تراجع بريق نادي الشباب، شيخ الاندية صاحب التاريخ الضارب في القدم، بصورة مزعجة ومخيفة تدعو الى القلق، وبات حاله لا يسر عشاقه وكل الرياضيين والشارع الرياضي على اختلاف الوانهم، فما يقدمه الفريق من مستوى بات بعيدا عن شباب الامس القريب، الذي كان يتدفق حيوية وعطاء وانجازات، أما شباب اليوم فأصبح بلا طعم، وهو أمر يترك اكثر من علامة استفهام حائرة في نفوس الكثير من المراقبين والفنيين على اسم الشباب، وزاد من الامر قلقا تصاعد الخلافات في البيت الشبابي التي باتت طافحة على السطح في الوسط الإعلامي على غير العادة، حيث عرف البيت الشبابي كالأسرة الواحدة ولم تكن مشاكلهم تطفو على السطح، بل تعالج في اطار الأسرة الواحدة بعيدا عن اعين الرقباء، الأمر الذي زاد من تعقيد الامور بصورة غير مألوفة. وعلى الرغم من الخبرة الطويلة التي يتمتع بها الرئيس الشبابي الامير الخلوق خالد بن سعد، وحرصه على ان يبقى الفريق الشبابي دائما في الواجهة كفريق قيادي بين اندية المملكة، إلا ان الاخفاقات التي حدثت للفريق على الصعيدين المحلي والخارجي اخرجت الجماهير الشبابية عن صمتها، وجعلتها تتناسى كل التضحيات والانجازات التي قدمها الامير خالد بن سعد، وأخذت تجاهر وبالصوت العالي مطالبة إياه بالترجل عن صهوة جواده وترك المقعد الرئاسي في النادي لوجه آخر، لقيادة المسيرة. وأعتقد - وأظنني محق في اعتقادي هذا ويوافقني عليه عدد من عقلاء الشباب - ان ارتفاع اصوات الجماهير في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الشباب ستكون له عواقب قد يدفع الشبابيون أوزارها في المستقبل القريب. وحتى نكون اكثر واقعية، نستطيع ان نقول: ان علة الفريق الشبابي لا تزال مبهمة وغير معروفة حتى الآن، فهناك من يحملها لعدم الاستقرار الاداري، وهنالك من يعزيها لكثرة تغيير المدربين واختلاف المدارس التدريبية، وهناك من يحملها الى اللاعبين الذين تقع على عاتقهم المسئولية الكبرى في هذا التراجع المخيف الذي لحق بالفريق الشبابي، وهنالك من يحملها للاجهزة الادارية المشرفة على الفريق. ومع ايماننا التام بأن كل تلك الاسباب مجتمعة ومكملة لبعضها قد تكون هي اصل الداء في عرين الليث، إلا اننا يجب ان نقول: انه لا احد ينكر الفراغ الكبير الذي تركة الرئيس الشبابي السابق خالد البلطان، الذي كان يمثل الرئة التي يتنفس بها الشبابيون، وأرى ان عودته الى موقعه في قمة الهرم الشبابي قد أصبحت عودة ملحة، كمطلب ضروري للشبابيين، فالكثيرون منهم يَرَوْن فيه المنقذ للشباب من حالة الضياع التي يعيشها في هذا المنعطف الهام من تاريخه. وعودة البلطان بخبرته وطول باعه ودهائه الكروي المعروف، من شأنها ان تعيد للشيخ الشبابي حيويته وعنفوانه وشبابه ليردد الشبابيون وبكل تأكيد ان غياب «أبو الوليد» لم يكن تأثيره على نادي الشباب وحده، بل تعداه لكل الوسط الرياضي السعودي بأكمله. ويأتي هذا من خلال أعماله الجليلة وانجازاته واثارته المثيرة المحببة التي افتقدها كل الرياضيين. وبما ان الليث ودع في هذا الموسم دوري ابطال آسيا من دوره التمهيدي، وأصبح من المستحيل ايضا منافسته في دوري جميل وخرج صفر اليدين من كأس ولي العهد، لم يتبق امامه سوى مسابقة كأس الملك التي قد تكون الورقة الأخيرة لحفظ ماء الوجه في هذا الموسم، وكل تلك التداعيات تعتبر مؤشرا خطيرا يدل دلالة أكيدة على ان شيخ الأندية يسير في نفق مظلم يحتاج فيه الى وقفة صادقة من كل الشبابيين، سعيا الى البحث عن الحلول الناجعة وتلافي كل اوجه القصور والسلبيات التي اعترت مسيرة الفريق، ووضع خارطة طريق للموسم القادم، حتى لا يستمر مسلسل التواضع والانكسار الذي يعيشه النادي في هذا الموسم، ويعود الينا الشيخ الشبابي شبابا قويا يزلزل الارض تحت اقدام منافسيه كفارس لا يشق له غبار.