لطالما ترافقت انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالجدل والفضائح على كافة أنواعها منذ عام 1998، لكن في نهاية المطاف كان الفوز دوما من نصيب السويسري جوزيف بلاتر الذي يتوجه للبقاء على رأس السلطة الكروية العليا لولاية خامسة بعد الانتخابات التي تقام الجمعة في زيوريخ. ويخوض بلاتر (79 عاما) انتخابات الجمعة بمواجهة نائبه الأمير علي (39 عاما)، المرشح الوحيد ضده بعد انسحاب رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براج والدولي البرتغالي السابق لويس فيجو. العجوز يروج لروح الشباب!! بعد مشاهدة مقاطع الفيديو من الأرشيف تجعل المرء يضحك في يومنا هذا: فبلاتر، الذي دخل الى فيفا عام 1975 وأصبح أمينه العام عام 1981، روج لروح الشباب (62 عاما حينها) من اجل انتخابه ضد منافسه السويدي لينارت يوهانسون (68 عاما) الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. أصبح بلاتر حينها الرئيس الثامن لفيفا خلال الانتخابات التي احتضنتها باريس في الثامن من يونيو 1998، حظي بلاتر حينها بمساندة من اسم كبير في كرة القدم بشخص الفرنسي ميشال بلاتيني، واليوم، أصبح بلاتيني الذي وصل الى رئاسة الاتحاد الأوروبي منذ عام 2007، من المعارضين الأساسيين لانتخاب السويسري لولاية خامسة بعد ان كان الحليف الرئيس لبلاتر. خلف بلاتر حينها البرازيلي جواو هافيلانج (82 عاما) الذي قرر عدم خوض الانتخابات بعد ان تربع على عرش فيفا لمدة 24 عاما، وذلك بعد ان قرر يوهانسون الانسحاب قبل الجولة الثانية من التصويت نتيجة حصوله على 80 صوتا في الجولة الأولى مقابل 111 لبلاتر الذي بدا متأثرا جدا بانتخابه وابنته كورين التي كانت مساعدته الأساسية في الحملة، الى جانبه. سيول تتوج الديكتاتور!! رغم اتهامه بعدم الشفافية المالية والتصرف الديكتاتوري، كانت سيول على موعد مع تتويج بلاتر لولاية ثانية على رأس فيفا رغم انه كان في خضم ما عرف ب «بلاترغايت». تجاوز بلاتر، البالغ من العمر 66 عاما حينها، جميع المصاعب والانتقادات وخرج منتصرا في 29 مايو. احتاج السويسري الى جولة تصويت واحدة ليخرج منتصرا بعدما نال 139 صوتا مقابل 56 فقط لمنافسه الكاميروني عيسى حياتو (55 عاما) الذي كان يشغل وما زال منصب رئيس الاتحاد الافريقي. وما ان أعلن عن انتصاره، حتى أطلق بلاتر نداء من اجل إعادة توحيد «عائلة كرة القدم» التي اهتزت بعد حملة انتخابية صنفها بعض أنصاره ب «الحرب الوسخة». هذه المرة، في 31 مايو 2007 في زيوريخ (تم تعديل موعد الانتخابات لكي لا تتضارب مع كأس العالم التي تقام كل أربعة أعوام أيضا)، لم يجرؤ أحد على الوقوف في وجه «سيد» الفيفا الذي نصب نفسه رئيسا لولاية ثالثة بالتزكية. كان انتخاب بلاتر، البالغ من العمر 71 عاما حينها، ختام مسك لاحتفال السلطة الكروية العليا بمقرها الجديد الفخم في زيوريخ. طوى بلاتر صفحة 2002 وما رافق تلك الانتخابات من كلام واتهامات وتوجه لتعزيز موقعه من خلال منح القارة الافريقية فرصة تنظيم كأس العالم للمرة الأولى بعد نيل جنوب افريقيا شرف احتضان العرس الكروي العالمي عام 2010. أزمة 2011 عالقة في الأذهان!! لا تزال الجملة الصادرة عن بلاتر، بعد يومين من انتخابه لولاية رابعة في الأول من يونيو 2011 في زيوريخ، عالقة في الأذهان: «أزمة؟ أي أزمة»، وكأنه قادم من الفضاء الخارجي ولا علم له بالعاصفة التي تضرب السلطة الكروية العليا واتهامات الفساد التي تطالها وأدت في فتح تحقيقات داخلية. فالشبهات المحيطة بمنح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022 والعقوبة التي صدرت بحق رئيس الاتحاد الاسيوي حينها القطري محمد بن همام الذي أوقف مدى الحياة بعد ان كان مرشحا وحيدا ضد بلاتر على زعامة الفيفا قبل ان يضطر قبل ايام من الانتخابات الى سحب ترشيحه بسبب اتهامه بشراء أصوات، كانت تتلبد في سماء فيفا. ولاية رابعة بالتزكية لا تزال الجملة الصادرة عن بلاتر، بعد يومين من انتخابه لولاية رابعة في الأول من يونيو 2011 في زيوريخ، عالقة في الأذهان: «أزمة؟ أي أزمة»، وكأنه قادم من الفضاء الخارجي ولا علم له بالعاصفة التي تضرب السلطة الكروية العليا واتهامات الفساد التي تطالها وأدت في فتح تحقيقات داخلية. فالشبهات المحيطة بمنح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022 والعقوبة التي صدرت بحق رئيس الاتحاد الاسيوي حينها القطري محمد بن همام الذي أوقف مدى الحياة بعد ان كان مرشحا وحيدا ضد بلاتر على زعامة الفيفا قبل ان يضطر قبل ايام من الانتخابات الى سحب ترشيحه بسبب اتهامه بشراء أصوات، كانت تتلبد في سماء فيفا.