درس لم يكن في الحسبان، تعلمته بعد أن قاربت على إكمال سنتين في العمل! صادق من يقول إن الحياة مدرسة نُختبر فيها، ثم نحصل على الدروس، أحد الزملاء أرسل ايميلاً وجهه لي، يسألني عن مهمة تناقشت معه قبل يومين فيها.. الإيميل لم يكن لطيفا وكان يتهمني فيه بالتقصير! ما زاد الطين بلة هو قيامه بإرسال الإيميل إلى عدد كبير من المدراء! هنا أخذتني الحمية وشعرت بغليان الدم وتسارع نبضات القلب.. اتصلت به ووبخته وذكرته بأني أطلعته على كافة التفاصيل وأن المسأله هي مسألة وقت حسب إجراءات العمل. لم تبرد «الحرة» ولم تهدأ نفسي إلا بعد أن رددت على رسالته الإليكترونية برسالة مثلها أو أشد! تعمدت أن تكون اللغة شديدة حسب النصائح التي كنت أسمعها من الزملاء ومقالات أصحاب الخبرة، حتى لا أكون صيدًا سهلاً في المستقبل لمن هبٌ ودبٌ، وأن يكون هذا الموقف عبرة لمن يحاول أن يمس طرفاً من شخصيتي الكريمة! ما زالت الأنفاس غاضبة وما زالت نبضات قلبي سريعة بسبب ما وقع علي.. فجأة.. يترك زميلي مكتبه ويأتي لي، ثم يقدم اعتذاره أمام الموجودين ويوضح لي أنه أرسل الإيميل بناء على ضغوطات وتوبيخ من بعض مدرائه.. هنا تركت حاسوبي ووقفت على قدمي ومددت يدي الاثنتين مصافحاً ومعتذرا بعدما فهمت الموضوع كاملاً! يجب ألا يسرق العمل طيبة قلوبنا وظننا الحسن بالناس، إضافة إلى أهمية الابتعاد عن التقنية في التعبير عن المشاعر الإنسانية، المكالمة الهاتفية أفضل من البريد الإليكتروني، والالتقاء الشخصي أفضل من المكالمة الهاتفية. إن حياتنا قصيرة، لا تستحق أن يحمل الإنسان هموماً أكبر. شكراً (سيد أحمد) فقد علمتني أن المواقف تُنسى ويبقى الأشخاص.. فكن ذكرى طيبة في حياة من تقابلهم.