شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر امس اربع غارات على غزة لم تسبب ضحايا، بعد ساعات على اطلاق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب الدولة العبرية استهدفت معسكرات تدريب تابعة لحركة الجهاد الاسلامي في رفح وخان يونس ومدينة غزة، واعلن الجيش الاسرائيلي انه اغار على «أربع بنى تحتية ارهابية في جنوب قطاع غزة» ردًا على اطلاق الصاروخ، وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأن إسرائيل «لن تمر مرور الكرام على أي حادث إطلاق نار يستهدف مواطنيها انطلاقًا من قطاع غزة، وسترد بمنتهى الشدة والصرامة إذا لم ينعم الجانب الإسرائيلي من الحدود بهدوء»، وحمّل يعلون حماس «المسؤولية عما يجري في قطاع غزة»، ناصحًا إياها ب«عدم اختبار إسرائيل وبلجم أي استفزازات أخرى»، وحملت حركة حماس الفلسطينية إسرائيل المسؤولية عن «التصعيد» في قطاع غزة، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني، لم تسمه القول: إنه تم تبادل الرسائل بين إسرائيل وحماس عبر طرف ثالث فلسطيني في مسعى لتهدئة الأوضاع، وقالت الجامعة العربية: إن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تحاول خلق الذرائع وعدوان آخر لصرف الأنظار عن جهود المجتمع الدولي لإعادة استئناف المفاوضات». احتواء التصعيد ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني، لم تسمه القول: إنه «تم احتواء التصعيد الأخير بعد الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على القطاع». ونقلت الإذاعة عن المصدر أن «حركة حماس اعتقلت الليلة الماضية عددًا من أفراد الخلية التخريبية التي أطلقت القذيفة الصاروخية على إسرائيل. كما نشرت حماس قواتها في المنطقة بهدف ضمان استمرار التهدئة ومنع تصعيد الموقف». وقال: «إن حماس أجرت اتصالات بهذا الشأن مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى نظرًا لأن إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل يتنافى مع المصلحة الفلسطينية وموقف مختلف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة». وأطلق فلسطينيون صاروخًا مساء الثلاثاء من القطاع على منطقة غان يافني شرق مدينة اسدود على بعد حوالي أربعين كيلو مترًا شمال قطاع غزة، لم يسفر عن جرحى او اضرار. ووجه وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي ابقي في منصبه في الحكومة الجديدة لبنيامين نتانياهو أمس الاربعاء تحذيرًا الى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، لكنه قال: إن حركة الجهاد الاسلامي هي المسؤول عن اطلاق الصاروخ. وقال يعالون في بيان: «إن اسرائيل لا تنوي البقاء مكتوفة الايدي بعد اطلاق الصواريخ على مواطنيها من قبل الجهاد الاسلامي»، وأضاف «نعتبر حماس مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ولن نسمح بأي تهديد لسكاننا في الجنوب». وكان الكولونيل بيتر لينر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اكد في بيان أن «استخدام أراضي حماس قاعدة خلفية لمهاجمة اسرائيل أمر غير مقبول ولا يمكن التسامح معه وستكون له عواقب». والهجوم الاسرائيلي امس هو الثالث منذ نهاية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في 2014. واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس الى انها المرة الاولى منذ حرب الصيف الماضي التي تطال فيها قذيفة يبلغ مداها 40 كم الاراضي الاسرائيلية. وكانت القذائف السابقة سقطت في مناطق اقرب الى القطاع. حماس: مسؤولية اسرائيلية من جهتها، حملت حركة حماس الفلسطينية، إسرائيل المسؤولية عن «التصعيد» في قطاع غزة. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان صحفي: «إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن التصعيد في غزة ونحذره من التمادي في مثل هذه الحماقات». ولم تعقب أي من الفصائل الفلسطينية على إطلاق القذائف علمًا أن هذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها إسرائيل عن سقوط قذائف من غزة على أراضيها منذ مطلع العام الجاري. وبين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل اتفاق للتهدئة أعلنته مصر في 26 آب/ أغسطس الماضي لإنهاء توتر استمر بين الجانبين لمدة 51 يومًا. وأدانت الجامعة العربية الغارات الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة التي لم تسبب ضحايا، وجاءت بعد ساعات على اطلاق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب الدولة العبرية. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات للصحافيين في القاهرة أمس: «نحن ندين الاعتداءات على الأراضي الفلسطينية والغارات الأخيرة على قطاع غزة ونعتقد أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تحاول خلق الذرائع وعدوان آخر لصرف الأنظار عن جهود المجتمع الدولي لإعادة استئناف المفاوضات». وأضاف إن إسرائيل تحاول من خلل الهجوم الاخير «التنصل من مسؤولياتها كطرف لا بد أن يستجيب للشرعية الدولية ولطلب المجتمع الدولي». اعتقال والدة أسير من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال امس والدة أسير فلسطيني خلال زيارتها له في سجن جلبوع. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال اعتقلت ابتسام يوسف طه حمارشة (59 عامًا) من مدينة جنين، وهي والدة الأسير علي يحيى حمارشة، وذلك أثناء زيارتها لنجلها في سجن «جلبوع» والمحكوم بالسجن لمدة 25 شهرًا. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وأفادت مصادر أمنية في الخليل أن قوات الاحتلال داهمت مدينة الخليل وأجرت حملة تفتيش لعدد من منازل الفلسطينيين في المدينة خلال حملة الاعتقالات. واقتحم عشرات المستوطنين اليهود المتطرفين المسجد الأقصى امس من باب المغاربة عبر مجموعات صغيرة ومتلاحقة، وبحراسة معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وأفادت مصادر محلية في مدينة القدسالمحتلة أن حالة من التوتر تسود المسجد الأقصى عقب محاولة عدد من المستوطنين أداء طقوس دينية فيه، مما دفع بالمصلين إلى ملاحقتهم بصيحات وهتافات التكبير حتى طردوا خارج المسجد. من جانب آخر واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية التضييق على النساء والشبان خلال دخولهم إلى المسجد الأقصى واحتجاز بطاقاتهم الشخصية. اتهام دولي لحماس وفي سياق آخر أكدت منظمة العفو الدولية أمس أن حركة حماس التي تسيطر على غزة استخدمت الصراع مع اسرائيل في القطاع ل«تصفية حسابات» مع خصومها الفلسطينيين، وقامت بإعدام 23 شخصًا على الاقل فيما يمكن ان يرقى الى جرائم حرب. في المقابل أكدت حركة حماس ان تقرير المنظمة موجه ضد المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، وأن التقرير يفتقر الى المهنية والمصداقية. ويندد تقرير جديد صادر عن المنظمة غير الحكومية ومقرها لندن، حول حرب غزة في الصيف الماضي ب«حملة وحشية لاختطاف وتعذيب وارتكاب جرائم ضد فلسطينيين متهمين (بالتعاون) مع اسرائيل» من جانب حماس. ويورد التقرير «إعدامات جماعية ل23 فلسطينيًا على الأقل واعتقال وتعذيب عشرات آخرين». وقال مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر: «إنه امر مروع جدًا انه في حين الحقت القوات الاسرائيلية خسائر بشرية ومادية ضخمة بشعب غزة، استغلت قوات حماس الوضع بلا خجل لتصفية حساباتها مرتكبة سلسلة من جرائم القتل وغيرها من الانتهاكات الخطرة» لحقوق الانسان. وشنت إسرائيل في الصيف الماضي حربًا دامية على قطاع غزة استمرت خمسين يومًا وخلفت أكثر من 2200 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلًا في الجانب الاسرائيلي معظمهم من الجنود. وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت في شهر مارس الماضي جماعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع. ووفقًا للتقرير الصادر أمس «قامت قوات حماس أيضًا باختطاف وتعذيب أو مهاجمة اعضاء من حركة فتح المنافس السياسي الرئيسي في غزة، بينهم اعضاء سابقين في قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية». وأضافت المنظمة غير الحكومية أنه «لم يتم التعرف على أي شخص مسؤول عن جرائم حماس ضد الفلسطينيين خلال حرب عام 2014، ما يدل على ان هذه الجرائم تمت إما بأوامر أو بموافقة السلطات». واتهم لوثر حماس بارتكاب «جرائم مروعة ضد أفراد عزل»، تشكل في بعض الحالات جرائم حرب. وأضاف ان الحركة «تجاهلت ابسط قواعد القانون الانساني الدولي». ودعت منظمة العفو السلطة الفلسطينية في رام اللهوالضفة الغربية، وحماس «إلى التعاون مع آليات تحقيق دولية مستقلة ومحايدة»، وتقديم المشتبه بهم الى العدالة. من جهته أكد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن تقرير منظمة العفو «موجه ضد المقاومة الفلسطينية وحركة حماس وتجن على الحركة». ورأى برهوم أن التقرير «يفتقر الى المهنية والمصداقية» مشيرا الى انه «تعمد التهويل والتضخيم دون الاستماع الى كافة الاطراف ومن كل المستويات، والتدقيق في صحة المعلومات». وكانت منظمة العفو اتهمت اسرائيل في تقريرين سابقين بارتكاب جرائم حرب، وهي اتهامات دعمها أيضًا الاتحاد الدولي لحقوق الانسان. ويأمل الفلسطينيون في محاكمة القادة الاسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية التي انضموا اليها مؤخرًا. ولا تقبل اسرائيل بالتحقيقات الدولية التي تعتبرها منحازة وتؤكد انها قادرة على اعمال العدالة بنفسها.