جددت التكنولوجيا الصورة الملتقطة ذاتيا والمعروفة الآن ب «سيلفي» Selfie، وهي معروفة منذ قرون إلا أن التكنولوجيا الجديدة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف الذكية وأوصلتها بشبكات التواصل الاجتماعي أكسبتها شهرة وبعدا كبيرا جداً، حيث تتنوع الوسائل والآليات مع مرور الزمن لتسجيل اللحظات الجميلة التي يمر بها الفرد خلال يومه، كما كان بالماضي يتم بالاعتماد فقط على الكاميرات الفوتوغرافية مروراً بكاميرات الفيديو؛ لإعادة لحظات تم تسجيلها والتقاطها ليتسنى لهم مشاهدتها متى ما أردوا، ومع تطور التكنولوجيا، تم تزويد الجوالات الذكية بكاميرتين احترافيتين (أمامية وخلفية) حيث تم الاعتماد على الكاميرا الأمامية مؤخراً بشكل ملحوظ من قبل الصغير والكبير لتوثيق لقطات لمناسباتهم وفعالياتهم اليومية. وأوضح خالد الشهاب أن (السيلفي) يقصد به (الصورة الذاتية)، وهي عبارة عن صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام هاتف ذكي مجهز بكاميرا رقمية أمامية، ومن ثم يقوم بنشرها على الشبكات الاجتماعية (فيس بوك، تويتر، انستجرام وسناب شات غيرها)، وذلك لاعتمادها كصورة رئيسية في ملفه الشخصي أو لتسجيل حضوره في مكان معين أو إلى جانب أشخاص معينين، أو حتى للتعبير عن حالة نفسية معينة، عادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية، ويقوم صاحبها بالتقاطها عبر الإمساك بعصا السيلفي للتصوير بيده وتوجيه الكاميرا إليه. وأضاف الشاب عبد العزيز الشقاوي: إن تصوير السيلفي هو أن تأخذ صورة لنفسك من الكاميرا وبالعادة تكون عن طريق كاميرا الهواتف الذكية بمد الذراع، وقد تطور الأمر بوجود عصا تصوير تباع بالأسواق، وقد يكون (سيلفي) مع شخص أو عدة أشخاص، ويمكنك البحث عن هشتاق (سيلفي) عبر الشبكات الاجتماعية للتعرف عليه بشكل أكبر مثلا في تويتر، أو عبر انستجرام، أو عبر الفيس بوك، حيث انها الشبكات الأكثر مشاركة لهذا النوع من التصوير. وبين الشاب ناصر بوحيمد أن في الوقت الحالي يعتبر السيلفي نوعاً جديداً من قنوات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن ظهرت تطبيقات خاصة بذلك على الهواتف الذكية، مثلما هو عليه الحال مع تطبيق سناب شات، كما ظهرت مؤخرا موضة جديدة تتعلق بالتقاط صور شخصية جماعية بدلاً من الفردية. وترى العنود بنت صالح أن هذه النوعية من الصور تؤخذ ببساطة ومن غير تكلف، حيث إن هذه الظاهرة ليست إلا محاولة تجسيد حاضر سيغدو ذكرى جميلة بعد مرور الزمن، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن هذه النوعية من الصور لها طابعها الكوميدي أحيانا، فكثيرا ما تتسم بالبساطة وحلاوة الروح، حيث إنها بلا تصنع أو تكلف أو حتى محاولة تحسين لها، وباعتقادي أن هذا ما يميزها، كما أنني أعتبر هذه النوعية من الصور هي أحلى صور الذكرى. يشار إلى أنه بالرغم من مساهمة الشبكات الاجتماعية في انتشار السيلفي، إلا أن نشأة هذا النمط من الصور يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وذلك بفضل كاميرات براوني، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لالتقاطها، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع خلال الوقت الحالي. وقد عرف هذا المصطلح انتشاراً واسعاً عالمياً بعد صورة السيلفي الشهيرة التي التقطتها ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين مع أشهر نجوم هوليوود.