تعدت شهرة معرض باقبص لبيع الفضيات والمسابح والتحف والذي يقع في سوق قابل حدود منطقة جدة التاريخية ووصلت إلى دول أخرى، حيث أنشأ بعض زبائنه من الأمريكان أو «الخواجات» كما يطلق عليهم أحمد علي باقبص، ابن مؤسس المعرض موقعا على الإنترنت يعرض صورا للفضيات والمسابح وغيرها من التحف و»الأنتيكات» التي يزخر بها المعرض. وتتنوع المسابح التي يبيعها المعرض فهناك المسابح الكوك والأبنوس، واليسر (تصنع من المرجان الأسود والأحمر)، ومن أغلاها سعرا كما يقول باقبص هو المصنوع من الكهرمان الحشري، وهو نوع من الكهرمان يختزن داخله حشرة بطريقة طبيعية غير مفتعلة، ويصل سعرها أحيانا إلى أكثر من 3 آلاف ريال، أما الكهرمان البلغمي فهو أرخص كثيرا إذ لا يتجاوز سعره الثلاثمائة ريال، ومن الممكن للزبون شراء المسابح سادة أو تطعيمها بالمعادن مثل الذهب والفضة والنحاس أو بالأحجار الكريمة مثل الفيروز أو بالصدف. ولا تقتصر قيمة المسبحة علي ما يتم تطعيمها فيه من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة فقط، فالمسبحة اليسر تحظى على أكبر نسبة إقبال من الزبائن، خصوصا أحد أنواعها ويطلق عليه المكاوي، كما يقول باقبص فإن اليسر تصنع من المرجان البحري وهو غير موجود بمكة، إلا أن المهنيين المكاويين المحترفين كانوا يصنعونها ويطعمونها بالرصاص، ويباع هذا النوع بسعر أعلى من المسبحة اليسر المطعمة بالفضة، وذلك للإتقان والمهارة في الصنعة. وتتعدد أنواع فصوص الخواتم الفضية والتي تكون غالبا من الأحجار الكريمة فهناك الفيروز والزمرد والياقوت والأونيكس الأسود والعقيق، إلا أن الأخير والذي ينتمي لفصيلة حجر الكوارتز يظل الأكثر إقبالا عليه من الزبائن نظرًا لقيمته التي تظل في متناول اليد، وتتوقف قيمته على درجة الشفافية والأشكال المنقوشة داخله بشكل طبيعي، فأحيانا يصل إلى أسعار عالية خصوصا عندما يكون منقوشا بداخله لفظ الجلالة، لكن معدل أسعاره عادة ما يتراوح بين الثمانين ريالا إلى الألفي ريال. ومن البضائع التي تتوافر في معرض باقبص الكبكات المصنوعة من الفضة والتي تتخذ أشكالا عدة لكل منها زبائنه، لكن يظل أهمها كبك على شكل سيفين ونخلة شعار المملكة العربية السعودية، يقول عنه باقبص: «هذا الكبك صنعه العم جميل عزوز قبل أكثر من 60 عاما، وهو أحد أفراد أشهر العائلات التي تخصصت في مهنة تشكيل الفضة ومازالت تعمل فيها إلى الآن». ويشير باقبص والذي بدأ العمل في معرض والده بسن السابعة إلى أن زبائن المعرض ينتمون لجميع الطبقات وبعضهم من أعلام المجتمع، وبينما يقبل محدودي الدخل على المسابح الرخيصة الثمن، فإن الأغنياء يبحثون عن المطعمة بالمعادن والأحجار الكريمة للوجاهة الاجتماعية، يقول: «إلا أننا نعامل زبائننا بنفس الطريقة فجميعهم يحظون باهتمامنا وتقديرنا»، ويضيف: «تربطنا بزبائننا علاقة وثيقة، وبعض زبائننا من الخواجات يرسلون لنا زبائن آخرين من بلادهم، وبعضهم يراسلوننا طلبا للاستشارات الفنية».