يشتد عصف الرياح الشمالية بالساحل الشرقي وتستمر بسرعة 50 كيلومترا في الساعة حتى مطلع الأسبوع المقبل -بإذن الله تعالى- مثيرة للغبار والأتربة وانعدام الرؤية الأفقية في مساحات واسعة بالمنطقة، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى أعلى مستوى اليوم الجمعة، فيما تظل الرطوبة السطحية بمعدلات متدنية والسماء خالية من الغيوم، ونتيجة خلخلة الضغط الجوي تكون الرياح عاملا مساعدا في انخفاض درجات الحرارة، يوم غد السبت، الذي يعني قوة الاضطرابات الجوية خلال هذه الفترة، التي تشهد أجزاء من المملكة خلالها الكثير من الظواهر المتكررة بفصل الربيع، والاستثناء في هذا الموسم المرور بعواصف رملية قوية، والتأثر باندفاع كتل هوائية ذات طابع غير مألوف في المدد الزمنية ومواقع خارج مؤشر الخريطة، إضافة إلى غياب ملحوظ للأمطار على رغم موعدها خلال شهر أبريل في بعض المواسم السابقة، كما اتسمت الأجواء بالجفاف والحرارة المرتفعة معظم الأيام. وفي تصريحه ل "ليوم" أشار خبير البيئة البروفيسور علي عشقي، إلى بداية متغير جديد في الطقس تزامنا مع بداية تحرك منخفض الهند الموسمي، الذي يستمر تأثيره إلى شهر سبتمبر بما يعرف برياح الشمال مترافقة بعواصف ترابية متقطعة على جنوبالعراق والكويت، وتتأثر بذلك المنطقة الشرقية وبعض دول الخليج العربي، وأجزاء من وسط المملكة، وبمستوى أقل في الساحل الغربي، وذلك نتيجة لتقدم منخفض البحر الأحمر الناجم من تقدم الخط الاستوائي المطير شمالا حتى جنوب شبه الجزيرة العربية، وسوف تشهد المرتفعات الغربية بنهاية شهر مايو أمطارا قد تكون غزيرة في بعض الأحيان -بإذن الله تعالى- وقد يصل تأثيرها إلى منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كما تمتد رحلة الشريط السحابي المطير شمالا على السودان والهضبة الأثيوبية، وآخذا بمؤشر درجات حرارة المياه السطحية لبحر العرب والمحيط الهندي، فإن معدل الأمطار على الهضبة الأثيوبية سوف يكون شديدا مما يبشر بفيضان نهر النيل في شهري أغسطس ويوليو -بإذن الله تعالى-. وحول تأخر الأمطار في شهر أبريل، قال، إن "موسمها ليس ثابتا بشكل دوري في كل عام، وقد ينتهي الشهر ولا تظهر بوادر لهطولات معتبرة، فيما تظل الاحتمالية الأخيرة خلال أسبوعين قادمين، بمعنى أن تتبدل الظروف الجوية خلال الفترة المقبلة -بإذن الله تعالى-، حيث نرتبط بمنظومة المناخ الذي يشهد متغيرات واضحة على مستوى الكرة الأرضية، وبالتالي فإنه من الصعوبة استباق ما سوف يحدث في ضوء توقع المستجدات غير المستقرة. وأضاف، أن "الفترة الحالية تمثل منعطفا طقسيا يتسم بشيء من الحدة في كثير من العوامل الجوية، حيث يقترب فصل الربيع من نهايته، ومن الطبيعي أن نشهد موجات الغبار، وهي في النزع الأخير، بعد ما جاءت بعض العواصف على شرق المتوسط بمنخفض متقدم من غرب البحر الأبيض، وأثر على المنطقة، وفي بقية الفصل حتى دخول الصيف تكون الرؤية العامة: عدم توقع اضطرابات جوية قوية، والتنبؤات التي تزعم تطرفا وعنفاً مناخياً متوقعاً، لا تطابق النماذج المناخية الموثوقة، إضافة إلى ما هو مؤيّد في المقارنة بما يمثل نفس الفترة من مواسم سابقة، الذي يعني طبيعية الطقس وفق النسق المعتاد في جميع الخصائص التي تتكرر كل عام بشكل تقريبي، مع احتمال بعض الاستثناءات التي لا يعتد بها، وبالنسبة للأمطار الأرجح أنها ستبدأ منتصف مايو المقبل على الجنوب الغربي للمملكة -بإذن الله تعالى- وقد تمتد إلى الساحل الغربي، وفي المنطقة الشرقية يستمر هبوب الرياح الشمالية خلال أربعة شهور مقبلة مع ارتفاع الحرارة إلى درجات شديدة خصوصا في شهري يوليو وأغسطس، نتيجة تأثير منخفض الهند الموسمي ولن يغيب الغبار بطبيعة الحال".