كانت ليلة استثنائية بكل المقاييس، ففرسان الحلقة الأولى من المرحلة الثالثة من مسابقة «شاعر المليون» كانوا متألقين ومبدعين، أداء وشعراً وحضوراً، وسعوا جميعاً إلى رسم صورة فيها المزيد من البهاء لشعراء النبط، وللشعر النبطي. لم يقدم الفرسان على مسرح شاطئ الراحة ليلة الثلاثاء الماضية معركة شعرية، وإنما استعراضاً جميلاً لقصائد طالما حملت في طياتها صورا واستعارات وتشبيهات بليغة. فعلى الهواء مباشرة استطاع ستة فرسان من كسب ثقة الجمهور، فكان التصفيق حاراً ليس فقط لوقوف الشعراء على خشبة المسرح، إنما لما قدموه من شعر. وما اتضح في الحلقة التي عرضتها قناتا شاعر المليون وأبوظبي- الإمارات أن المنافسة لم تحتل ذهنيات الشعراء، إنما تقديم نصوص مدهشة، مما جعل الحلقة غنية في جميع جوانبها، سيما وأن المفاجآت احتلت مواقع فيها بدءًا من الإعلان عن الشاعرين اللذين تأهلا إلى مرحلة ال 12، حيث أهّل تصويت الجمهور منصور الفهيد وعلي بن نايف الغامدي عن الحلقة الماضية (الأخيرة من المرحلة الثانية) وليخرج من المنافسة كل من: حمود المري وغازي المغيليث وأصيلة المعمري والتي بخروجها يختفي الشعر النسوي من قائمة البرنامج الذي استطاع فتح الباب أمام الشاعرات من مختلف الوطن العربي. أول فرسان ليلة الثلاثاء الماضية أحمد بن هياي المنصوري من الإمارات وألقى نصًا (حدّ الغلا قاطع) وصفه الدكتور غسان الحسن: بأنه جميل ومبني بشكل فني جميل. ثم حل الشاعر الكويتي بدر المحيني وألقى نصًا بعنوان «تعالي معي محبوبتي»، قال عنه سلطان العميمي : إنه يوجد فيه معان حاضرة خلف السطور ومثلما فيه ترميز ذكي، كذلك كشف الشاعر عمّا لا يريد قوله وخصوصاً في جانب المعاناة. ومن السعودية قرأ صقار العوني رائعة أخرى من راوئعه، وتمنى حمد السعيد لو أن العوني قدم نصاً أقل صعوبة من هذا لأنه كان ثقيلاً على المتلقي لكن لا يلغي جماله بكل صوره الشعرية التي تحتاج إلى ذهن رائق لدى السامع. ثم قدم السعودي عبدالله بن مرهب البقمي نصاً وصفه الدكتور غسان بأنه عاطفي مبدياً إعجابه به. وبعده ألقى مشعل الظفيري قصيدته (لي أيام تسهرني)، واشار سلطان العميمي إلى أن وزن هذه القصيدة هو من الأوزان التي تحتاج الاختصار والتكثيف وقد نجح الشاعر في ذلك. أما السعودي نايف بن مسرع الدوسري فألقى نصًا عنونَه ب «عذراً يا خالد» الموجّه لابن عمه، واعتبر حمد السعيد أن بن مسرع شامخ كشموخ نصه الجميل الذي يحمل قضية إنسانية. بعد ذلك جاءت فقرة المجاراة، وكانت قصيدة للشاعر الماجدي بن ظاهر. وقبل الإعلان عن درجات المتسابقين الستة، وعن اسم الشاعر المتأهل، استقبل عارف عمر في استوديو التحليل الدكتورة نادية بوهناد، وديزي مقدمة البرامج البريطانية في القناة الرابعة، التي جاءت إلى أبوظبي لإعداد برنامج عن مسابقة «شاعر المليون»، ومن جهتها لم توجه بوهناد أية ملاحظة عن شعراء الأمسية بل وصفتهم بأنهم كانوا رائعين وقد تألقوا جميعهم. وفي ختام الحلقة أعلن حسين العامري وحصة الفلاسي عن المتأهل بقرار اللجنة فكان أول الواصلين إلى مرحلة الستة الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري الذي حصل على الدرجة 47، وعلى 46% من تصويت الموقع الإلكتروني، في حين منحت اللجنة بقية الشعراء درجات لا تقل كثيراً عن درجة الفائز.