شرعت جميع المدارس بمختلف مراحلها الدراسية بدءا من رياض الأطفال حتى الثانوية في كافة القطاعات القطاعات كالتحفيظ والأهلية والحكومية، في احتفالات التخرج ونهاية العام الدراسي خاصة مدارس البنات، مما يعني جمع نفقات هذه المناسبات باستنزاف جيوب أولياء الأمور. ورغم التعليمات المستمرة والصادرة من مدير عام التربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد الحيدان لجميع إدارات مدارس المنطقة بعدم إلزام أي طالبة بدفع مبالغ لتغطية نفقات الاحتفالات من ملابس ولوحات أو حتى المشاركة في لوازم الحفل. إلا أن بعض المدارس لا تزال تقيم هذه المناسبات على حساب الأسر. عدد من أولياء الأمور تحدثوا ل«عكاظ»، حيث أوضحت السيدة أم نواف أن طفلها الذي لا يزال في مرحلة الروضة لا يمر أسبوع واحد إلا ويطلب هدايا لأصدقائه، أو شراء أزياء خاصة بكل المناسبات كالجنادرية أو اليوم الوطني، مما يرهق أولياء الأمور، خاصة من لديهم أكثر من طفل، دون مراعاة لظروفهم المادية. أما فاتن عبدالله فتقول: «لدي ابنتان في المرحلة الابتدائية في مدرسة أهلية، ولا تقف طلبات المدرسة عند حد معين، فتارة لوحات وأخرى رسوم لحفل نهاية العام ورسوم حفل الأمهات أو للاحتفال بمناسبة ما. هذا عدا رسوم الدراسة للفصلين والتي تصل في بعض المدارس إلى 10 آلاف ريال»، وتمنت فاتن أن تكون هناك قرارات ملزمة للمدارس الأهلية بعمل تخفيض على رسوم الأشقاء في المدرسة الواحدة. وأبدت أحلام استياءها من طلبات المدارس في الأيام العادية، ووصفتها بالمكلفة والمرهقة لجيوب الأهل من محدودي الدخل، وفوق ذلك تقوم بعض المدارس في الوقت الحالي بجمع مبالغ مالية من كل طالبة لإقامة احتفالات التخرج، مشيرة إلى أن هذا مخالف لتعليمات التربية والتعليم فأغلب البيوت لديها أكثر من طالبة، ويتمنى الأهل ألا يحرموا بناتهم من فرحة تخرجهن أو مشاركتهن بالحفل، ما يضطر معه أولياء الأمور لدفع المبالغ المطلوبة منهن، حتى وإن كانت عن طريق الاستدانة. وناشدت أحلام التربية والتعليم بالتدخل العاجل لوضع حل سريع لهذه المشكلة. أما مساعدة مديرة الإشراف التربوي أنيسة الهندي فقد عبرت عن رأيها مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعليمات في وقت سابق بمنع إقامة حفلات التخرج في قصور الأفراح والفنادق الفخمة لما في ذلك من تحميل أولياء أمور الطلاب أعباء مالية متزايدة، فيما حددت مجموعة ضوابط لإقامة مثل هذا النوع من الحفلات. ودعت الوزارة إدارات المدارس الحكومية والأهلية إلى إقامة حفلات التخرج لطلابها وطالباتها داخل المدارس في أعقاب تزايد شكاوى أولياء الأمور من أعباء إقامة الحفلات في أماكن. وسمحت الوزارة بالتعاون مع جهات أخرى لدعم هذه الحفلات ماديا وعينيا على أن لا يتحمل الطلاب وأولياء أمورهم أية مبالغ مادية أو تكلفة من أي نوع، كما منعت أيضا تبادل الهدايا الخاصة بين منسوبي المدرسة مع ضرورة التقيد ببرنامج الحفل. وأوضحت الهندي أن تعميم التربية أوضح أن بعض المدارس الحكومية والأهلية «بنين وبنات» تبالغ وتسرف في إقامة الحفلات الختامية ومناسبات التخرج، وصاحب ذلك شكوى عدد كبير من أولياء أمور من تحميلهم أعباء مالية لتغطية التكاليف. حفلات داخلية وأخيرا فضلت الهندي تنظيم الحفلات في المدارس لأنها تحقق جوانب مهمة تتعلق بالمشاركة الجماعية، وتحفيز الجوانب الإبداعية لدى الطلبة.