أطل الرئيس السوري بشار الاسد، برهة على مئات الآلاف من أنصاره في ساحة الامويين بعد يوم من إلقائه خطابا مخيبا لآمال «المتآمرين» وقال صباح الأربعاء إننا «سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة». وأضاف الأسد الذي باغت مؤيديه في الساحة بوصوله فجأة الى المكان مع زوجته أسماء، ان سوريا تعيش مرحلتها «الأخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم». وفيما تتواصل عمليات القتل والمداهمات والاعتقالات وتتعاظم تظاهرات الاحتجاج في المدن والقرى ضد نظامه الدموي، قال لأنصاره في الساحة «جئت لكي أستمد القوة منكم، لم أشعر بالضعف يوما ما بفضلكم». واستطرد قائلا «لننظر إلى المستقبل إلى الأمام إلى سوريا التي نحب إلى سوريا القوية سوريا العزة والكرامة.. نسير إلى الأمام بخطوات واثقة رصينة ثابتة لا مكان فيها للانتهازيين والجبناء ولا مكان فيها للتخلف». وردد الحشود شعارات «شبيحة للأبد لعيونك بشار الأسد»، و»بالروح بالدم نفديك يا بشار». ويطلق مصطلح «الشبيحة» على عصابات النظام المسلحة التي تدعم قوات الأمن والجيش. وكان الرئيس توعد الملايين من شعبه في خطاب الثلاثاء الذي استغرق ساعتين بقمع تظاهراتهم قائلا إن «الأولوية القصوى لاستعادة الامن» الذي لا يتحقق إلا «بضرب الارهابيين القتلة بيد من حديد»، معلنا ان استفتاء سيجري على دستور جديد في مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في مايو او يونيو. «جئت لكي أستمد القوة منكم، لم أشعر بالضعف يوما ما بفضلكم»وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان النظام طلب من الموظفين الحكوميين المشاركة في هذه المسيرات، مشيرا الى ان جنودا باللباس المدني شاركوا في تجمع ساحة الأمويين. ووصف محيي الدين اللاذقاني عضو المجلس الوطني المعارض طلة الأسد على مؤيديه ب «الخروج المنظم المخطط له مسبقا»، مؤكدا أن هذه الحشود المؤيدة ما هي إلا عناصر الأمن والجيش والشبيحة متخفية في زي مدنين». وأضاف اللاذقاني «بدا الرئيس السوري خائفا وألقى جملتين فقط ثم اختفى، وذلك لصرف الأنظار عن الواقع الأليم الذي تعيشه سوريا وعن خطابه بالأمس والذي لاقى هجوما واسع النطاق». وقال علي حسن المتحدث باسم تنسيقيات الثورة السورية إن نحو 1000 لافتة رفعت الثلاثاء مكتوبا عليها «يا كذاب». وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية تقمع بقسوة ووحشية مقززة أسفرت عن سقوط ستة آلاف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمشردين. ميدانيا، أعلن تلفزيون الدنيا التابع للنظام، مقتل ثمانية اشخاص على الاقل بينهم صحفي غربي وأصيب 25 آخرون في هجوم بمدينة حمص، وأعلنت المعارضة مقتل 4 أشخاص في حماة. حيث قتل الصحافي جيل جاكييه الذي يعمل لحساب شبكة فرانس 2 في حمص الأربعاء اثر سقوط قذيفة على مجموعة من الصحافيين، بحسب مصور لوكالة فرانس برس كان موجودا في المكان. وهو اول صحافي غربي يقتل في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاج في 15 مارس. وجاكييه هو احد كبار مراسلي الشبكة الفرنسية العامة. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الاربعاء ان فرنسا طلبت «توضيحا كاملا لملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي العامل للقناة الثانية العامة في التلفزيون الفرنسي جيل جاكييه (42 عاما) في سوريا. وقال في بيان «نحن نندد بشدة بهذه الفعلة الشنيعة»، مطالبا السلطات السورية ب «ضمان امن الصحافيين الدوليين العاملين على اراضيها وحماية حرية الاعلام التي هي حرية اساسية». وأعربت الولاياتالمتحدة عن «اسفها» لمقتل الصحافي الفرنسي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين «نأسف لمقتله»، منددة بعجز النظام السوري عن توفير «ظروف ملائمة» لعمل الصحافيين. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا الاربعاء برصاص قوات النظام في حماة حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، بينما عثر على جثة مدني كان خطف قبل يومين في حمص. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان «اربعة شهداء سقطوا في بلدة كفرنبودة خلال اطلاق نار واقتحام البلدة بينما الاشتباكات دائرة بين منشقين، بينهم ضابط منشق برتبة ملازم اول، والجيش النظامي». واضاف انه «عثر على جثمان مواطن من حي جب الجندلي مقتولا ومحروقا كانت مجموعة من الشبيحة اختطفته قبل يومين». وكان المرصد اعلن ان 22 مدنيا قتلوا الثلاثاء في قمع الحركة الاحتجاجية بينهم رضيع فقد مع والديه قبل يومين وعثر على جثته في احد احياء حمص.