يوم أمس ومساء أمس، حدثت ثلاث مناسبات مهمة محلياً وخليجياً وعربياً وإقليمياً. المناسبة الأولى هي مبادرة البرلمان العربي بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ب«وسام البرلمان العربي» من الدرجة الأولى، تقديراً لمواقف الملك سلمان الشجاعة والإنسانية إزاء ما يدور في المنطقة العربية واليمن بصفة خاصة. وهذا الوسام تكريم لكل سعودي وتكريم لكل الشرفاء في العالم المخلصين لقيم الإنسان والسلام ولكل الذين يبادرون للتصدي للفتنة والدسائس وزمر المتآمرين. ويستحق خادم الحرمين الشريفين هذا التكريم العربي المستحق لأنه بقراره بدء عاصفة الحزم، بمساعدة من الأشقاء الخليجيين والعرب، قد أيقظ في الأمة العربية روح الكرامة وشجاعتها التاريخية. ونحن السعوديين، بدورنا، نشكر البرلمان العربي على هذه اللفتة، بتكريم ملكنا وزعيمنا. والتكريم بقدر ما هو تقدير لجهود خادم الحرمين الشريفين الشجاعة والمخلصة، فهو يمثل مسئولية يتعين أن يكون كل سعودي على مستواها بالإخلاص في القول والعمل، وأن نكون على نهج ملكنا، حفظه الله. والمناسبة الثانية هي مؤتمر «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» في الرياض، وهو إنجاز بارز يحققه اليمنيون بمساعدة من المملكة ودول الخليج والمجتمع الدولي في محاولة لجمع كلمة اليمنيين والتصدي لحركة اختطاف الدولة واغتيالها والممارسة الإرهابية لجماعة الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح. وأبدى حضور المؤتمر مستوى عاليا من المسئولية الوطنية تجاه بلادهم، إذ المهمة هي إنقاذ اليمن من توغلات مجموعة ميلشيات رهنت نفسها للمصالح الأجنبية وشنت على اليمنيين حرب إخضاع وسفكت الدماء ودمرت المدن اليمنية لحساب المصالح الإيرانية التي كانت تحلم بتحويل اليمن إلى دولة خراب وصراع عصابات ليمكنها التدخل وتوجيه عملائها إلى مزيد من التدمير. والمناسبة الأخرى هي استئناف الطيران السعودي الخليجي العربي عمليات «إعادة الأمل» بعد أن عبث الحوثيون وميلشيات حليفهم بالهدنة وخرقوها في مناسبات عديدة وفي معظم أنحاء اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية. وكانت الهدنة التي بادرت بها المملكة وقوات التحالف الخليجي العربي، اختبارا لنية الحوثيين وحلفائهم، الذين بدلاً من اغتنام الفرصة وتهيئة الأجواء للسلام، استغلوا الهدنة لشن المزيد من الهجمات العدوانية على المدن اليمنية والمدن السعودية المجاورة للحدود. وامتنعت قوات التحالف عن الرد على الخروقات الحوثية، لكنها تأكدت أن الحوثيين وحلفاءهم غير معنيين بأي سلام وأنهم يرتكبون حماقات في تقديراتهم لهدف الهدنة وأهميتها. لهذا كان استئناف قصف قوات الحوثي وحلفائهم التي تهاجم المدن اليمنية، أمرا لا مفر وفاء بعهد التحالف بحماية المدنيين اليمنيين من المعتدين ودفاعاً عن المدن اليمنية التي لم تتوقف مدافع العدوان والخيانة عن قصفها ومهاجمتها بقسوة وبلا أي اعتبار للهدنة ولا لمبادرة وقف إطلاق النار، وبلا أي اهتمام بمصير اليمن ولا بمستقبله وسيادته وكرامة مواطنيه.