رغم عدم وجود جالية مسلمة كبيرة في ربوعها، أبدت اليابان مؤخرا حرصا على مراعاة التقاليد الدينية للأعداد المتزايدة من الزائرين المسلمين، سواء للعمل أو السياحة، وذلك عبر إيجاد خدمات مواتية للمسلمين في المرافق العامة والمراكز التجارية. ولم تقتصر هذه الظاهرة المتمثلة بشكل أساسي في إقامة صالات للصلاة، وتقديم طعام (حلال) في مطاعم المجمعات التجارية الكبرى على العاصمة طوكيو فحسب، بل تعدتها لتشمل مناطق أخرى كمدينة فوكيوكا الجنوبية الغربية وغيرها من المدن الرئيسية. واستضافت المدينة أول معرض ياباني للطعام (الحلال)، والذي تخلله عرض للعديد من المنتجات اليابانية الغذائية (الحلال)، والمشروبات الخالية من الكحول، ومواد التجميل الخالية من الكحول ولحم الخنزير. وتم على هامش المعرض، نشر كتيب إرشادي للزوار المسلمين، يتضمن لائحة وعناوين المطاعم التي تقدم وجبات حلال في المدينة، وذلك بالتعاون مع المركز الإسلامي في اليابان، ويوزع الكتيب على ثلاث فئات، وهي المطاعم التي يديرها مسلمون. وفي تطور آخر، ولارتفاع عدد السائحين المسلمين لليابان التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية العام 2020 م، أعلنت محافظة أوكيناوا الشهر الماضي، عن افتتاح قاعة للصلاة في مطار المحافظة الدولي، كما أعلنت وكالات السفر في أوكيناوا التي تتميز بمنتجعاتها البحرية عن تنظيم برامج خاصة للمسلمين. أما العاصمة القديمة كويوتو في غرب اليابان، والتي تعتبر من أهم المعالم السياحية اليابانية، فأطلقت موقعا الكترونيا يتضمن جميع المعلومات الحيوية عن المدينة ومرافقها باللغات الإنجليزية والعربية والتركية والماليزية. ويضم الموقع معلومات قد تهم الزائر المسلم كعناوين المساجد والفنادق التي تحتوي على قاعات للصلاة والمطاعم التي تقدم طعاما حلالا وغيرها من المعلومات، كما يشرح الموقع محتوى المأكولات اليابانية التقليدية التي لا تتعارض مع المأكولات الحلال. يذكر أن العديد من المحافظاتاليابانية أقامت ندوات تعريفية باحتياجات المسلمين للقطاعات السياحية المختلفة، وذلك بغية مساعدتهم على احترام تقاليدهم وطقوسهم، ويقدر تعداد المسلمين في اليابان بنحو مائتي ألف مسلم يشكلون نسبة 0.15 في المائة من إجمالي تعداد السكان البالغ 130 مليون نسمة، فيما يقطن مدينة فوكيوكا نحو ألفي مسلم.