان تعقده في اقرب وقت ممكن إن شاء الله". وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، مجددا، أن بلاده ترفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف بشأن الأزمة اليمنية. وقال لتلفزة "سكاي": إن إيران تلعب دورا تخريبيا في اليمن، وإن الحكومة اليمنية تمتلك أدلة على إرسال إيران مقاتلين محترفين للحرب الى جوار المتمردين. واضاف: إن هؤلاء المقاتلين يقومون "بتشغيل شبكات الصواريخ وأنظمة الاتصال لصالح الحوثيين". وطالب الوزير ياسين طهران بوقف القيام بعدة أمور، منها مساعدة المتمردين عسكريا، وكذلك التوقف عن التصريحات المعادية والتوقف عن وإرسال طائرات وسفن إلى اليمن دون إذن من حكومتها. وأفصح ياسين عن طلب يمني من الكويت من أجل الوساطة مع إيران، قائلا: إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وعد الكويت بالالتزام، لكن ياسين طالب ايران ب "الأفعال وليس فقط الاكتفاء بالأقوال". وعن إعلان الكويت الذي أصدره وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، والذي أعطى تأييدا كاملا لشرعية الحكومة اليمنية، قال ياسين: إن "ذلك يبرز الدور الكويتي الفاعل في حل النزاعات بالمنطقة". وتوقع ياسين أن ينضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي بعد انتهاء الأزمة، قائلا: إن وقوف دول المجلس مع الشرعية في اليمن كان الخطوة الأولى في هذا الاتجاه. وقد واصل طيران التحالف العربي قصفه مواقع المتمردين في اليمن، خاصة في صنعاء، حيث استهدف قبل فجر أمس منزل المخلوع علي عبدالله صالح الذي لا يزال يضطلع بدور هام في دعم الحوثيين. ولم يعد الرئيس السابق يقيم في هذا المنزل القائم في جنوب العاصمة والذي تعرض للقصف مرات عدة. وضربت الغارات الجوية ايضا المقر العام للقوات الجوية التابعة للمتمردين ومستودعات الاسلحة وقاعدة ديلمي في صنعاء بحسب شهود عيان. كما استهدفت مواقع للمتمردين في محافظة مأرب الغنية بالنفط (شرق) ومحافظة الحديدة (غرب). وقالت مصادر أمنية: إن الغارات استهدفت تجمعات لمسلحين حوثيين في المجمع الحكومي بمديرية الدريهمي، والمجمع الحكومي بمديرية بيت الفقيه بالحديدة، وأسفرت تلك الغارات عن مقتل وإصابة العشرات من المتمردين الحوثيين الذين اتخذوا من تلك المقرات ثكنات عسكرية. وأفادت مصادر قبلية بمقتل 6 مسلحين حوثيين جراء استهداف دورية تابعة لهم من قبل المقاومة الشعبية في محافظة مأرب شرقي البلاد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن مقاتلي المقاومة في منطقة طلعة الميه بحلحلان استهدفت دورية عسكرية تابعة للحوثيين في جبهة مجزر شمال مأرب، ما أدى إلى احتراق الدورية ومقتل جميع من فيها. وأشارت المصادر إلى أن أكثر من ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات للحوثيين في منطقة الجفينة والأشراف جنوبمأرب، مؤكدين ان الحوثيين استخدموا منازل المواطنين في تلك المناطق كمخازن لأسلحتهم بعد نزوح المواطنين منها جراء الاشتباكات المسلحة. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية وقوات التمرد شهدتها مدينة تعز أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ودارت الاشتباكات في المرور وحوض الأشراف ومناطق أخرى في شمال وغرب المدينة، فيما قصف الحوثيون وقوات صالح بشكل عنيف أحياء الروضة والشماسي والأخوة والجمهوري، وشارع الأربعين. وأكدت مصادر طبية سقوط ضحايا في صفوف المدنيين من جراء القصف الحوثي. وسقط عدد من القذائف من الأراضي اليمنية على مواقع متفرقة بمنطقة نجران الحدودية في المملكة دون وقوع إصابات. وأوقع النزاع في اليمن نحو الفي قتيل وحوالى ثمانية آلاف جريح غالبيتهم من المدنيين بحسب منظمة الصحة العالمية. كما ارغم اكثر من 545 الف شخص على ترك منازلهم. ويستهدف المتمردون منازل المدنيين انتقاما لهزائمهم أمام المقاومة الشعبية التي باتت تحقق تقدما في مختلف الجبهات الداخلية. في هذه الأثناء، وصلت أولى طلائع قافلة "حملة الأمل" إلى الجمهورية اليمنية الشقيقة عبر منفذ الوديعة الحدودي، وتحمل أكثر من 350 طناً من المواد الغذائية والطبية والعلاجية، بإشراف من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع. وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ، أن طلائع حملة الأمل التي دشن انطلاقتها المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، دخلت لليمن بأمان، ويقوم برنامج الغذاء العالمي باستلامها وتوزيعها على مستحقيها هناك بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين المركز والبرنامج.