سيدي الوزير في أول يوم لك في الوزارة، و"وسع صدرك" وكن مبتسما وتعرف أكثر على وزارتك من خلال لقاء القياديين والاطلاع على الأنظمة والتعرف أكثر على التحديات والفرص في وزارتك الجديدة ستجد أن هؤلاء القياديين يحبون وطننا لكن برؤيتهم الخاصة، لذلك، أنت محتاج لإيجاد رؤية مشتركة معهم. هؤلاء، يا سيدي الوزير، هم من سيجعل عملك سهلا إذا تفهمتهم وسيجعلونه صعبا إذا استخدمت سلطة الكرسي لتنفيذ ما تريد. لا تكتف بذلك يا سيدي الوزير، بل قم بجولة ميدانية عفوية ( يعني ابعد عن السيلفي وسائل الإعلام والعزايم). موظفوك في المناطق النائية وعملاء وزارتك بحاجة الى التعرف عليك والتحاور معك، فحري بك ان تعطيهم الوقت المناسب، هؤلاء لديهم تحديات ومشاكل تحتاج للحل، اذا تمكنت من التعامل بذكاء وروية فأنت على الطريق الصحيح. سيدي الوزير، ستجد ان وزارتك مكبلة بأنظمة وقوانين محنطة وضعت منذ ايام "عاد وثمود" وهذه القوانين قد تكون وضعتها وزارتك أو أنها أنظمة مشتركة، مثل أنظمة وزارة الخدمة المدنية والمالية، وعيال عمها من الوزارات الأخرى. لذلك ستكون مميزا، إذا بدأت بمراجعة وتغيير الأنظمة التي تخص السلم الوظيفي والعلاوات وأنظمة التدريب والتطوير الخاص بموظفيك. ستكون، سيدي الوزير، مميزا أكثر، لو سرعت تيسير شؤون مراجعي وزارتك باستخدام مبادرات ذكية وغير مكلفة، التي قد تشمل خصخصة بعض الخدمات واستخدام الحكومة الإلكترونية لإنجاز المعاملات، مثلما فعلت وزارة الداخلية في نظام "أبشر". صاحب المعالي، في وزارتك، ستجد من يفضلون الإدارة بطريقة مؤسساتية، بينما آخرون يفضلون إدارتها عن طريق الأفراد والعلاقات الشخصية والعاطفية بغض النظر، عما تفعل، الناس تراقب جودة الخدمات والمنتج وغيرهما. سيدي الوزير، سيحترمك الجميع، إذا رأوا انجازاتك على أرض الواقع، لذلك لا تكن منجذبا أكثر ل "مؤشرات الأداء" على حساب الواقع، فمؤشرات الأداء وسيلة وليست غاية. ولا تتسرع في إعطاء الوعود بإنجاز أي أمر حتى تتعرف على البنية التحتية لوزارتك ومقاوليها وموردي المواد والاستشاريين ... الخ، لأنهم من سينجزون وليس أنت. سيدي الوزير، رغم ان أكثرية مجتمعنا يميل الى الصمت، إلا انه مجتمع ذكي ويفهم الأمور، وهي "طايرة" فيستطيع ان يكتشف المتصنع حتى لو غلف قراراته بأسماء مختلفة، وكما قيل: "النية مطية" لذلك نوصيك بإخلاص النية وأن تكون عند حسن ظن ولاة الأمر. سيدي الوزير، تطلعات جيلنا وطموحاته عالية لأن الكثير منهم اطلع على تجارب مماثلة، لذلك لن يرضى بأن تكون الخدمات المقدمة له أقل بكثير من تلك الموجودة في دول مشابهة لنا. السعوديون والسعوديات يستاهلون خدمات متميزة من فئة خمسة نجوم، فلا تتوقع منهم ان يشكرونك لأنك وفرت لهم مدرسة مستأجرة ، أو تمن عليهم ان وفرت لهم سرير في مستشفى، بينما زوجتك تتعالج في مستشفى "مايو كلينك" ! سيدي الوزير: تذكر ان الوطن له الفضل عليك، حيث نشأت فيه وتعلمت وتسلمت هذا المنصب القيادي، لذلك، ضع نصب عينيك حاجات كبار السن ودموع اليتامى والمحتاجين وتطلعات الشباب والشابات وتحديات الحاضر والمستقبل.. وفقك الله.