أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن الطلب الآسيوي على النفط سيظل قويًا" وقال "نحن على استعداد لتلبية جميع الاحتياجات، ومع تزايد أعداد السكان في قارة آسيا ونمو الطبقة الوسطى، سيزيد الطلب على الطاقة، وسيتم تلبية ذلك الطلب من خلال مجموعة متنامية من الإمدادات". وتحدث المهندس النعيمي في كلمة ألقاها اليوم في منتدى الطاقة في العاصمة الصينيةبكين تحت عنوان "قوة الشركة"، عن علاقته بجمهورية الصين الشعبية منذ العام 1989حينما كان كبيرًا للإداريين التنفيذيين في أرامكو السعودية، وعند زيارته لها أول مرة عام 1992، حيث كان هناك طريق واحد، بمسار واحد، من المطار وإليه، غير أن الأمر تغير تماماً عند زيارته لها عام 2008، ومشاهدته لأبراج الكهرباء وألواح الطاقة الشمسية، فأدرك من ذلك أن الصين هي سوق حيوية للطاقة، وأن جميع أشكال الطاقة مهمة، وأن البيئة دائمًا ما تلعب دورًا أساسيًا في خضم كل هذا التقدم. وقال : "كانت الصين تمر بمرحلة تحول، وكذلك كانت علاقتنا في مجال الطاقة. فمنذ عشرين سنة، كانت أرامكو السعودية تصدر كمية ضئيلة تبلغ 20 ألف برميل في اليوم من النفط إلى الصين، أما اليوم فنحن نصدر إليها نحو مليون برميل في اليوم" مشيرا إلى أن الزيارات التي قام بها القادة السياسيون وقادة الأعمال في البلدين جاءت تعبيرا أوضح عن هذه الشراكة، حيث زار قادة الصين المملكة عدة مرات، فيما كانت الصين أول دولة يزورها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، - رحمه الله -، كما زارها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، - حفظه الله - ، العام الماضي مع وفد ضخم . وأوضح أن المملكة العربية السعودية حالها كحال الصين في أنها تقوم بإنجاز مهمة تاريخية تتمثل في التطور والنمو، حيث نتخذ في الوقت الحالي خطوات لتنمية اقتصادنا وإيجاد فرص العمل والارتقاء بمستوى معيشة مواطنينا، والطاقة عنصر أساسي في ذلك، وهناك أشياء كثيرة مشتركة تربط بين دولتينا، معربا عن غبطته أن يقف أمامهم اليوم للتحدث عن قوة الشراكة التي تجمع بيننا. وتناول معالي المهندس النعيمي هذه الشركة التي تجمع بين المملكة والصين في ثلاث مسائل مهمة ترتبط بالطاقة، وقال: "أولًا، سأناقش دور المملكة بوصفها مورِّدًا عالميًا مهمًّا، والصورة المستقبلية للطلب في الصين وآسيا، وثانيًا، سأتناول الانخفاض الأخير في سعر النفط وما يترتب عليه من تبعات، ثم، وهذه هي المسألة الثالثة، سأسلط الضوء على مجالات الشراكة المحتملة بين المملكة والصين في المستقبل". وأضاف " من الواضح لنا جميعًا هنا اليوم أنه لولا إمدادات الطاقة الموثوقة لما تمكنت أي دولة من أن تضع قدميها على طريق الازدهار، فالطاقة تدفع عجلة الاقتصاد العالمي وتنتشل البشر من براثن الفقر وترتقي بمستويات المعيشة وتساعد في إيجاد عالم أفضل لأبنائنا وأحفادنا، والدليل على ذلك هو كل ما نراه حولنا". وأكد أن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة مورِّدة للنفط في العالم، ولديها احتياطيات ضخمة، وسجل غير مسبوق في الموثوقية والاستمرارية والجودة حيث استثمرنا مبالغ هائلة في الاحتفاظ بطاقة إنتاجية فائضة كانت هي التي ضمنت تلبية الاحتياجات العالمية من النفط مهما كانت التحديات، وليس هناك دولة تقاربنا في نهجنا المهني الذي يمكن الاعتماد عليه، فنحن دولة مستقرة تمتلك نظرة بعيدة المدى، مشيرا إلى أنه على مدى سنين طويلة أثبتنا أننا شريك يمكن للصين الاعتماد عليه مع تنامي احتياجاتها من الطاقة، وسنظل على التزامنا بهذه الشراكة وهذه الصداقة. وبين أن احتياجات الطاقة لدولة كبيرة مثل الصين هائلة، وتأتيها الإمدادات من مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصادر، وهذا نهج يتسم بالعقلانية والعملية، ونحن نشترك مع الصين فيه. وقال فيما يرتبط اسم المملكة العربية السعودية لدى الكثيرين بالنفط فقط، فإننا نسعى لتنويع مزيج الطاقة لدينا، حيث نزيد من استخدامنا للغاز، ونأمل أن نتمكن بالفعل من تسخير قوة الشمس خلال السنوات والعقود المقبلة. وأضاف قائلا " وهذا التنويع يخدم مصالحنا الاقتصادية الأساسية على المدى البعيد، ونحن نستثمر الوقت والمال والجهد لاتخاذ الخطوات الضرورية لنصبح طرفًا عالميًا بارزًا في مجال الطاقة الشمسية، فالطاقة الشمسية لا تعد مجدية اقتصاديًا فقط بالنسبة لنا، وإنما تخدم أيضًا غرضًا حيويًا فيما يخص المخاوف البيئية الحالية، وإنني لأعتقد بحق أن بالإمكان، من خلال التعاون والاستثمار في الأبحاث والعلوم والتقنية، مواجهة مسائل المناخ العالمي بصورة تجمع بين العدل والفعالية". ورأى أن النفط في الوقت الحالي وخلال المستقبل المنظور سيظل أهم مصدر طاقة للعالم، وقال لعلنا نجد في الصين وقارة آسيا دليلًا على ما يمكن تحقيقه إذا سخرنا تلك الطاقة لإيجاد الأوضاع الموائمة لتحقيق التقدم. وأضاف وزير البترول والثروة المعدنية قائلا " ومن منظورنا، يظل الطلب الآسيوي على النفط قويًا، ونحن على استعداد لتلبية جميع الاحتياجات، ومع تزايد أعداد السكان في قارة آسيا ونمو الطبقة الوسطى، سيزيد الطلب على الطاقة، وسيتم تلبية ذلك الطلب من خلال مجموعة متنامية من الإمدادات، وإنني لعلى ثقة من أن الدور الذي سيلعبه الغاز ومصادر الطاقة المتجددة سيظل دائمًا في زيادة. ومع ذلك، سيحتفظ النفط بمكانته الرائدة وستظل المملكة أكبر مورِّديه، ولا ينبغي أن نغفل هاتين الحقيقتين المهمتين، ولا أهمية العلاقة المتواصلة التي تجمع بيننا، فنحن جميعًا جزء من البر الآسيوي، وقد سبق لحضاراتنا العظيمة القديمة أن تبادلت التجارة وساندت بعضها البعض، وأدعو الله أن يستمر ذلك لفترة طويلة".