أدان عدد من المثقفين والمثقفات التفجير الإرهابيّ الذي استهدف المسلمين المصلّين في مسجد الإمام علي- رضي الله عنه- في بلدة القديح بمحافظة القطيف، معتبرين تلك الحادثة عملا إرهابيا يأتي في سياق الحرب ضد الاسلام والمسلمين بقيادة قوى الشر والظلام المتمثل بالفكر المتطرف والتنظيمات الارهابية. شهداء الوطن في البداية أكد مدير جمعية الثقافة والفنون علي الغوينم أن هذا الحدث الجلل والمؤسف لن يؤثر في تماسك هذا الوطن الغالي الذي عرف عنه تناغم نسيجه الاجتماعي بمختلف طوائفه، وقال: رحم الله شهداء مسجد الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- والذين يعتبرون شهداء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، والذين اغتالتهم أيدي من لا يحبون الخير والسلام لمملكتنا الغالية. واضاف: من قاموا بهذا العمل بغض النظر عن معتقدهم وانتمائهم، هم مجرمون ومخربون يستحقون أقصى العقوبة ردعاً لأمثالهم، ومنعا لتفشي مثل ذلك التصرف الهمجي العدواني الذي يؤدي الى انهيار النسيج المجتمعي، فعدوان كل طرف على الآخر بداية التشتت، ونحن بدورنا في مثل هذه الظروف لا يجب أن ننساق خلف كل ما يذكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لا يخلو الأمر من المبالغة والافتراء، ويجب أن نتريث في إرسال المعلومات غير الموثوقة تحسبا للنتائج غير المحمودة، وذلك بهدف إغلاق الباب أمام كل من يريد النيل من هذا المجتمع ولحمته الوطنية. إرهاب غاشم من جهته ذكر مدير نادي الشرقية الادبي خليل الفزيع أن الوطن من أقصاه إلى أدناه قد فجع بهذه الجريمة التي أدمت قلوب المواطنين الأوفياء، بعد أن امتدت أيدي الإرهاب الغاشم إلى بيت من بيوت الله وفي يوم الجمعة المبارك، وفي لحظات أداء فريضة الصلاة، لترتكب في حق الأبرياء هذه الجريمة البشعة التي يدينها كل مواطن حريص على تأصيل قيم التلاحم والتكاتف بين أبناء هذا الوطن الغالي. وشدد الفزيع على ضرورة تكاتف الجميع في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن لمواجهة المخططات الإجرامية التي لا تريد الخير لهذا الوطن ومواطنيه. نزف القديح وانشد الشاعر جاسم الصحيح بعض الابيات حزنا على جرح الوطن، وقال: «هُنا (الأحساء) من أرض (القطيفِ) نزيفٌ باتَ يُولَدُ من نزيفِ، ها هي القديح.. (سبأ) المآسي.. تتجرع كأس الشهادة مرتين.. كانت المرة الأولى في خيمة عرسها قبل ستة عشر عاما، وهذه المرة في محراب صلاتها بنيران الغدر والخيانة. وأضاف: باسمي وباسم كل الشعراء في الوطن، أُدين التفجير الإرهابي الذي حدث لأهالينا بالقديح، وأسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء في أعلى عليين لا شك أنَّ حدثا مأساويا بهذا الحجم يستحق ما هو أعلى من الشجب والإدانة كي لا يتكرر أكثر مما تكرَّر، لذلك نحن إذ نشجب وندين هذا العمل الإجرامي في حق أهالينا بالقطيف، فإننا نكرر مطالبتنا القديمة الجديدة بإصدار قوانين رسمية لتجريم التحريض الطائفي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل والمنابر الدينية والمساجد. سياسة خبيثة واشارت الكاتبة معصومة العبدالرضا الى أن المتتبع للهجمات الإجرامية يكتشف السياسة الخبيثة المتبعة لدى المجرمين، سياسة مبدؤها زعزعة أركان الدين واستئصال شريان الأمة تخليدا لغرائزهم الحيوانية المجتثة من قيمهم البالية، التي اتخذت بيوت الله مركزا لتنفيذ جرائمهم واعتداءاتهم النكراء. وقالت: إن ما حدث في قديح القطيف ودالوة الأحساء ما هو إلا دليل لا يتطرق إليه شك عما يحملون من فكر ضال وحقد دفين على الله ورسوله كما أنه ينبئ عن قيمهم البالية ورؤاهم السقيمة التي تحمل ثقافة الاختراق بإفراغ الهوية وتفتيت وتذويب رابطة العالم الإسلامي وزحف سرطاني على القيم الأصيلة لهز الأمن النفسي وبث الرعب باختلاف الزمان والمكان (حسينيات، مساجد)، وأرى كما يرى كل ذي عقل واع الأخذ على عواتقنا مهمة التجلي لأبعاد التخطيط العدواني والكشف عن خباياه، للتصدي عن ما يستوجبه الضمير الحي اليقظ حماية للدين وصيانة للعرض والوطن.