هو العلامة الحافظ الفقيه الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع الوهبي التميمي، ولد في عنيزة بنجد سنة ألف وثلاثمائة من الهجرة في بيت علم ودين وورع وتقوى، حيث كان والده وجده من علماء عنيزة وقضاتها، أدخله والده في مدرسة تحفيظ القرآن عند بلوغه السابعة، وتوفي والده وهو صغير، استمر في حفظ القرآن بعد ذلك حتى ختمه، ثم شرع في قراءة مبادئ العلوم الشرعية على علماء بلدته. ترأس الشيخ ابن مانع نادي البحرين الذي أنشأه مقبل بن عبدالرحمن الذكير؛ للرد على النصارى والحملات التبشيرية التي انتشرت في تلك الفترة في أطراف الجزيرة العربية، وفي عام 1915م، طلبه حاكم قطر الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني فولاه القضاء في قطر والتدريس والخطابة، فمضى في هذا العمل لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، ارتحل خلالها عدد كبير من الطلاب للدراسة عنده في المدرسة الأثرية من الدول المجاورة. وفي عام 1939م طلبه الملك عبدالعزيز آل سعود فولاه التدريس في المسجد الحرام، ثم عينه رئيساً لثلاث هيئات وهي: هيئة تمييز الأحكام الشرعية، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد. ثم في عام 1945م صدر مرسوم ملكي بتعيينه مديراً عاماً للمعارف وأسند إليه رئاسة دار التوحيد، ثم عندما تشكلت وزارة المعارف أصبح مستشاراً لوزيرها برتبة وكيل وزارة حتى عام 1954م حيث طلبه حاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني فأقام فيها، وكان هو المستشار للشؤون الدينية، وفي تلك الفترة قامت الحكومة القطرية بطبع عدد كبير من الكتب العلمية تحت إشراف الشيخ وتحقيقه للكثير من الكتب في سائر علوم الشريعة وكانت توزع بالمجان على أهل العلم. ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، علاّمة القصيم وصاحب التفسير المعروف. أصيب الشيخ بمرض "البروستاتا" بعد أن جاوز عمره الرابعة والثمانين، سافر إلى بيروت لإجراء عملية جراحية وقد توفي عقب العملية بالمستشفى يوم الخميس 14 رجب 1385ه الموافق 7 نوفمبر 1965م، وقد صلي على جثمانه في بيروت، ثم نقل إلى الدوحة حيث صلّي عليه بجامع الشيوخ يوم السبت وقد صلى عليه جمع غفير من قطر والسعودية على رأسهم حاكم قطر وولي عهده، ودفن في المقبرة الشرقيةبالدوحة، كما صلّي عليه في الحرمين الشريفين بالسعودية.