تشهد حياتنا المعاصرة الكثير من التغيرات المتسارعة، التي أثرت في مجملها على نمط المعيشة، حتى باتت تحديا غير مسبوق لكل المجتمعات على مستوى العالم، ما استوجب طرح ودعم المبادرات الايجابية التي من شأنها أن تعزز صحة المجتمع وتحسن الحياة وترسي قواعد التنمية المستدامة على أرض الواقع. من هذا المنطلق يعتبر "برنامج المدن الصحية" حلا نموذجيا لتنمية المجتمع والمحافظة على صحته، لأنه يقوم على تحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز الصحة، عن طريق تحسين واقع المدن بكل جوانبها "البيئية،الاجتماعية، والاقتصادية" بالتعاون والتنسيق مع كل قطاعات المجتمع ومؤسساته الحكومية والأهلية. لذا فإن نجاح هذه الاستراتيجية "الوقائية" لن يتم إلا بدعم المجتمع لتوجهات هذا البرنامج والمساهمة التطوعية بأنشطته المنفذة في المدن الصحية. وهنا تصبح الحاجة ماسة إلى تضافر جهود كل الفئات والقطاعات بالمجتمع، حتى تصبح" الصحة للجميع .. والجميع للصحة. وسيتحقق هذا - بإذن الله - عندما يستشعر كل فرد في المدينة الصحية أنه المستهدف من التنمية وشريك في تحقيقها. ونحن هنا ندعو جميع القطاعات للمشاركة في تحقيق التنمية المستدامة في مدننا من باب مسؤوليتهم الاجتماعية، والمساهمة في إنجاح هذا البرنامج "التنموي، والمعزز للصحة" من خلال دعم مشاريع أنشطة برامجه المجتمعية، على اختلاف مجالاتها . كما ندعو كافة أفراد المجتمع للمشاركة التطوعية في لجان البرنامج والعمل على مساندة البرنامج في تنفيذ أنشطته الهادفة إلى تحسين وتعزيز أوضاع المدينة الصحية ، حتى تصبح الصحة "نمط حياة" يتبناه المجتمع ويرعاه بنفسه، ما سيختزل زمن حل المشاكل المجتمعية ويخفف الأعباء عن المجتمع . وننوه إلى أهمية مشاركة المرأة ودعمها لأنشطة البرنامج من خلال انضمامها إلى اللجان النسائية في المدن الصحية، وهذه اللجان تتيح للسيدات والشابات فرص التأهيل وتعزيز المهارات لتمكينهن من المشاركة الفاعلة بكل ما يخص المرأة والطفل . كما ستمنحهن دوراً فاعلاً في صياغة القرارات لتقديم الحلول لقضايا المجتمع، وتبنّي اختيار قرارات تخدم المرأة، وهذا ما يجعلها المستفيد الأهم من هذه المشاركة. وفي الختام نقول : شاركونا وادعمونا .. لتتحقق التنمية وتتحسن الحياة . المنسق الوطني لبرنامج المدن الصحية