ضمن المواقف البطولية للمواطنين في حماية الحدود، رصدت "اليوم"- في جولتها على الشريط الحدودي في جبال آل تليد التابعة لمحافظة الداير بني مالك أقصى شرق منطقة جازان- شهامة أهل الوطن في حماية بلادهم. وعلى الرغم من أن هذه القرى تنعم بالأمن والأمان والأوضاع الأمنية مستقرة إضافة لانتشار كتائب للقوات العسكرية السعودية على طول الشريط الحدودي مع اليمن لتساند القطاعات الأمنية، انتشر المواطنون متطوعين في عمليات المراقبة ورصد محاولات التسلل والتهريب على الشريط الحدودي لقراهم في جبال آل تليد المحاذي لمحافظة صعدة مسقط رأس زعيم المليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي. ورصدت "اليوم" أحد المواطنين وقد جهز مركبته ذات الدفع الرباعي كمركز للمراقبة، عند بدء المواطنين من قبيلته بمساندة الجهات الأمنية من حرس حدود وفرق المجاهدين وعمليات مراقبة الثغور والطرق الوعرة ومساندة القوات المسلحة، والمركبة تمكنه من أن يستخدمها للمراقبة والوصول للطرق الوعرة من جهة ومن جهة اخرى يستخدمها للراحة من فترة لأخرى لا سيما انه قام بتجهيزها ك "مصفحة" لحمايته عند وقوع أي حادث. وأكد المواطن ماطر بن جابر التليدي أنه كان رجل أمن وخدم في دوريات حرس الحدود أكثر من 18 عاما إلا أنه تقاعد قبل فترة قصيرة، مبينا أنه مع بدء عمليات "عاصفة الحزم" بدأ مشايخ قبيلته بعقد اجتماعات مع المواطنين بحكم موقع قراهم على الشريط الحدودي مع اليمن ودعوتهم لأخذ الحيطة والحذر ومساندة رجال الأمن والقوات المسلحة إن اقتضت الحاجة والمساهمة في كشف الطرق الوعرة، التي قد يسلكها المتسللون والمهربون لرجال الأمن والمساهمة في القبض عليهم وأن يكونوا عينا ساهرة لحماية الوطن ومقدساته. وأشار إلى أنه فور بدء أفراد قبيلته بمساندة رجال الأمن لمراقبة الحدود بدأ في استخدام خبرته العسكرية بتجهيز مركبته بطريقة تمكنه من البقاء لأطول فترة ممكنة في مهامه التي كلف بها من قبل مجموعته. من جانبه، قال الشيخ سالم بن مضواح التليدي شيخ قبيلة ال جاحص من ال تليد أنه عقدت عدة اجتماعات في المحافظة وفي جميع القطاعات الأمنية وفي الافواج، إضافة لاجتماعات داخل القبيلة ووجهوا المواطنين للمساهمة في حفظ الأمن والإبلاغ عن المتسللين والمهربين وعن أي ملاحظات قد يلاحظونها. وأبان أن اختيار الشباب لمراقبة الثغور يتم لخبرتهم في استخدام السلاح إضافة لاختيار عدد من المواطنين المتقاعدين والذين خدموا في القطاعات الأمنية لسنوات طويلة ليكونوا مشرفين على الشباب والمواطنين المتطوعين لمساندة رجال الأمن وللتنسيق مع دوريات المجاهدين حيث إن لهم جهودا يشكرون عليها وهم متفاعلون ومتعاونون بشكل كبير مع المواطنين، مشيرا إلى المواطنين تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات وكل مجموعة تقوم بمهمة المراقبة ل24 ساعة لتستلم بعدها مجموعة أخرى وهكذا. وانتقلت "اليوم" في جولتها لأحد الجبال التي تطل على محافظة "صعدة" اليمنية برفقة دوريات المجاهدين ورغم صعوبة التنقل بالجبل- لوعورة الطريق وعدم سفلتة الطرق وانخفاض درجة الحرارة وكثافة الضباب وعدم انقطاع أزيز طائرات تحالف "عاصفة الحزم" والتي لم تتوقف لحظة واحدة عن التحليق وسماع الانفجارات والقصف- فإننا عقدنا العزم لمواصلة الطريق للوصول للهدف، حيث من الملاحظ أثناء صعود الجبل وجود تجمعات وبأعداد كبيرة من المواطنين اليمنيين بأحد المواقع داخل اليمن ولم تكن رؤيتهم واضحة لكثافة الضباب والارتفاع الشاهق، حيث اتضح أن هذا التجمع إنما هو أحد أسواق قبيلة آل ثابت اليمنية في محافظة صعدة وكان يتضح من كثافة المواطنين وتسوقهم أنهم لا يخشون من قصف الطائرات، وهو ما يؤكد أنها تقصف مواقع التجمعات الحوثية والمواقع العسكرية الخاصة بالمليشيات والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فقط، لنستمر في صعود الجبل عبر الطريق الوعر أكثر من ساعة باستخدام مركبات الدفع الرباعي وعند الوصول لقمة الجبل كان يطل على أحد منابع وادي دفا والذي يبدأ من الأراضي اليمنية حيث يستخدمه المتسللون والمهربون كطريق للتسلل للأراضي السعودية مستغلين وعورة الوادي وكثافة الأشجار به، وكذلك على أحد الطرق الوعرة على الجانب الآخر من الجبل والذي يستخدم في العبور من خلاله تحت جنح الظلام الدامس. وعلى جنبات الجبل تكثر فيه الكهوف والتي لا يستطيع أي إنسان عادي الوصول إليها بسهولة لوعورة الطريق التي يؤدي إليها وعبر طرق سرية وعرة، حيث سبق وأن تمكن رجال المجاهدين من مداهمة أحد هذه الكهوف بعد اكتشاف أحد الآثار التي تؤدي إليه وبعد ساعات طويلة من السير على الأقدام من قبل فرق المجاهدين الراجلة على أطراف الصخور الوعرة والحادة وفي جنح الظلام وصلت دوريات المجاهدين للكهف حيث عثروا على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة قام المهربون بتخبئتها في الكهف، بعد فتح الشنط التي تحفظ فيها الذخيرة وتجهيزها ليسهل حملها وتوزيعها من قبل المهربين وإدخالها عبر الشريط الحدودي دون أن يواجهوا مشقة في حملها. وعلى الرغم من صعوبة مواقع النقاط الأمنية للمجاهدين والطرق التي يسلكها المهربون تحت جنح الظلام أو الضباب الكثيف فإنهم مواصلون في مهامهم الأمنية للقبض على المتسللين والمهربين تحت أي ظروف كانت. وانتهت الجولة بالوصول إلى آخر نقطة حدودية مع دولة اليمن بأحد الجبال في آل تليد بمحافظة الداير بني مالك والذي يطل على عدد من قرى محافظة صعدة حيث كان أزيز الطائرات مستمرا دون توقف منذ بداية الجولة الميدانية وارتفاع صوت دوي القصف من فترة لأخرى بينما يشهد الشريط الحدودي انتشارا للجهات الأمنية وبمساندة من القوات العسكرية السعودية التي ترابط على امتداد الحدود. وأكد رئيس دوريات المجاهدين في مركز دفا والسف بجبال آل تليد في محافظة بني مالك سالم بن جابر التليدي أن فرق دوريات المجاهدين تأتي في الخط الثاني بعد دوريات حرس الحدود حيث يقومون بالقبض على المتسللين والمهربين وضبط المهربات، مبينا أنه منذ بداية عمليات عاصفة الحزم قام المواطنون بمساندتهم ويتلقون من فترة لأخرى بلاغات من شيخ شمل قبائل آل تليد عن بعض الأماكن التي عثر فيها على آثار لأشخاص متسللين أو مهربين. وأشار إلى أنه سبق وتم الاجتماع مع الشيخ حسن لبحث سبل التعاون بين المواطنين وأفراد المجاهدين حيث تمكنوا منذ بداية عاصفة الحزم من القبض على 180 متسللا بمساندة المواطنين منهم 57 متسللا كان مع أحدهم سلاح آلي "رشاش كلاشنكوف" حيث قام بإطلاق النار وتم الرد عليه والقبض عليه مع المتسللين، مضيفا انه خلال الشهر الماضي تمكن أفراد المجاهدين بمركز السلف ودفا من إحباط تهريب 45 مسدسا من نوع أبو محالة و8 رشاشات آلية و1500 طلقة ذخيرة حية لسلاح من نوع بلجيك، وأن عمليات الضبط تتم بصعوبة لوعورة الجبال والظلام الدامس. وأضاف الناطق الإعلامي لفرع إدارة المجاهدين خالد قزيز ان الفرقة الثالثة من المجاهدين في محافظة الداير بني مالك أحطبت تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة الحية خلال الشهر الماضي، مبينا أن ما أحبطت تهريب دوريات المجاهدين بلغ 332 قطعة سلاح مختلفة و182 مخزن سلاح و15994 طلقة ذخيرة حية متنوعة وقنبلتين يدويتين، وأضاف أنها تمكنت كذلك من إحباط كميات من المخدرات بلغت 140 بلاطة حشيش و1863 حبة كبتاجون و16141 حزمة قات وضبط 28 مركبة استخدمت في عمليات التهريب والقبض على 5 مهربين في قضايا تهريب مختلفة. المواطن ماطر التليدي يراقب الحدود من مركبته