تنشط في مثل هذه الأيام من نهاية كل عام دراسي احتفالات التخرُّج للطالبات؛ فرحاً بالانتقال إلى مرحلة دراسية أعلى أو بالتخرج في المرحلة الثانوية وتتفاوت نوعية الحفلات ومستوياتها، بحسب مكانة المدرسة ونوعية الطالبات والإمكانات المادية لهن ولأولياء أمورهن. ورغم منع وزارة التعليم إقامة تلك الحفلات في قاعات الأفراح خارج أسوار المدارس، وتكرارها في تعاميم تُرسلها كل عام إلى إدارات التعليم في مناطق المملكة، وتشديدها على أهمية تطبيق الآلية النظامية المتبعة لعملية احتفالات المدارس، وكذلك عدم تكليف الطالبات بأي مبالغ مالية نظير إقامة حفلات التخرج، إلا أن الكثير من المدارس تعمد إلى إقامة حفل تخرج وخصوصا لطالبات المرحلة الثانوية، بعد أن كانت مثل هذه الحفلات تقام في الصالات المُغلقة داخل المدارس، وأضحى الأمر سباقات محمومة للظفر بالقاعات المشهورة والاستراحات المرموقة التي كانت مقصورة من قبل على حفلات الأعراس والمناسبات العامة، في ظاهرة دخيلة على مجتمعنا السعودي المُحافظ، وعلى الرغم من أن هذا الحفل يحمل مقاصد تربوية رائعة، إلا أنه أصبح عبئا ثقيلاً على بعض الأسر، وبالذات عندما تتم المطالبة بتحصيل مبالغ مالية ضخمة من الطالبات، حيث يقام الحفل على أكتاف أولياء الأمور، وبصورة باذخة ومترفة، تتضمن المبالغة في الطعام والمقبلات والكماليات والتجهيزات التي لا مبرر لها ووصل ذلك البذخ مطالبة إدارة إحدى المدارس الثانوية الأهلية للبنات في إحدى مناطق المملكة، كل طالبة بدفع مبلغ ألف ريال، لتنظيم حفل تخرجهن، باستئجار قاعة في أحد الفنادق، وجلب إحدى المطربات! مدارس التعليم ليست مسرحاً لحفلات التخرج وللتفاخر بالأزياء والتباهي والتمايز بنوعية المكياج واللباس. المدارس هي للتعليم وزرع القيم الإسلامية والمبادئ الطيبة وتخريج جيل واعٍ، يخدم مليكه ووطنه ومجتمعه، وأتمنى أن نسمع قراراً تأديبياً للمخالفين لقرار الوزارة بمنع تلك الاحتفالات المبالغ فيها، بعض المدارس تستغل عاطفة الأب والأم في المشاركة في تكاليف الحفل، رغم عدم اقتناعهم بها، ولذلك يصعب عليهم جدا أن يرفضوا طلبات بناتهم أو يُشعروهن أنهن أقل من زميلاتهن، وخاصة في المرحلة الثانوية. استغرب عندما اسمع حفلة تخرج للتمهيدي أو الابتدائي أو المتوسط فهي غير منطقية أبدا، لكن كيف نستطيع إقناع بناتنا بأن هذا خطأ، وهي بالمقابل ترى زميلاتها يحتفلون؟؟ المفروض أن حفل الخريجات تتكفل به وزارة التعليم ولا دخل لأولياء الأمور في المشاركة فيه، ويكون داخل أروقة المدارس، وبشكل مُبسط، وفي أماكن معدة لإقامة تلك الاحتفالات كقاعة الاجتماعات أو مسرح ويكون هناك تنظيم وتنسيق مسبق بين المدرسة ومكاتب الإشراف التربوي؛ لإقامة تلك الاحتفالات، وبحضور إحدى المشرفات لكتابة تقريرها عن تلك الاحتفالية، والرفع بها لإدارة التعليم. وبما أنني أحد أولياء أمور الطالبات ونيابة عن أولياء الأمور، فإنني أعلن استيائي ورفضي لمثل تلك الاحتفالات الخارجة عن العادات، ومن بينها ارتداء عباءات وقبعات للتخرج والملابس غير المحتشمة أحيانا من منسوبات المدرسة إداريات ومعلمات وطالبات، والرقص والموسيقى والإيقاعات الموسيقية. وأناشد وزير التعليم بالتدخل؛ لمنع إقامة هذه الحفلات بهذا الشكل ومحاسبة مُديرات ومعلمات تلك المدارس، رغم أن بعضهن يتحايل على منع الوزارة بإقامة تلك الاحتفالات في المدارس وبالطلبات ذاتها المرهقة لأولياء الأمور من لبس وأكل وخلافه؟!