القول الفصل والحزم الذي يواكب المرحلة والاحتياج الحقيقي لإيقاف العبث بالعقل الديني والوطني، وضعه بإيجاز واضح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو ولي الأمر وقائد الأمة، حين قرر أن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع الجريمة الإرهابية بمسجد القديح، سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه. ذلك أمر حاسم للحاكم في تقويم سلوك الناس وهم يقدمون صنوفا من الأفعال والأقوال التي يلقون ولا يلقون لها بالا وتنتهي بنا إلى مرارات وأحقاد طائفية تحرق الوطن والمجتمع، وما أكده ولي أمرنا يحيط بكل ما يمكن أن يتماس مع انتاج التطرف والكراهية والعنصرية، وهو بذلك يعزز أمانتنا في الوطن الذي نتعايش فيه وينبغي أن نعيش فيه جميعا بسلام وأمن وأمان، دون أن نستثير بآراء سلبية أسوأ ما في النفوس من مشاعر غبن تشتتنا وتبعثر روحنا الوطنية وتعبث بعشوائية ضارة بوحدتنا. وفي الواقع لم يعد هناك الكثير ليقال بعد الحزم الملكي الذي يأتي عميقا بحيث يتضمن مسؤوليات دينية ووطنية واجتماعية وقيادية، فبلادنا مستهدفة، والأجهزة الأمنية تقاتل التطرف والطائفية التي تنتج لنا الإرهاب الذي يتسلل إلى بلادنا، ولا يمكن السماح بنشوء معارك وصراعات تصرفنا عن هموم وطنية أكبر وأكثر تهديدا للأمن والسلم الوطني والاجتماعي، ذلك يجعلنا عبثيين إذا استمررنا في معادلة الفعل ورد الفعل، وأنت مخطئ بالمطلق وأنا صحيح كليا، ذلك جدل أهلك أمما وشعوبا نحتاج لأن نستلهم الدروس والعبر منها حتى لا نعيد انتاج المآسي التي لحقت بغيرنا. من حق الدولة والقيادة علينا أن نواكب قضايا الوطن بوعي أكبر من المشاجرات والمهاترات اللفظية في سياقاتها الطائفية والعنصرية، لأن ذلك متى حدث في وطن أو مجتمع فإنه ينحرف بعيدا عن أفكار اللحمة الوطنية والأمانة التاريخية في الحفاظ على سلامة وطننا ومجتمعنا وحمايته من شرر الصراع والفتنة، والإرهابيون الذين يفجرون المساجد لن يترددوا عن ضرب أبرياء في بيوتهم فيما ننشغل بسجالات غير مجدية. خادم الحرمين الشريفين أكد أن الدولة لن تتوقف جهودها يوما عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم، ومن الخطأ ألا نتوقف عند ذلك ونستشرف أدوارنا في إعانة قيادتنا لتحقيق الاستقرار الذي يبدأ بالتسامي عن خلافاتنا، فالمتطرفون يستهدفون الدولة والمجتمع وليس طائفة بعينها، وهم إن نجحوا في بعثرة عقلنا الوطني نخذل القيادة والدولة والوطن ونخسر جميعا، ولذلك فلنجعل حديث خادم الحرمين الشريفين مبدأ استراتيجيا في علاقتنا الوطنية والاجتماعية فذلك هو الضامن لوحدتنا واستقرارنا وأمننا.