في زمن الحرب التي قد يقتحم أهوالها الملوك والشعوب أيضا، مرغمين على الدفاع عن الوطن الأم من اي عدوان غاشم، لا رحمة لديه ولا دين ولا أدب، ولا فقه حوار، فلا تهمه الأنفس وكل ما يهمه هو ارواء غليله ونهم رغبة الانتقام في نفسه المريضة بالحقد والكراهية حتى لذاته المتعطشة للدماء الحارة البريئة. لا بد من ردة فعل كما حدث في عاصفة الحزم، حيث تكون نتيجتها وهدفها السامي تحرير وطن عربي مسلم من براثن عدو لا يرحم حتى نفسه واتباعه وليس يرى لغير شهوة القتل والتدمير مكان في عالمه. ولكن الحرب هي الحرب كما هو معروف من الكلمة في أذهان أغلب أفراد المجتمعات ولكن غير المتوقع ربما في أذهان البعض أن الخراب، والتخريب هو النتيجة الحتمية للحرب، حيث يعم الدمار المكان قبل الإنسان فالحرب لعنة، وقد تكون رحمة لأنها تكون سببا وجيها للتغيير في سلوكيات وعادات المجتمعات البسيطة التي يدمر الترف والرفاهية أخلاقياتها الجيدة. والحرب دمار فادح على المصالح العامة للأوطان ومنها تدمير (التراث) بكافة أشكاله عبر السنين سواء ما كان منه موغلا في القدم ام قريبا لا يتجاوز ال 100 سنة عمرا. وفي 18 من أبريل الجاري وفي كل عام تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للتراث، وهذه السنة كان الموضوع مختلفا وشعاره هو «متحدون مع التراث» والداعي إلى المحافظة على التراث العالمي من الدمار والتحطيم حتى تبقى الصورة الجميلة التي خلفها الآباء تحكي لأحفادنا ماضيهم وتنبئهم بمستقبلهم المبهر الذي ينتظرهم. ونحن في المنطقة العربية والإسلامية وغيرها نشهد تدميرا مخيفا بسبب كوارث الحروب التي تشتعل في المنطقة، والتي تتولى تدمير التراث أكثر بكثير مما تفعله الكوارث الطبيعية، وذلك بسبب القصف العشوائي من الطائرات بالقنابل والمتفجرات التي لا ترحم كائنا من كان، لا بشرا ولا حجرا ولا غيره، ومنها تحطيم الأماكن التاريخية التراثية التي تفخر بها الأوطان كافة على اختلاف اطيافها وثقافاتها، وتقضي على وجودها بل وتمحوه محوا لا يمكن اعادته. ولو كان في الحرب رحمة لإنسان ما، لقلنا ربما كان بها رحمة لكائنات الكرة الأرضية الأخرى، ولكننا لا نرى بوادر رحمة بل دمارا شاملا. غير أنا وباسم اليوم العالمي للتراث وجب على اليونسكو ومثيلاتها في العالم، المطالبة بتجنيب المواقع التراثية والتاريخية القصف الجوي وأن تنحى عن ويلات الحرب التي لا هوادة فيها ولا أخلاق، ف الشعار (متحدون مع التراث) يعني حماية التراث بكافة أشكاله من التخريب بأنواعه ولعل دعوة اليونسكو ودعوتي هنا تلقى قلوبا واعية وعقولا تأمر بالخير والإحسان وكف الأذى والتدمير والقتل. مهتمة بالشأن الاجتماعي