دعا مستثمرون في قطاع الصناعات التحويلية لتمور الأحساء، إلى إجراء دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشاريع الصناعات التحويلية للتمور لتنفيذها بمستويات عالية من الدقة والمهنية، مقترحين إنشاء معاهد مهنية متخصصة في زراعة النخيل وتصنيع التمور والتدريب على صيانة الآلات الحديثة، وكيفية التعامل معها، بل وطالبوا أيضا بإدراج بعض المواد عن التمور في المناهج الدراسية. ودخلت صناعات التمور التحويلية، منافسا شرسا للحلويات والشوكلاته في الأحساء، إذ يتنافس 52 مصنعا للتمور على ابتكار عدد من المنتجات الجديدة المصنوعة من التمور، إلى جانب ما تنتجه تلك المصانع، من الدبس، وعجينة التمور، وغيرها من المنتجات المتنوعة ذات الجودة العالية، التي تهدف لتسويق استهلاك التمور بطريقة غير تقليدية، من خلال تلك الصناعات التي تسهم في الأمن الغذائي الوطني، التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين خصوصا الحلويات الفاخرة التي تعتمد في تكوينها على التمور. ويؤكد المستثمر عبدالحميد الحليبي أن ال 52 مصنعا للتمور، من بينها 8 مصانع تعمل بطاقة عالية، وأغلبها نموذجية ذات تقنية جيدة، أسهمت في تطوير الكثير في الصناعات التحويلية الخاصة بالتمور الذي أصبح مجالا واسعا غير محدود، أفرزت هذه الصناعات التحويلية المتنوعة من منتجات التمور محالّ تتخصص في عرض السلع التحويلية، نتج عنها صناعة حلويات فاخرة نتاج تمور الواحة، مشيرا إلى أنها تضاهي الصناعات الأوربية حيث تمت صناعة راحة الحلقوم التركية من خلال التمر، منوها بأن المعارض هي من تعرّف بمنتجات المصنعين على المستويين المحلي والخارجي، مؤكدا أن مهرجان «ويا التمر أحلى»، الذي أُقيم مؤخرا في الأحساء أعطى دافعا كبيرا للمصنعين للإبداع، ولإبراز ما تجود به أرض الأحساء من النخلة. وفي السياق نفسه، أكد أن صناعة التمور تحظى بدعم كبير من قِبل الدولة، حيث صندوق التنمية الزراعية يدعم ويساند المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومثل هذه المشاريع الناشئة هي بالفعل بحاجة ماسة لهذا الدعم السخي. منافسة الشوكولاتة وأشار الحليبي إلى أن مميزات الصناعات التحويلية في مجال التمور أنها لا تتوقف عند صناعات بعينها، بل يمكن الابتكار والابداع في منتجات متجددة، بشرط أن يكون صاحب المصنع على اطلاع دائم في هذا المجال ومتابعة التقنيات الحديثة، وأن يقرأ واقع السوق ومتطلبات المستهلك، وطرق وأساليب التصنيع، خصوصا وأن التعامل مع التمور الخام سهل جدا ومنتجاتها تدخل في الضيافة والطلب عليها متزايد بوتيرة عالية، وبدأت هذه المنتجات المصنوعة من التمور تنافس الشكولاتة والحلويات الأخرى، ونوه إلى أن الصناعات التحويلية للتمور بمهرجان «ويا التمر أحلى» جذبت الكثير من رواد المهرجان، وحفزت المستهلك على الشراء، مبينا أن هنالك أهمية بالغة للاهتمام بإجراء دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروعات الصناعات التحويلية للتمور، وتنفيذها بمستويات عالية من الدقة والمهنية، مطالبا بإنشاء معاهد مهنية متخصصة في زراعة النخيل وتصنيع التمور، وكيفية التعامل معها، وإدراج بعض المواد عن التمور في المناهج الدراسية. بدوره، أكّد باقر الهبدان -أحد المهتمين بصناعة التمور-، أن هنالك آفاقا واسعة لتطوير الصناعات التحويلية للتمور والارتقاء بها لمصاف الصناعات الغذائية والحيوية الحديثة، حيث هذه الصناعات التي تحول فاكهة التمر إلى منتجات جديدة يمكن استخدامها كغذاء مباشر مثل عجائن التمور ودبس التمر وعصائر ومربيات التمور ورقائق التمر، وحلويات التمور وخل التمور ، كما يمكن إدخال التمور في صناعة مشروبات غازية، وحتى أغذية الأطفال يمكن تصنيعها من التمور، وإدخالها في العديد من منتجات الصناعات الغذائية الاخرى. مضيفا أنه ولله الحمد، يوجد الكثير من المصانع المرخصة، تنتشر في جميع مناطق الواحة، وهي تعمل بطريقة احترافية ومهنية من خلال وآليات وتقنيات عالية، وأجهزة تصنيع التمور عبارة عن منظومة متكاملة تقوم بمجموعة من الوظائف المتتالية لاستخراج المنتج، بدأ من عملية فرز التمور حسب الحجم واللون، مرورا بعمليات خطوط التعقيم والغسيل والتجفيف، وعمليات الكبس والتغليف والتعليب كمنتج نهائي جاهز للتسويق، بأحجام وأشكال متنوعة ذات أوزان تتراوح بين «250 غرام، و500 غرام، وكيلو واحد»، ويتم جميع تلك المراحل بطريقة آلية. أزمة الصيانة ونوّه باقر الهبدان إلى أن أصحاب المصانع يواجهون مشكلة نقص الأيدي الفنية العاملة في صيانة هذه الآلات، حيث الشركات قليلة وتفرض رسوما مرتفعة مقابل الصيانة، خصوصا الأجهزة الألمانية، التي يتم الاستعاضة عنها بالتقنية الصينية، فهي أرخص نسبيا وكلفة صيانتها أقل مقارنة بالتقنية الألمانية، وقطع الغيار الصيني متوفرة في السوق السعودية، ومن هنا أقترح على الجهات ذات العلاقة تدريب أيد سعودية في هذا المجال من خلال افتتاح أقسام تدريب في المعاهد المهنية والكليات التقنية تدخل ضمنها التدريب على أجهزة تصنيع التمور، لأن هذا المجال بحاجة ماسة إلى أيد سعودية مدربة والمصانع بحاجة إلى مثل تلك الأيدي، ولا يتوقف تدريب العنصر البشري على الرجال، بل تدريب السيدات على صناعات التمور بالتالي توفير وظائف في سوق العمل، كما أن تلك المصانع بحاجة إلى دعم ومساندة من حيث التمويل ومراقبة المنتج أيضا حتى نتمكن من المنافسة. وتحدث محمد الهبدان أنه فيما يخص الصناعات التحويلية البسيطة التي تصنعها الأسر المنتجة؛ فهي جيدة ولكن تعتبر اجتهادات فردية تنطلق من المنزل وصالحة للسوق المحلية والاستهلاك المباشر، كما أنها لا تمثل نسبة كبيرة مقارنة بإنتاج المصانع، كما أن تسويقها يعتمد على المعارف والأصدقاء وبعض المحلات التجارية التي تتعاون مع هذه الأسر أو من خلال المهرجانات والمناسبات العامة والمناسبات الاجتماعية الأخرى، وطريقة التسويق هذه، هي المنفذ الوحيد للتصنيع المنزلي الذي يعتمد على الأيدي النسائية التي هدفها الارتقاء بأسرتها وعن جانب إبراز هوية تمور الأحساء للعالم، طالب الهبدان بتنظيم معارض للتمور خارج المملكة، وأن تكون على مدار العام، وخصوصا في مواسم جني التمور، وعدم الاعتماد فقط على المهرجانات والمعارض المحلية التي تجذب المستهلك والمقيم داخل الوطن. أمّا المعارض الخارجية فهي ايصال المنتج والتعريف به بشكل مباشر وإطلاع العالم على تمور الأحساء وصناعاتها التحويلية المتنوعة، كما أن مثل هذه المعارض تتيح الفرصة للشركات العالمية عقد صفقات مع المستثمرين في هذا الجانب. جواز سفر في حين، يقول موسى العيد حول مهرجان التمور: «أتوقع أن تُفتح مسارات إضافية للتمور المفروزة في النسخة المقبلة من مهرجان الأحساء للتمور حيث ثقافة الفرز بدأت تزداد منذ النسخة الماضية والتي شهدت كميات كبيرة من التمور المفروزة نتج عنها صفقات قياسية كانت في صالح المستثمر والمزارعين، بفضل تلك الثقافة التي يجب أن تُنشر في أواسط المزارعين بشكل أكبر ومواصلة الجهود من قبل وزارة الزراعية، وهيئة الري والصرف، ومنظم المهرجان الأمانة، من خلال الإرشاد قبل موسم الحصاد، وعمل زيارات ميدانية وورشة للمزارعين، وكذلك استثمار الصفقات الكبيرة التي جرت في المهرجان وعرضها على الفلاحين؛ لتكون حافزا مقنعا نحو الاعتماد على نوعيات وجودة التمر بدلا من الكميات الكبيرة ذات الجودة الضعيفة أو المتوسطة ، وحتى تكون جودة تمور الأحساء هي جواز سفر المرور نحو الأسواق العربية والعالمية، لتكون ماركة مسجلة ومعروفة على هرم المنافسة، وبذلك تضمن تمور الواحة مكانها في السوق وإلا سيتراجع الإقبال عليها في الأسواق العربية والأوروبية. وتمورنا مشهود لها بالجودة، لكن يجب على الجهات المعنية التعاون فيما بينها، وتضافر الجهود للمحافظة على هذا المنتج الإستراتيجي الذي يساهم في أمننا الغذائي، وبلاشك يجب الحفاظ عليه وتطوير صناعاته التحويلية، التي لابد أن تكون منتجات تستهدف المستهلكين على مستوى العالم، وألا نحصر تسويقها على المستهلك المحلي فقط، رغم أن السوق الداخلي في المملكة والأحساء ولله الحمد، سوق نشيط لكن نحن بحاجة إلى الأسواق العالمية أكثر من الوقت الماضي؛ لأن مجال تصنيع التمور كبير وواسع، ويستوعب جميع المنتجات ذات الجودة العالية التي نسعى إليها جميعا. المنتجات التحويلية للتمور فن يحتاج إلى دقة زوار توافدوا بكثافة خلال معرض «ويا التمر أحلى» نقص الأيدي الوطنية العاملة المتخصصة يمثل عقبة أمام المستثمرين