كشف عضو الهيئة الوطنية للحوار الوطني في اليمن الدكتور عبدالله الأملس عن تزويد قوات التحالف العربي بخارطة للمواقع التاريخية والمهمة حتى لا تتعرض للقصف الجوي. وأكد الأملس في حديثه إلى "الوطن" أن الخارطة السياحية لليمن معروفة ومنشورة على جميع المواقع الإلكترونية، خاصة السياحية منها، لافتا إلى أن غرفة العمليات المشتركة زودت قوات التحالف بمواقعها. وأوضح مستدركا: نحن لا نخاف من قوات التحالف على هذه الأماكن، خوفنا مصدره قوات الانقلابيين الخارجين عن الشرعية، فهي التي تضرب المواقع السياحية لأنهم لا يدركون معناها وقيمتها التاريخية، لأنهم جهلة أتوا من العصور الوسطى، وهذا ما نخاف منه. كيفية حفاظ قوات التحالف العربية واليمنية على كنوز اليمن التاريخية؟ أوضح الأملس أن القوات العربية ستعتمد بالتأكيد على الخرائط التي زودناها بها، إضافة إلى أن قوات المقاومة الشعبية الجنوبية ستساندها وترشدها إلى الأماكن التاريخية حتى لا تتعرض للقصف والدمار؟ وتابع الأملس قائلا: إن الحوثيين يرفعون في الجنوب شعار أنهم "يقاتلون الدواعش والقاعدة" وأنا أتساءل: أين هم الدواعش والقاعدة هل عدن وكريتر والمعلا ومدن الجنوب كلها دواعش وقاعدة؟ هؤلاء الخارجون عن الشرعية لم يتجهوا إلى أماكن الدواعش والقاعدة، بل اتجهوا إلى المدن الحضارية والسياحية والتاريخية ليحطموها. وعن تهديد الحوثيين لإرث اليمن التاريخي والثقافي قال الأملس: نستطيع القول إنهم لا يهددون إرث اليمن الثقافي فقط، بل يحطمون الواقع الاجتماعي والسياحي والسياسي والثقافي، وسنعود للقرون الوسطى إن استمروا على هذا الحال، لا يؤمنون بالمسرح والفن. وحول الآثار الجانبية للأحداث الجارية على واقع الإبداع في اليمن؟ قال الأملس: الحروب بعادتها لها إيجابياتها وسلبياتها، في البعد الثقافي تزدهر أنواع من الفنون وتتوارى أنواع أخرى، على سبيل المثال يزدهر الشعر وتكثر القصائد، فهي تبث الحماس وترفع المعنويات للجنود، وبالمقابل يخفت حضور كثير من الفنون كالمسرح مثلا. وكانت اللجنة الوطنية لليونيسكو دانت العام الماضي في ضوء نهب وتدمير مواقع أثرية في جزيرة سقطرى اليمنية ما وصفه بالأحداث اليومية لنهب وسرقة وتهريب وتدمير التراث اليمني المادي واللامادي من أقاصي الشمال إلى أقاصي الجنوب عبر تجار الآثار والمخطوطات وعبر تجار الحروب والميليشيات المسلحة. وقالت اللجنة "إن تدمير ذاكرة شعب عريق، بل هو من أعرق الشعوب تراثا وحضارة يعد خرقا لكل المعاهدات والاتفاقات والالتزامات والمواثيق الدولية". وأكد البيان خطورة ما شهدته الجزيرة أخيرا من نهب وتدمير لمواقع أثرية، وعدت اللجنة ما جرى من نهب وتدمير وتهريب للذاكرة الجمعية اليمنية جارحا ومشينا. ووفقا للبيان فإن تلك الجريمة ليست فقط جريمة ضد الذاكرة الثقافية والتراث اليمني، بل ضد التراث والفكر الإنساني النادر والحيوي. وطالبت اللجنة الوطنية بالحفاظ على التراث اليمني المسجل في قائمة التراث العالمي، منها جزيرة سقطرى التي تعد من أهم المحميات الطبيعية الآثارية المسجلة في قائمة التراث الإنساني العالمي.