تعدّ علاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- بالخدمات الصحية في المملكة جانباً مهماً من أوليات واهتمامات شخصيته الإنسانية الفريدة، ورؤيته لأهمية الصحة العامة للمواطنين كافة في مسيرة تنمية المجتمع، وقناعته – أعزه الله - أن جميع أبناء المملكة، قيادة وشعبا، شركاء في تحمل مسؤوليات المواطنة بالانتماء والولاء وبالحقوق والواجبات. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله- مسؤولياته في مختلف المواقع القيادية، كانت الخدمات الصحية محل عناية خاصة، إدراكا منه بأهمية هذه الخدمات كجزء لا يتجزأ من بناء مستقبل الدولة السعودية. ويأتي تعيين المهندس خالد الفالح وزيراً للصحة كسادس وزير للصحة خلال فترة لاتتجاوز ال 13 شهراً، لتعكس حرص القيادة على توفير مستوى رعاية صحية يماثل الدول المتقدمة في هذا المجال أن لم يكن يزيد عليه. وعلى الرغم من ان وزارة الصحة تعتبر مقبرة الوزراء حيث مر عليها 19 وزيراً ابتداء من الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود في العام 1370 ه وحتى الوزير محمد بن عبدالملك بن عبدالله آل الشيخ، ليكون الوزير المهندس خالد الفالح رقم 20 في تاريخ الوزارة الهرمة. ولهذا لم يكن مستغربا ان يستهل عهده الزاهر بعون الله بتعيين الوزير أحمد الخطيب، قبل أن يعفيه من مهامه تأكيدات على التطوير. وكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – مؤشراً لعدم رضاه على خدمات الصحة والاسكان حيث قال في كلمته الضافية لدى استقباله أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة المفتي وأصحاب الفضيلة العلماء و الوزراء وأعضاء مجلس الشورى قبل نحو 3 أشهر " سنعمل على تطوير أداء الخدمات الحكومية ومن ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء المملكة بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا، وبالنسبة للإسكان فإننا عازمون بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن". حيث أعقب هذه الاشارات والتنبيهات التي لم يفهما مسؤولو هذين القطاعين الحيويين، والتي اعقبها بيوم واحد صدور امر ملكي بإعفاء الدكتور شويش الضويحي من منصبه كوزير للإسكان. فيما منحت القيادة 32 يوماً لأحمد بن عقيل الخطيب حتى يعدل من خط سيره، لكنه اعفي في قرار وجد ترحيباً وارتياحاً في أوساط المواطنين... الذين اتفقوا على أن القيادة لن تتهاون مع ما يمس صحة المواطن، وحصوله على الخدمة بكل كرامة ودون منة. كما ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – قد أنهى بالأمر الملكي الذي أصدره معاناة الآلاف من ذوي المعاقين (قوائم انتظار الإعانات)، وهي المعاناة التي استمرت لأكثر من عام وأربعة أشهر من المراجعات والتساؤلات والانتظار لشمولهم بالإعانات؛ حيث أصدر الملك سلمان مؤخرا أمره الكريم الذي تضمّن ضم قوائم الانتظار للمعاقين لإعانة المعاقين؛ لينهي بذلك فصول معاناة ذوي المعاقين الذين أرهقتهم الالتزامات المالية لاحتياجات المعاقين، وكثرة مراجعاتهم بحثاً عن الإعانة منذ أواخر عام 1434ه. مساعدات المحتاجين ويعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أبرز رواد العمل الخيري في العالم العربي، لجهة اهتمامه الكبير بالعمل الخيري داخل وخارج المملكة، وقد تجلي ذلك كثيرا في عديد من مواقفه المشهودة فهو مؤسس المشروعات الإنسانية التي رسّخت مفهوم التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن، ويقف على رأس ذلك مشروعه للإسكان الخيري الذي أسهم على سنوات طوال في مساعدة الأسر المحتاجة بمنطقة الرياض، عبر إسكانهم، وتنمية قدراتهم لتحقيق حياة أفضل لهم ولأجيالهم في المستقبل، ادراكا منه لأهمية هذا الجانب. ولعل المتابع لجهود الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم يقف بجلاء على حقيقة فكره الذي يتغذى من المرتكزات الإنسانية النبيلة المنطلقة من تعاليم الاسلام والعادات والتقاليد الراسخة، فهو سباق لأعمال الخير والمسارعة في اغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، وما موقفه الحالي من اليمن والتوجيه بمواصلة اغاثته الا احد شواهد هذه المواقف النبيلة. فلسفة ادارية عميقة منة جهته شدد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي على أن فلسفة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز " حفظه الله" قد تجلت بوضوح خلال 100 يوم من عمر الحكم المديد باذن الله تعالى، مشيرا الى ان الناظر لجميع مرافق الدولة يجدها تنبض بالحياة كنتيجة طبيعة لمتابعة دقيقة وحاسمة من قبل خادم الحرمين الشريفين، يعاونه سمو ولي العهد وولي ولي العهد، ومن هنا أرفع أسمى آيات التبريكات والتهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، وللشعب السعودي الوفي المخلص بمناسبة ذكرى مرور 100 يوم على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم ملكاً لأطهر بقاع الأرض وطن الإسلام وموطن الإنسانية والخير والرخاء، المملكة العربية السعودية. وأشاد الدكتور القصبي بالنهج القويم والتوجه الحكيم والفلسفة الإدارية الكبيرة والتجربة العميقة الثرية في الحكم المحلي التي تأصلت في شخصية خادم الحرمين الشريفين، وأن ذلك نتاج طبيعي لنجل المؤسس الذي نهل من معينه وبجانب إخوته الملوك رحمهم الله. وقال وزير الشؤون الاجتماعية: رغم قصر هذه الفترة في عد أيامها إلا أنها ثرية بأحداثها، غنية بقرارتها، صارمة في توجهاتها ومبادئها وقيمها وأسسها، وضعت خدمة كتاب الله وسنة نبيه والحرمين الشريفين نهجاً لها، وخدمة المواطن والعناية برفاهيته وأمنه واستقراره وخدمة مصالحه مطلباً لها، فمن خلال هذه الأيام المائة تشكلت ملامح السعودية الجديدة، ومحاور عملها ودعائم ثباتها، ونهجها القويم في السعي وراء كل ما من شأنه خدمة المواطن في أي بقعة في هذا الوطن، لتصنع امتداداً لهذا المستقبل المشرق الزاهي بتطلعات مواطنيه نحو الأفضل. وأكد الدكتور ماجد القصبي: هناك محطات هامة سيذكرها التاريخ ويدونها المؤرخون لخادم الحرمين الشريفين خلال هذه ال 100 يوم، هي في تفاصيلها العميقة خارطة طريق المستقبل الواعد، لعل من أبرز هذه المحطات على الصعيد المحلي هي تخصيص المليارات من الريالات منذ توليه حفظه الله مقاليد الحكم في مجالات التنمية المستدامة نحو قطاعات الشؤون الاجتماعية والصحة والتعليم والإسكان والكهرباء والمياه، وكذلك صدور حزم شاملة من الأوامر الملكية التي أعادت هيكلة مؤسسات الدولة وأجهزتها ورجالاتها وترتيب بيت الحكم السعودي وجعلت الدماء الشابة في مقدمة المؤسسة السياسية وكافة أجهزة الدولة مما وجد أصداء ترحيب واسعة بهذه الخطوة الرائعة، وأيضا النقلة النوعية في إعطاء المرونة في العمل التنفيذي للحكومة من خلال دمج كافة المجالس العليا في الدولة في مجلسين هما (الشؤون الاقتصادية والتنمية) و (الشؤون السياسية والأمنية). حزم وسرعة متقنة وتجلت ملامح الحزم والسرعة المتقنة في اتخاذ القرارات العاجلة نحو محاسبة أي مقصر لم ترتق أعماله لتطلعات ورؤية خادم الحرمين الشريفين، أما على الصعيد الخارجي فقد كانت الرياض بوصلة سياسية ودبلوماسية عالمية تقاطر إليها زعماء العالم من جميع الأقطار، في إشارة جلية للثقل السياسي الذي لعبته سياسة خادم الحرمين الشريفين منذ أول وهلة تولى فيها مقاليد الحكم، فصنع التحالف الدولي الكبير لصيانة الأمن العربي في استعادة الشرعية في اليمن، وجعل الحزم نهجاً مع كل من يحاول العبث أو التدخل في الأمن العربي، إضافة لاستمرار عطاءات الخير الانسانية في اليمن وعدد كبير من الدول التي كانت المملكة دائما سباقة فيها، مما جعل خادم الحرمين الشريفين رغم هذه المدة القصيرة يتبوأ مكانة عالمية هامة ويتصدر الشخصيات المؤثرة على مستوى العالم. وقال " لا يفوتني أن أشدد على ثبات الخطى السائرة بالشأن الاجتماعي للتطلعات المأمولة نحو الانتقال به من الرعوية إلى التنموية ومن الضمان إلى الأمان ومن الاحتياج إلى الانتاج، سعياً لتمكين الفرد اقتصاديا واجتماعيا ليكون فاعلا ضمن دائرة الاقتصاد الوطني منتقلاً من الحاجة والعوز إلى الاكتفاء، وأن هذه الأولوية تضعها الوزارة نصب عينيها. وأضاف "في الختام أسأل الله العلي القدير بفضله ومنه وكرمه أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويسبغ عليه نعمه ظاهرها وباطنها وان يحفظ علينا في وطننا نعمة الامن والأمان انه على ذلك قدير وبه جدير.