عندما غادر بعض الوزراء أو المسؤولين مناصبهم قرأت في حقهم كلاماً مؤسفاً جداً يبدي شماتة فيهم... أي نوع من النفوس تلك التي تفرح بإظهار الشماتة بالآخرين، انها نفوس تحتاج لعلاج وتقويم.. ان القاعدة الأساسية التي لا يمكن أن ينكرها احد في هذا الكون هي ان دوام الحال من المحال فلا منصب يبقى ولا مركز يدوم وكل شيء إلى زوال والديمومة هي ضد الطبيعة البشرية.. كلنا راحلون ولن تبقى إلا أعمالنا شاهدة علينا أمام الله.. سمعت أن احد المقاهي احتفل بخروج احد الوزراء وبالرغم من أني لا اعرف الوزير شخصياً ولم يسبق لي أن لقيته ولا علاقة لي بالجهاز الذي يرأسه ومؤمنة تماماً بوجود سلبيات وأخطاء في سائر الوزارات.. لكن إظهار الفرح بهذه الطريقة المزرية يكشف لنا عن رؤي خبيثة من سوءات النفس البشرية وهذا أمر ينبغي أن لا يمر مرور الكرام والسبب أن الوزير أو المسؤول أو الأمير أو رئيس الديوان أو غيرهم من المسؤولين والأمراء وضعوا في أماكنهم بثقة ملكية سابقة ولا أظن أن إبداء الشماتة طريقة لائقة للاحتفال برحيلهم.. وهنا يجب أن يكون هناك موقف حازم لمنع حدوث مثل هذه الاحتفالات المشوهة والابتهاجات العلنية بأشخاص سبق وأن حازوا الثقة الملكية والتجريح فيهم ليس لائقا، وهذا أمر لا يصدر إلا من أحمق يسيء الى نفسه قبل أن يسيء لغيره من رموز الوطن، فجميع المسؤولين الذين وضعوا سابقاً وحالياً هم أهل للمسؤولية وجميعهم كان لهم دور في بناء الوطن ونحن الآن في أمس الحاجة لان نكون كالبنيان المرصوص وان نكون معاً قلباً واحداً دون شماتة وتصيد الأخطاء... نعم جميع المسؤولين لهم سلبياتهم وايجابياتهم فالجميع ليسوا ملائكة ولكن يجب أن لا تصل الأمور إلى هذا المستوى من التفاهة والإسفاف. وكلمتي الأخيرة للمسؤولين السابقين وفقكم الله وجزاكم الله خيراً على ما بذلتموه من جهد في خدمة بلدنا العظيم وللمسؤولين الحاليين انتم أمل المواطن وخير خلف لخير سلف والمستقبل مشرق وبكم يكتمل بناء الوطن ويتطور.