هاجم متظاهرون سيارات للشرطة ومحال تجارية وسط بالتيمور شرق الولاياتالمتحدة، خلال أضخم مسيرة احتجاج على وفاة رجل أسود أثناء احتجازه لدى الشرطة بعد إصابته بجروح. وتجمّع حوالى ألفَي شخص بهدوء لمدة 90 دقيقة امام بلدية بالتيمور، مطالبين بإحقاق العدل بعد وفاة فريدي غراي (25 سنة) متأثراً بكسور أُصيب بها في فقرات الظهر، بعد اسبوع على توقيفه في 12 الشهر الجاري. وأعلنت السلطات أنه مع حلول الظلام، انفصل حوالى مئة محتج عن التجمّع ورشقوا شرطيين وسياراتهم بزجاجات وعلب قمامة وحواجز معدنية، كما حطموا واجهات محال تجارية ونهبوها، وقطعوا طرقات. وطاول الشغب محلاً لبيع ألبسة فاخرة ومركزاً للخدمات المالية ومحلاً لبيع الهواتف الخليوية، فيما حطم متظاهرون زجاج خمس سيارات للشرطة، قبل ان تتدخل قوات مكافحة الشغب. وأعلن ناطق باسم الشرطة ان العنف نجم من «مجموعات معزولة»، مشيراً الى اعتقال 12 شخصاً. وناشدت شرطة بالتيمور «الجميع الحفاظ على هدوئهم»، فيما وجّهت فريديريكا غراي، الأخت التوأم لفريدي غراي، نداءً الى المحتجين قالت فيه: «عائلتي تريد ان تقول لكم: نرجوكم نرجوكم أوقفوا العنف. فريدي لا يريد ذلك». وكانت تتحدث الى جانب رئيسة بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز بليك التي أبدت «خيبة» للعنف، متهمة «مجموعة صغيرة من المشاغبين» بالقيام بها. وكان فريدي غراي اعتُقل لاتهامه بحمل سكين، ونُقل أولاً الى مركز للشرطة في المدينة، ثم أُدخل مستشفى حيث توفي بعد اسبوع. واعترفت شرطة بالتيمور بتأخّر اسعافه، وبأنه كان يجب ان يحصل على مساعدة طبية فور إصابته بكسور، وأوقفت ستة شرطيين عن العمل، بعد وفاة غراي الذي سيُشيع اليوم. وأفاد تسجيل فيديو لاعتقال غراي، التقطه احد المارة، أن شرطيَّين كانا يسمّرانه على الارض وهو يصرخ من الألم. وأظهر نقله في شاحنة للشرطة توقفت مرات في طريقها الى مركز الشرطة. وقال محامي عائلة غراي ان 80 في المئة من النخاع الشوكي للرجل قُطع عند مستوى الرقبة، فيما أُطلقت تحقيقات في القضية، أحدها فيديرالي تجريه وزارة العدل. ووفاة غراي هي أحدث حلقة في مسلسل قتل شرطيين بيض رجالاً سوداً عزلاً في الاشهر الاخيرة، ما أجّج التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة واتهامات للشرطة بالعنصرية.