كلما اقترب الشعراء زمنياً من انتهاء المرحلة الأولى من برنامج أمير الشعراء في موسمه السادس ازدادت حماستهم وقوة تنافسهم، وقد شهدت الحلقة الرابعة المباشرة يوم الأربعاء الماضي أزهاراً جديدة تتفتح، ودماء شعرية تتجدد، وأقماراً تتألق في سماء عاصمة الثقافة والإبداع أبوظبي من على مسرح شاطئ الراحة مباشرة عبر قناة بينونة الفضائية الإماراتية، وذلك بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي. أمسية كانت متميزة بكل كلمة حملتها بين طياتها استطاعت أن ترضي أذواق الجمهور المتواجد في المسرح والمتابع عبر شاشة التلفاز، فجمهور الشّعر يبحث دائماً عن المعنى والجماليّة والحضور البهيّ للكلام على اختلاف ذائقة ذلك الجمهور. استهلت الحلقة الرابعة وما قبل الأخيرة من المرحلة الأولى بترحيب مقدم البرنامج الممثل القدير باسم ياخور بأعضاء لجنة التحكيم وبالضيوف والجمهور من أبو ظبي دار الثقافة والإبداع، والشعراء المشاركين، قائلاً "هنا تتمايل الفصحى ويلقى الشعر ألواحا في أمسية جديدة من أمسيات السحر والشعر. في البداية تمّ عرض النتائج النهائية لتصويت الجمهور عبر الرسائل النصية، فكان التأهل من نصيب الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم الذي حاز على 92%، والشاعر السعودي مفرح الشقيقي الذي حاز على 46%، فيما خرج مودعاً المسرح والبرنامج الشاعر الأردني أسامة غاوجي بعدما حصل على أقل نتيجة وهي 45 %. في الحلقة الاخيرة انطلق 4 شعراء جدد بل 4 نجوم تنافسوا على نيل إعجاب لجنة التحكيم المكونة من د.عبدالملك مرتاض، د.علي بن تميم، د.أحمد خريس الذي حل مكان الدكتور صلاح فضل لأسباب خاصة، وقد اشتعلت المنافسة بين شعراء المشرق والمغرب العربي للظفر ببطاقة التأهل للمرحلة الثانية من اللجنة، عوضاً عن انتظار أسبوع على أعصابهم بانتظار نتيجة التصويت عبر الرسائل النصية. وفرسان الأمسية الرابعة هم "حسن الصميلي من السعودية، سنية مدوري من تونس، مشعل الصارمي من سلطنة عمان، مصعب بيروتية من سوريا". مصعب خطف بطاقة التأهل شهدت الحلقة باكورة من الفقرات الشعرية إضافة إلى التنافس الحاد بين شعراء المرحلة الأولى، والذين حاولوا إبراز الصور المبتكرة والأداء الجيد إضافة إلى النقد الجريء لقصائد الشعراء من جانب أعضاء لجنة التحكيم، في أمسية ثقافية مُفعمة بالشعر والقوافي جاءت لتؤكد من جديد على الغايات النبيلة التي تسعى إليها إمارة أبوظبي في استعادة قيمة ثقافة اللغة العربية من خلال الشعر الفصيح وقامته العملاقة المعبرة عن التراث الحضاري الأصيل في الخليج العربي والدول العربية. وقد استطاع الشاعر السوري مصعب بيروتية خطف بطاقة التأهل من أعضاء لجنة التحكيم بجدارة بمجموع درجات 48% بعد أن حازت قصيدته على إجماع اللجنة فيما سيكون الشعراء الثلاثة حسن الصميلي من السعودية، سنية مدوري من تونس، مشعل الصارمي من سلطنة عمان بانتظار التصويت عبر الرسائل النصية لمعرفة من سينقذه الجمهور ويكمل مسيرته في البرنامج، فاثنان منهم يمتلكان فرصة الانتقال إلى المرحلة التالية من المسابقة حال حصولهم على أعلى نسبة تصويت مُضافة لدرجة التحكيم. فقرة المجاراة كان ضيفا الحلقة في فقرة المجاراة بين الشعر الفصيح والشعر النبطي الشاعرة السعودية المتميزة عيدة الجهني من نجوم شاعر المليون في الموسم الثالث، والشاعر الأردني المتميز محمد تركي حجازي أحد نجوم برنامج أمير الشعراء في موسمه الرابع، حيث كانت بينهما مجاراة ألهبت المسرح وتفاعل معها الجمهور. حيث قدم كل منهما قصيدة جارى فيها زميله فقدمت الجهني قصيدة نبطية في حين رد حجازي عليها بقصيدة من شعر الفصحى، ومن ثم ألقى الشاعر حجازي قصيدة فصحى لتعود الجهني وترد عليه بقصيدة نبطية جديدة، وقد لاقت هذه الفقرة المجاراة بين الشعر النبطي والشعر الفصيح تصفيقاً حاراً وإعجاباً من قبل الجمهور المتواجد. الصميلي وسِفْرِ الأبدْ أول فرسان الأمسية الرابعة الشاعر السعودي حسن الصميلي الذي ينتمي لعائلة فيها الكثير من الشعراء النبطيين، معتبراً أن الشعر الفصيح هو الأساس ويمثل نقلة نوعة في ثقافة الشخص لذا اتجه إلى كتابته، وقد قرأ قصيدة بعنوان « طينٌ من سِفْرِ الأبدْ» جاء فيها: وطنٌ بكُنْهِ الرملِ راوغَ نَبْتَهُ فتلَوَّنَ الأبدُ المبارَكُ تحتَهُ وتقرَّأتني كلُّ ناياتِ الخرائطِ ثَمَّ إيقاعٌ يدوزنُ صمتَهُ وقال الدكتور أحمد خريسا: إن القصيدة غامضة ومبهمة ولم أستطع فهمها، حيث يوجد العديد من الصور الغامضة التي لا يستطيع القارئ فهمها من المرة الأولى وأحياناً بعد عدة قراءات، كما يوجد في النص عدة مفارقات فيها نوع من الإيجابية، موضحاً أنّ الفن يتعامل مع الشيء القبيح بشيء غير قبيح، والشيء الممل بشيء غير ممل. سنية وتراتيلُ العَبَثِ ثاني فرسان الأمسية كانت الشاعرة التونسية سنية مدوري الحاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية وتعمل مديرة لروضة أطفال، وقد قرأت قصيدة بعنوان "تراتيل العبث" جاء فيها: أسائل نفسي تُرى أين يدفع سيزيفُ صخرتَه في غياب السُّفوحِ تراهُ سيَحمِلها فوق عينيهِ كيْ يبصرَ الله أوضحَ من كلِّ شيءٍ وقال الدكتور عبدالملك مرتاض: إنّ اللغة الشعرية في القصيدة عذبة كالطفولة والأحلام والصباح الجميل، مشيراً إلى أنّ النسج الشعري يستقيم طوراً ليعود ويسقط ثانية، ففي هذه القصيدة بعض النثرية الواضحة إلى جانب لغة شعرية طافحة وعذبة في أبيات أخرى، منوهاً بالشاعرة معتبراً إياها مشروع شاعرة قادمة. الصارمي والموت المقطر ثالث فرسان الأمسية الشاعر العماني مشعل الصارمي وهو طالب علاقات عامة وإعلام يكتب الشعر لروح الشعر، قائلاً: إنّ القصيدة التي سيلقيها «موت مقطر» هي قصيدة ذاتية وقد جاء فيها: لاَ حَبْلَ يَعْصِمُهمْ سِوَىْ أَحلاَمِهِمْ جَوْعَى ومُعْتَنِقُوْنَ دِيْنَ الكِسْرَةْ حَرَثَ الشَقَاْءُ وُجُوْهَهَمْ فَاعْشَوْشَبَتْ بِعُيُوْنِهِمْ أُمْنِيَّةٌ مُخْضَرَّةْ واعتبر الدكتور علي بن تميم أنّ العنوان عتبة القصيدة ومن سيقرأ هذا العنوان سيفهم القصيدة بشكل آخر وأحياناً لا يكمل قراءة القصيدة بعد هكذا العنوان، كما أنّ النص لا يظهر الأمل بل يعلي التشاؤم ولا يعلي التفاؤل الذي نحتاجه في أيامنا هذه، موضحاً أنّ على الشاعر أن يربي الأمل ويزرعه ليخرج القارئ من هذا الخراب. مصعب وقماش الذكريات رابع فرسان الأمسية كان الشاعر مصعب بيروتية الذي تأهل بقرار لجنة التحكيم يعمل كمدرس للغة العربية، ونشأ في بيئة ساحلية وفرت له المناخ المناسب لكتابة الشعر، وقد قرأ قصيدة بعنوان "قماش الذكريات" جاء فيها: كأنها درة في البحر تختبئ أغوص في ماء عينيها .. وألتجئ كأنها .. كأس حلم فاض منسكباً وكوب عشق بماء الوجد يمتلئ وقال الدكتور أحمد خريسا إنّ القصيدة ممتازة بكل المعايير ولكن فيها بعض الهنات لكنها بشكل عام قصيدة سلسة ومقروئيتها عالية، كما أنه هناك مسألة أخرى في هذه القصيدة تتلخص في أنّ الشاعر يعيش بذكريات الماضي لافتاً إلى أننا نحتاج في بعض الأحيان لنسيان الماضي. فرسان الحلقة الخامسة أنهى الشعراء مهمتهم ليلة أمس، كما قرأ الفنان باسم ياخور مقدم المسابقة في هذا الموسم أيضاً بعض التغريدات التي قيلت عن الحلقة والمشاركين، وفرسان الأمسية الخامسة والأخيرة من المرحلة الأولى هم "خالد بشير من السودان، عبدالله أبو بكر من الأردن، شاكر الغزي من العراق، محمد عبدالمنعم الحناطي من مصر. من امسيات أمير الشعراء