تبرز إلى السطح خلال هذه الفترة من العام الدراسي ظاهرة الدروس الخصوصية والتي يلجأ اليها الطلاب خصوصا من المرحلة الثانوية، خوفاً من فقدان درجات قد تؤثر على معدلاتهم في المواد العلمية واللغة الانجليزية، حيث يدفع الطالب مبلغ 2000 ريال للمادة الواحدة ليلخص المنهج خلال اسبوعي الاختبارات، وكثيرا ما نجد مدرسين يتجولون من بيت إلى آخر لإعطاء دروس خصوصية للطلاب قبل الاختبارات. وأوضح مدير مكتب تعليم بقيق مرعي البارقي أنه تم التأكيد على الميدان التربوي في المحافظة بعدم عمل ملخصات تختزل المادة الدراسية بشكل مخل منوها أنه لم يلحظ أي إعلانات تخص الدروس الخصوصية في المحافظة وأنه يمكن للطلاب عند احتياجهم لحصص إضافية الانضمام لمراكز الخدمات التربوية بأسعار رمزية مقارنة بما يطلبه معلمو الدروس الخصوصية، وأضاف انا لا أنفي تماماً وجود الدروس الخصوصية الا أنها لم تصل لحد الظاهرة. ولم يرد للمكتب من أولياء الأمور ما يفيد ذلك، لافتا إلى أنه خلال فترة الاختبارات تزداد حاجة الطلاب الى المزيد من الاهتمام بالمادة الدراسية ولذا قد تنشأ فترة موسمية للدروس الخصوصية ما قبل الاختبارات بفترة قصيرة وبعض أولياء الأمور يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في رواج مثل هذه الدروس غير المفيدة على المدى البعيد. ويقول أنس الجعوان مستشار ومدرب تنمية بشرية ان الطلاب في الماضي كانوا يعتمدون على أنفسهم في الدراسة ولكن عندما أصبحت لدينا طفرة مادية بدأ الوالدان في الاتكال على الاخرين في بعض أمور حياتهم وبالتالي أصبح الاباء والأبناء يبحثون عن مدرس خصوصي، إضافة إلى دور بعض المعلمين وهم قلة يهملون طلابهم بسبب انشغالهم بالتدريس الخصوصي. وبين الاكاديمي الدكتور محمد الدوسري أن الدروس الخصوصية ظاهرة مستشرية في المجتمع وتزداد أكثر كلما قرب موعد الاختبارات حيث تنشغل الأسر بالاستجابة لضغوط أبنائها في الاستعانة بمدرسين قادرين على الأخذ بأيديهم إلى النجاح حتى ولو استنزف ذلك جيوب آبائهم. والواقع أن زيادة الطلب في الاعتماد على أساتذة خارج محيط المدرسة فرض إشكالات عدة يأتي في مقدمتها بالنسبة للأسرة الأعباء المالية فيما يتعود الطالب على الاتكالية والاعتماد على الغير والواقع أننا لا نستطيع مواجهة مثل تلك الظاهرة مالم تبادر مؤسسات التعليم الرسمية بدراستها وتحليلها ووضع الخطط بمعالجة دوافعها وأسباب نشأتها. ودعا محمد الخالدي إلى ضرورة تكاتف الجهود بين البيت والمدرسة منذ بداية العام دراسي لكي لايقع الطالب في فخ الدروس الخصوصية التي تنهك ميزانيات الأسر خصوصا وان تكاليف الدروس خلال الاسابيع التي تسبق الاختبارات النهائية ترتفع بشكل ملحوظ حيث تتفاوت الاسعار مابين 500 ريال و 2000 ريال للمادة الواحدة. في حين ذكر علي الجابر أن معلمين متعاقدين وخصوصا بعد انتهاء عقودهم اصبحوا يتاجرون بالدروس الخصوصية واستغلال حاجة الطلاب لمثل هذه الدروس خلال الايام التي تسبق بدء الاختبارات وقد يصل سعر الساعة في ليالي الاختبارات إلى 300 ريال. ويقول الطالب محمد الهاجري: اصبحنا نبحث عن معلمين خلال الايام التي تسبق الاختبارات للبحث عن الدرجات ويصل المبلغ للمادة العلمية الواحدة اكثر من 2000 ريال. مهيبا بالمسؤولين في التعليم إلزام المدارس بتفعيل دروس التقوية عوضا عن الدروس الخصوصية التي نلجأ اليها. أما الطالب علي المري فيقول ان مطبوعات إعلانات الدروس الخصوصية معلقة على الجدران بمختلف المواقع دون أي محاسبة لهم من الجهات المختصة، بل تعدى الامر ذلك واصبحت إعلاناتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.