كرة القدم في آسيا ظلت لعقود طويلة تراوح مكانها، ولا تسأل عن الأسباب فهي كثيرة، ولذلك فالمرحلة الجديدة التي بدأت بانتخاب الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيساً للاتحاد الآسيوي قبل عامين بحاجة إلى الكثير من العمل، وإلى حركة تصحيح ثورية، ومن أجل تجديد الدماء وتغيير المفاهيم، وكان لابد من التخلص من الحرس القديم، والتكاتف وتغليب المصلحة العامة من أجل آسيا قوية ومتحدة. ولأن الإمارات إحدى القوى الرئيسية في مسيرة الاتحاد الآسيوي، فإن الهم يشغلها ونجاح الاتحاد الآسيوي يعنيها، لهذا لم تتردد ولم تبخل وقدمت لآسيا خيرة رجالاتها وأفضل ما لديها، وكانت النظرة الثاقبة، والقرار الحكيم والرؤية الصائبة لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس التنفيذي والرئيس الفخري لاتحاد الكرة بترشيح معالي اللواء محمد خلفان الرميثي لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بمثابة مساهمة فعالة وخدمة جلية تقدمها الإمارات لآسيا المتحدة ولحقبتها المستقبلية. محمد خلفان الرميثي هو هدية الإمارات إلى آسيا، وهل يمكن أن تحصل آسيا على أفضل من هذه الهدية؟ وهو الرجل الذي يتمتع بكاريزما نادرة ليس على مستوى الإمارات وحسب، ولكن على جميع المستويات القارية والدولية، كما يحظى بشبكة من العلاقات المميزة في جميع الأوساط، وباحترام هائل وإجماع نادر، وهو بخبراته المتراكمة والهائلة، وبسيرته الذاتية الحافلة مكسب حقيقي للقارة ولكرتها. «بوخالد» ومنذ ابتعاده عن كرة القدم قبل 4 سنوات افتقدناه كثيراً، وكنا ننتظر اليوم الذي يعود فيه على أحر من الجمر، وعندما دعته الإمارات ليمثلها في قلب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يتأخر، وفي حقيقة الأمر هو لم يغب أبداً عنا، ظل متربعاً في الذاكرة، وكانت بصمته حاضرة في جميع المجالات، نجدها كلما حققت منتخباتنا الانتصارات، نجدها في مدربين وطنيين، نجدها في دوري المحترفين، نجدها في ملاعبنا، وفي كل شيء حولنا، ولا ندري أيهما أكبر، فرحتنا بفوزه أو لنقل باكتساحه؟ أم هي فرحتنا برجوعه وعودته إلى الساحة؟ آسيا التي سئمت من تواضع كرتها، قررت هذه المرة أن تنزل بنفسها وتدلي بصوتها، ومن أجل حاضرها ومستقبل أجيالها، قررت أن تنتخب خيرة رجالها، لذا لم يفاجئنا فوز محمد خلفان الرميثي بالمنصب الآسيوي؛ لأن آسيا المتحدة قالت كلمتها وللمنطق انحازت، وفي الحقيقة لم يفز «بوخالد» ولكن أن آسيا به فازت. نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية