قال أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات في جامعة الحديدة باليمن، الدكتور نبيل الشرجبي، إن قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين خالد بحاح نائباً له واحتفاظه بمنصبه رئيساً للوزراء، يُعد خطوة هامة نحو استعادة الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية، مشيراً إلى أن " بحاح " يلقى قبولا من كافة المكونات السياسية في اليمن، وأثبت جدارة عالية في التعامل مع الأحداث الجارية في اليمن من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية . وأضاف "الشرجبي" في حديثه ل "اليوم" بأن أمام بحاح ثلاث سيناريوهات محتملة، أولها أن يتولى مقاليد الأمور المهمة في اليمن، لافتًا إلى أنه مقبول من قبل كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى ثقة المؤسسات الاقتصادية الدولية بهذا الرجل, والثاني يتمثل في أن "بحاح " له قبول شعبي جارف وأثبت جدارته في فترة قصيرة في الداخل اليمني، وربما يقود عملية سياسية في المستقبل بموافقة الأطراف الإقليمية والدولية وهو أقدر على خوض هذه التجربة باعتبار أن الأجواء متشنجة جداً بين الأطراف الداخلية في اليمن. واسترسل أستاذ العلوم السياسية، وجود بحاح ربما قد يقلل التشنج كثيراً بين الأطراف المتنازعة وهو قادر على ذلك، كما أنه رجل يمتلك تأثيرا قويا في حضرموت، التي ينتمي لها، وربما يكون هذا التعيين لمنع انسلاخ ابتعاد حضرموت كثيراً عن المشهد السياسي اليمني في الفترة القادمة بعد أن تم عقد اتفاق خطير بين قبائل حضرموت ومجموعة القاعدة، اتفق فيها على تسليم المدينة لمجموعة كفاءات وهذه الاتفاقية، ربما قد تقلق حضرموت وموقعها من المشهد اليمني. وأشار "الشرجبي" إن نائب الرئيس خالد بحاح له قبول عند جميع المكونات السياسية في اليمن، وأثبت جدارة ومهنية عالية، ويكفي أنه قبل التحدي في وقت الجميع تهرب ورفض هذه المسئولية، وتمكن من تحقيق بعض النجاحات، ولو كانت الأجواء في اليمن التي عمل فيها بحاح غير استثنائية لحقق الكثير، وهذا جعله محل ثقة وإشادة من الجميع، ومن خصومه قبل أنصاره . وعما تردد من مقتل 15 قيادياً من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في قصف شنه طيران تحالف عاصفة الحزم، الخميس الماضي، استهدف معسكر اللواء 310 في مدينة عمران من بينهم عبد الملك الحوثي، وابن الرئيس المخلوع، قال : هناك تعتيم إعلامي كبير جداً من قبل جماعة الحوثي، وتضييق بشكل واضح على كل وسائل الإعلام، وهو ناتج لتخوفهم من إظهار وكشف الكثير من الحقائق وتعريتهم، مؤكداً بأن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من الضربات لقوات التحالف والضربة التي كانت في عمران قيل أنها استهدفت قيادات سياسية كبيرة سياسية وعسكرية، وتم استهداف هذه المجموعة المجتمعة، ولكن لا أحد يستطيع أو يؤكد أو ينفي القيادات المستهدفة التي كانت في الاجتماع . وعن النتائج التي حققتها قوات التحالف على الأرض في اليمن، قال أستاذ السياسة، "إلى حد كبير جداً عاصفة الحزم حققت نتائج كبيرة، وسيكون بالإمكان هناك نتائج أفضل بإذن الله في الأيام المقبلة، وكذلك لو ما تشكلت قوة ميدانية على الأرض تساند النجاحات الجوية. وكما هو معلوم ان القوة الجوية تحقق نتائج كبيرة في ظل الأسلوب الذي يتبعه صالح والحوثيون في حرب العصابات والشوارع، وإذا استطاعت قوات التحالف إيجاد هذه القوة ستكون النجاحات أكبر وأسرع مما كانت عليه في الفترات السابقة. وعن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب اليمني قال: الأوضاع المعيشية للشعب تزداد سوءا مع ارتفاع وشح المواد الغذائية الأساسية وتضييق الخناق من قبل عصابات الحوثيين، والذين ساهموا في ارتفاع أسعار الوقود إلى أضعاف مضاعفة وبيعها في السوق السوداء من قبل جماعة الحوثي، مطالباً الجهات الإغاثية الدولية وقوات التحالف بهذا الجانب حتى لا تحدث كوارث إنسانية في اليمن نتيجة انعدام السلع الغذائية الأساسية بفعل جرائم الحوثي. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد أصدر مساء أمس الأول، قراراً بتعيين خالد بحاح نائباً لرئيس الجمهورية، والذي كان يشغل منصب رئيس الحكومة اليمنية التي قدمت استقالتها في 22 يناير الماضي، بسبب ما وصفته ب"المعوقات التي تواجهها في تنفيذ عملها" . ويأتي هذا القرار ضمن القرارات التي يصدرها هادي من مكان إقامته في المملكة لإعادة تشكيل الدولة، وبالتزامن مع شن طيران تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة عدة غارات جوية على مواقع عسكرية ومواقع تابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح .