عقول سعودية الأصل والمولد والمنشأ خططت لعاصفة الحزم، ونسور سعوديون تسلقوا الجو بعزم العربي المسلم المتوكل على الله سبحانه وتعالى، رموا أولئك المتمردين وما رموهم ولكن الله رمى، هذا ما أدهش الصديق وأربك العدو وأرهب مَنْ خلفه مما جعله يتنازل عن غروره وينكسر كبرياؤه وهو صاغر مندحر ومن وراءه المُغرِرُون به يذرفون دموع التماسيح ويدفعون أبواقهم كي تنعق وتسيء إلى المملكة وتنبح بكل ما في صدرها ورئتيها من هواء ملوث. حب الوطن غريزة من غرائز الكائنات الحية حتى إنك لتراها جليةً في سلوك الحيوان الأعجم. والوطنية كما قالت المعاجم تعبير أو مفردة تعني حب الشخص لوطنه وإخلاصه مما يؤصل فيه معنى الانتماء إلى الأرض التي عاش عليها والانتماء إلى تقاليدها وعاداتها والتفاني في خدمتها والدفاع عنها.. وهي ليست وليدة العصور المتأخرة هذه بل هي إرث قديم. إذ يصل هذا الإحساس في بعض المخلوقات إلى الموت في سبيل وطنه. فكيف عند أرقى المخلوقات؟ إن الأب والأم عليهما دور كبير في تربية الطفل على حب وطنه كما يحب والديه، والمدرسة عليها دور في ذلك إذ يتعلم الطلاب حب بلادهم ويقدرون أبطالها العظام وتساعده في ذلك ببث الأناشيد الوطنية والشعارات في توحيد المواطنين في حب بلدهم والدفاع عنها بالغالي والنفيس.. أمام أطماع الأعداء والمتربصين بالوطن ومن يحاولون سرقته مادياً ومعنوياً ولا يتم سرقته مادياً إلا إذا سُرق معنوياً أولاً ببث الفرقة ونشر الطائفية وترسيخ وتفعيل مبدأ (فرِّق تسد). إن الحقد الإيراني الأسود انتحر وبجرأة وقحة على الصخرة السعودية كانت ملالي إيران يهرفون بما لا يعرفون إذ راحوا يسبحون في بحور غرورهم ويُحَلِقُون في فضاءات أحلامهم المريضة ونعقوا بالكلام الزور: إنهم سيحتلون مكةالمكرمة والمدينة المنورة وَعَوَتْ وسائل إعلامهم بالويل والثبور لأمة العرب أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكأنهم لم يقرأوا سورة الفيل التي تتكون من خمس آيات فقط هاجوا وماجوا وفاض حقدهم على اللسان العربي والعِرق العربي وكل ما هو عربي ونسوا أو تناسوا أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم عربي أماً وأباً وحبه يستلزم حب العرب ونسوا أو تناسوا أن القرآن عربي وحبه واحترامه واجب ديني.. وعندما أخاطب أولئك الحساد وحاملي الأحقاد في داخلهم لا أنتظر منهم أن ينسلخوا من جلودهم الجرباء بكراهية العرب والإسلام إنما أخاطب اخوتي في الأرض والجنس واللغة والهواء والماء ووو. وأريد ان أهمس في آذانهم بهذه الكلمات التي قالها أمير الشعراء شوقي وهذه كلمات ليست شعرية ولكنها نابعة من شعور متدفق بالوطنية وحب الوطن.. يقول شوقي رحمه الله نثراً لا شعراً: الوطنُ موضعُ الميلاد، ومجمعُ أَوطارِ الفؤاد، ومضجعُ الآباء والأَجداد، الدنيا الصُّغرى، وعتبةُ الدار الأُخرى، الموروث الوارث الزائلُ عن حارثٍ إلى حارث، مؤسِّسٌ لبانٍ، وغارسٌ لجانٍ. وحىٌّ مِنْ فانٍ، دَواليْك حتى يُكسَفَ القَمران، وتَسكنَ الأَرض من دوران. أَول هواءٍ حرَّك الرئتين، وأَول تُراب مسَّ الرَّاحتَيْن، مَجرى الصَّبا وملعبهُ، وعُرسُ الشباب وموكِبهُ، ومرادُ الرزقِ ومَطْلَبُه ... كلمات من الوجدان من وحي العاصفة : عَصْفةَ الحزمِ بأمي وأبي . دافعي عن أرضِ (أصلِ العربِ) عصفةَ الحزمِ وفَخْرَ العربِ . ذَوِّقي الفرسَ (الرصَاصَ العربي) مِنْ رجالٍ أصلُهم من مُضرِ . نَسْلُ قحطانِ (الأصيل العربي) ضيغمٌ حرٌ ، حليمٌ ، صابرٌ . إنه سلمان (حرٌ عربي) أفقدوهُ الحلمَ والصبرَ معاً . فانبرى يفرِي كَ (سيفٍ عربي) عبرَ حزمٍ عاصفٍ لاينثني . هكذا حزمُ (الشجاعِ العربي) أَسمِعيهُم لغةً قُدسَيَّةً . لغةَ الضَادِ : (اللسانُ العربي) لغةً يَبغضُها خامنئي . رغمَ قولِ الفرسِ عنهُ : (عربي) حَطِّمي إيوانَ كِسرَاهمُ على رأسَ مَنْ أعلنَ بُغْضَ (العربي) واعصفي بالفرسِ (ريحاً صرصراً) . أخبريهم مَنْ يكون (العربي)!