تجولت «اليوم» في الحدود المحاذية لليمن بمنطقة جازان حيث وقفت على الأوضاع الحدودية بتلك المنطقة والتي يصعب الوصول إليها لتضاريسها الجبلية الصعبة وبعض طرقها التي لم تُعبد أو يتم سفلتتها، حيث كانت الوجهة جبال آل تليد في محافظة الداير بني مالك أقصى الحدود السعودية بمنطقة جازان والمحاذية لمحافظة صعدة اليمنية مسقط رأس زعيم المليشيات الحوثية المدعو عبدالملك الحوثي. استغرقت الجولة والتي كانت برفقة دوريات المجاهدين بعدما عقدنا العزم أكثر من ثلاث ساعات مرورا بعدة محافظات ومراكز جبلية وعقبات جبلية وطرق وعرة، حيث بدأت الجولة من محافظة العارضة مرورا بمركز بلغازي وعيبان، وعند تجاوزنا لمحافظة فيفاء الجبلية بلغنا محافظة الداير بني مالك الجبلية لننطلق بالعقبات الجبلية التابعة لمحافظة الداير مثل جبال حاشر وحبس وطلان وغيرها من الجبال حتى وصولنا لجبال آل تليد ومرورنا من مركز وادي دفا والذي يميز هذا الوادي جريان المياه به على مدار العام وانتشار نبات «الحبق» العطري على مدى البصر بالوادي ثم وصولا لمركز السلف وعلب الحدودي. وما يميز هذه المنطقة ارتفاعها عن مستوى سطح البحر والنقص الكبير بالأوكسجين مع وجود طرق فرعية جبلية وعرة لا تستطيع سوى المركبات ذات الدفع الرباعي السير بها وطرق أخرى لا يعرفها أو يستطيع أن يسلكها سوى أهلها والذين تعايشوا في هذه المنطقة منذ مئات السنين، على الرغم من صعوبة الوصول إلى هذه المنطقة وعدم وجود الخدمات، فتجد نسبة كبيرة من السكان مستقرين بها وقد قاموا ببناء منازلهم على أراضيهم التي يملكونها وبأرقى المستويات المعمارية. التصدي للمتسللين وأثناء الجولة ورد بلاغ للدورية التي كنا نستقلها بوجود عدد من المتسللين الذين تم القبض عليهم من قبل المواطنين الذين يسكنون المنطقة وبالتوجه للموقع كان هناك أعداد كبيرة من المواطنين تطوعوا لمساندة رجال الأمن من المجاهدين والقطاعات الأمنية الأخرى في القبض على المتسللين والمهربين عبر الشريط الحدودي، مستخدمين خبرتهم في السير على الطرق الوعرة التي لا تستطيع المركبات السير فيها وكذلك يصعب على أي إنسان أن يسلكها إضافة لمعرفتهم بتضاريس المنطقة والطرق الخفية التي قد يستخدمها المتسللون، وعند وصولنا اتضح أن عدد المتسللين الذين قبض عليهم هؤلاء المواطنون بلغ 47 متسللا من الجنسية الإفريقية وكان برفقتهم متسلل من الجنسية اليمنية وبحسب كلامه يسكن بإحدى قرى محافظة صعدة، حيث اتضح أن المتسلل اليمني كان دليل المتسللين الأفارقة ويقوم بمسح الطرق لهم مستخدما معرفته للتضاريس الجبلية الوعرة والطرق السرية التي يستخدمها المهربون في عمليات تهريبهم إلا أنه لم يتمكن من مواصلة عملية تسلله برفقة المتسللين الأفارقة الذين استخدموه في عملية تسللهم لوجود مواطنين قاموا بنصب الكمائن للقبض على المتسللين والمهربين في المواقع الوعرة، مؤكدا أنه قبض عليه من قبل المواطنين وتم التعامل معهم بكل إنسانية من تقديم الطعام والمشروبات حتى قاموا بتسليمهم إلى دوريات المجاهدين. ويعمل قطاع عريض من هؤلاء على تسلق الجبال ومساندة رجال الامن من المجاهدين والأجهزة الأمنية بكل سهولة دون عناء بل انهم أثناء جولة «اليوم» كشفوا عن طرق وعرة يسلكها المتسللون والمهربون في محاولة منهم للابتعاد عن أعين رجال الأمن والوصول إلى غايتهم وذلك لوعورتها والتي لا يمكن أن تسير فيها المركبات بينما المواقع الأخرى تسيطر الأجهزة الأمنية من رجال المجاهدين وحرس الحدود والقطاعات الأمنية الأخرى على أمنها وتقوم بمهامها الأمنية على أفضل وجه، وما يميز المنطقة أنه على الرغم من بعدها عن المواقع الحضارية إلا أنها تشهد الأمن والأمان وبتعاون بين المواطنين ورجال الأمن لمواجهة المتسللين والمهربين الذين يحاولون عبور الحدود. تجديد العهد والولاء وكشف شيخ شمل آل تليد بالإنابة حسن بن ناصر بن سالم التليدي أنه وحسب توجيهات ولاة الأمر في هذه البلاد الغالية –حفظهم الله- تم التشاور مع مشايخ وعرايف وافراد قبائل آل تليد بمركزي دفا والسلف بمنطقة جازان والربوعة وكحلا بمنطقة عسير وتم عقد عدة اجتماعات في وادي دفا وفي وادي حمر والسلف وفي الربوعة وكحلا، وأكد أن جميع المواطنين من آل تليد يجددون العهد والولاء والسمع والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- ولحكومته الرشيدة وكلهم فداء لهذا الوطن باذلين ما في وسعهم من الغالي والنفيس للذود عن حمى الوطن بأنفسهم وابنائهم وان كبيرهم وصغيرهم يؤيدون ما اتخذه ولاة الأمر حيال الاحداث في اليمن الشقيق، ومؤكدا أننا في هذا الجزء من وطننا الغالي نعيش في أمن وأمان في ظل حكومتنا الرشيدة وجميع المواطنين يقظون وعند حسن الظن وجميعهم جاهزون للمشاركة في حمى الوطن بأنفسهم وابنائهم وكل ما يملكون. وأشار التليدي إلى أن هؤلاء المتسللين تم القبض عليهم من قبل المواطنين وقاموا بإبلاغ دوريات المجاهدين وذلك بحسب توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، مبينا أن المواطنين في كل ثغرة من هذا الوطن في جبال ال تليد مستعدون لبذل المزيد من الجهد فيما يصبو اليه ولاة الامر وان شاء الله يكونون عند حسن الظن، وأضاف انهم جاهزون بالمشاركة بأنفسهم مع القوات المسلحة وافراد حرس الحدود والمجاهدين في أي وقت ولا ينقصهم الا ان تعطى لهم الاشارة، وبين أنه كان هناك تنسيق واجتماع في محافظة الداير بني مالك وتم التواصل مع المسؤولين بإدارة المجاهدين والإدارات الأمنية والتنسيق معهم بأن يقوم المواطنون بالإبلاغ عما يلاحظونه سواء للمجاهدين او حرس الحدود او أي جهة أمنية كانت. وقال «تم تشكيل اربع مجموعات من أفراد قبائل آل تليد ومنهم العسكريون المتقاعدون وشباب الافواج بأن يكونوا مراقبين للمواقع الجبلية والثغرات التي يمكن للمتسللين ان يتسللوا منها كذلك، وكذلك اذا دعت الحاجة بأن يكونوا مع افراد القوات المسلحة للإدلال عن المواقع التي يمكن ان يتسلل عبرها المقاتلون الحوثيون وكذلك لمراقبة الأودية وعند الجوامع والمزارع التي من الممكن أن تكون أوكارا للمتسللين أو ان تكون نقاط تنقل لهم، مؤكدا أن هذه المجموعات جاهزة عند الطلب والحاجة وجاء تشكيلها في اربعة مواقع بوادي دفا ومركز السلف ووادي حمر تشويه وهي آخر حدود مركزي دفا والسلف بمحافظة الدائر بمنطقة جازان والتقائها مع حدود مركزي كحلا والربوعة التابعة لمنطقة عسير، وان في هذين المركزين مجموعات مماثلة ويتم التواصل معهم وعقد اجتماعات فيما بين مشايخ وعرايف ال تليد لكونهم يقعون على امتداد شريط حدودي بطول 80 كلم تقريبا من مركز دفا في الجنوب الغربي وحتى مركز الربوعة في الشمال الشرقي. وأضاف «هؤلاء المتطوعون من المواطنين يقومون بالمشاركة في مراقبة الثغور وما يتم مشاهدته الإبلاغ عنه للجهات المختصة والمشاركة مع الجهات الأمنية بمحاصرة هؤلاء المتسللين والقبض عليهم كما يقومون بالادلاء عن المواقع الجبلية بآل تليد التي يصعب الوصول إليها ولا يعرفها إلا أهلها»، مؤكدا أن المواطن مستعد للعمل مع رجال الأمن في الحدود وهم العين الساهرة ورجل الأمن الاول كما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز– رحمه الله- واذا دعت الحاجة سوف يقوم بالمشاركة بنفسه، مشيرا إلى أن المواطنين سبق وقاموا بالإبلاغ عن متسللين للمجاهدين ولجهات أمنية أخرى، مشيرا إلى أن المجاهدين في الخط الثاني وهم العيون الساهرة ولهم جهود يشكرون عليها وهم جنبا لجنب معهم في حماية وطننا الغالي. أمان قبلي وبين التليدي أنه كان في السابق بينهم وبين القبائل اليمنية ثارات سابقة وحدث منهم قتلى ومن القبائل اليمنية قتلى وانتهت بالصلح وعلى اثر تلك المشاكل تم بينهم معاهدات أو بما يسمى «أمان قبلي» ولا تزال هذه المعاهدات سارية المفعول، إلا أنهم في الفترة الاخيرة لاحظوا عليهم التكتم عن بعض المعلومات وعدم الاهتمام مثل ما كان منهم إبان أحداث سابقة وحسب المعلومات التي توافرت لدينا إلا أنه أُخذ عليهم التزامات من الحوثيين وكلفوا بدفع مبالغ مالية للمليشيات الحوثية بل انه ربما وصل إلى تعاونهم معهم، مبينا إلا أنه رغم وجود المواثيق لا يوثق بهم، مبينا أن الحدود المحاذية لجبال قبائل آل تليد هي محافظة صعدة ومن قبائلها المحاذية لقبائل ال تليد قبيلة آل ثابت واهل القهر وآل قراد وجميعها ترجع لقبيلة جماعة وهي من اكبر القبائل اليمنية. وأكد أن قبيلة ال ثابت تحاذيهم في مركز وادي دفا بينما قبيلة اهل القهر تحاذيهم في وادي حمر وتشويه وقبيلة آل قراد تحاذيهم بمركز الربوعة، وأشار إلى أن هذه القبائل وحسب ما توافر من معلومات انهم طلبوا من العناصر الحوثية عدم الاعتداء على الحدود السعودية من اراضيهم التي تحاذي الحدود السعودية من المواقع التي تحاذي جبال آل تليد خوفا على انفسهم وعلى ممتلكاتهم بل انه عُرف عنهم انهم قاموا بدفع إعانات لهذه المليشيات كدعم واستجابة لمطالبهم، مؤكدا ان قبائل ال تليد في أتم الاستعداد إضافة لأخذهم الحيطة والحذر ويساندون بعون الله القوات المسلحة ورجال الامن من حرس الحدود والمجاهدين والجهات الامنية الأخرى، وتقدم باسمه وباسم مشايخ وعرايف آل تليد شكرهم لولاة الأمر وقواتنا المسلحة ورجال الأمن بمختلف قطاعاتها على ما يبذلونه من جهود يشكرون عليها وأنهم بإذن الله معهم جنبا لجنب في السراء والضراء بعون الله وتوفيقه. رجال الأمن بمشاركة القبائل يتصدون لمتسللين أفارقة يقظة فرق المجاهدين وحرس الحدود منعت دخول المتسللين