اندلعت أعمال عنف في مدينة بالتيمور الأمريكية ونهب مئات ممن شاركوا في الشغب متاجر وأحرقوا مباني وأصيب 15 شرطيا على الأقل بعد جنازة رجل أسود يبلغ من العمر 25 عاما توفي جراء إصابته في الحبل الشوكي وهو محتجز لدى الشرطة. وتفجرت أعمال الشغب امس الاثنين على مسافة غير بعيدة من موقع جنازة فريدي جراي وامتدت إلى مناطق كثيرة في غرب بالتيمور. وكانت هذه هي أعنف احتجاجات ضد معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل أفريقي منذ اندلاع حرائق واطلاق نار في فيرجسون بميزوري العام الماضي. وأعلن حاكم ماريلاند لاري هوجان وهو جمهوري حالة الطوارئ وأرسل الحرس الوطني وفرض حظر تجول في المدينة التي تقطنها أغلبية من السود اعتبارا من مساء اليوم الثلاثاء ويستثنى من الحظر الذهاب إلى العمل والحالات الطبية الطارئة. وكافح رجال الإطفاء لاخماد عدد من الحرائق طول ليل الاثنين وبينها حريق دمر دار مسنين تحت الإنشاء تابعة لكنيسة في شرق بالتيمور. وقالت الشرطة إن النهب والحرائق والهجمات ضد أفرادها استمر ليلا. ونهب مشاغبون متاجر خمور وصيدليات ومركزا تجاريا وهشموا نوافذ سيارات خارج فندق رئيسي بينما كان رجال الإطفاء يحاولون اخماد حريق في صيدلية نهبت قبل حرقها. وقال توني لاستر (40 عاما) "كل ذلك يحدث لأن الناس ملوا من قتل الشرطة لشبان سود دون سبب... هذا يوم حزين ولكن كان يجب أن يحدث." وكان جراي احتجز في 12 ابريل نيسان وهو يجري من الشرطة ونقل إلى مركز الشرطة في سيارة فان دون حزام أمان ومني بإصابة في الحبل الشوكي أدت إلى وفاته بعد ذلك بأسبوع. وأوقف المسؤولون ستة من رجال الشرطة عن العمل وتحقق وزارة العدل الأمريكية في الواقعة لبحث أي انتهاكات محتملة للحقوق المدنية. وأشعلت وفاة جراي من جديد غضبا عاما إزاء معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل افريقي بعد الاحتجاجات التي اندلعت العام المضي في أعقاب قتل رجال شرطة سودا غير مسلحين في فيرجسون ونيويورك وأماكن أخرى. ولكن بعد أيام من الاحتجاجات السلمية تحولت الأحداث إلى العنف أمس الاثنين. ووصفت ستيفاني رولينجز بليك رئيسة بلدية بالتيمور المشاغبين بأنهم "قطاع طرق" مضيفة أن ليس لهم أي علاقة بالاحتجاجات. واعتقلت الشرطة 27 شخصا على الأقل وستغلق مدارس بالتيمور اليوم الثلاثاء. وألغيت مبارة لفريق أوريولز للبيسبول في بالتميور وأغلقت الأعمال وتوقفت محطات القطارات في المدينة التي يقطنها 620 ألفا والواقعة على بعد 64 كيلومترا من العاصمة. وناشدت أسرة جراي المحتجين تنظيم احتجاجات سلمية وبعد أن بدات أعمال النهب خرج رجال دين ومسؤولو البلدية إلى الشوارع في محاولة للحيلولة دون وقوع اشتباكات عنيفة بين الشبان السود والشرطة. وقال مفوض شرطة بالتيمور أنتوني باتس للصحفيين إن شبانا رشقوا الشرطة بالحجارة وأصيب ستة ضباط بجروح بالغة. وأضاف "هذا ليس احتجاجا... هذه أعمال إجرامية تلحق الضرر بالمجتمع." وأدانت وزيرة العدل لوريتا لينش أحداث العنف وقالت ان الوزارة ستقدم أي مساعدة مطلوبة. وقالت لينش التي كانت تتحدث بعد ساعات من أدائها اليمين "إنني أدين أعمال العنف الحمقاء من بعض الأفراد في بالتيمور والتي نتج عنها إلحاق الأذى بسلطات إنفاذ القانون وتدمير ممتلكات وتهشيم السلام في مدينة بالتيمور." وأضافت في بيان "سأضع كل موارد وزارة العدل لدعم الجهود لحماية اولئك الذين يتعرضون للتهديد والتحقيق في المخالفات وتأمين نهاية للعنف."