كما أدت «عاصفة الحزم» إلى إحقاق الحق، بمنع اختطاف اليمن الشقيق من قبل شرذمة باغية باعت نفسها للشيطان للتآمر مع الصفويين في إيران، ما حدا بالقيادة الرشيدة لبلادنا إلى اتخاذ القرار الحكيم لمنع ذلك، بعد طلب حكومة اليمن الشرعية. فإننا بحاجة إلى عاصفة حزم أخرى؛ لنفض الغبار عن بعض الوزارات والهيئات الحكومية التي أصابها الترهل الإداري والتقصير في أداء الواجب، مما ينعكس سلبا على النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا حفظها الله. إن القضاء على الفساد والمحسوبية ومحاسبة كل مقصر في عمله أو متجاوز للأنظمة والتعليمات، أمر تفرضه المصلحة العامة بعيدا عن المجاملات مهما كانت المبررات. من يتابع بعض المشاريع الحكومية، يلاحظ التساهل في تنفيذها كما خطط لها، وقد يكون السبب هو إعطاؤها من الباطن إلى مقاول ذي إمكانيات قليلة لتنفيذها. فيلاحظ ما أن ينتهي المشروع حتى تظهر الكثير من العيوب، مما يتوجب إعادة إصلاحه مرة أخرى، وهذا يجعلنا نتساءل أين الجهات المشرفة؟ وكيف تم استلام المشروع من قبل الهيئة الهندسية والفنية والإدارية؟ لو أن كل مسؤول استشعر مسئوليته وقام بعمله خير قيام، وذلك بالمتابعة اللصيقة؛ لمعرفة المقصر وبالتالي محاسبته، وتشجيع المخلص في أداء عمله من خلال الحوافز النظامية؛ لأمكننا أن ننافس الدول المتقدمة في ذلك. لقد تفشى مفهوم المحسوبية، وأصبح أمرا واضحا في حياة بعض الناس، فقد فقدوا الثقة في الكثير من الأنظمة بأن يحصل صاحب الحق على حقه إلا عن طريق «الواسطة»، كذلك بالواسطة يمكنه أن يحصل على ما لا يستحق. إن مقومات نجاح النهوض بالوطن متوفرة والحمدلله، فوجود الكوادر الوطنية عالية التعليم والتدريب يفتح باب التنافس للمخلصين منهم؛ للمشاركة في نهضة الوطن؛ ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب وبالتالي البقاء للأصلح. لا يوجد على أرض الوطن من هو أهم من الوطن، ولا يستحق أي أحد أن يجامل على حساب الوطن، ولكن يقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، وخلق روح التنافس البناء بين أبناء الوطن. الوطن للجميع ومسؤولية حمايته والمحافظة عليه واجب على الجميع، ولا يعذر من أخطأ في حق وطنه سواء أمنيا أو ماليا أو أتلف الممتلكات العامة، أو أضر بمصالح المواطنين، أو تلاعب بالأنظمة لمصلحته أو المقربين منه. الآمال معقودة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أن يُقضى على هذه الظواهر السلبية، والارتقاء بالنواحي الإيجابية لوطننا الحبيب، مهبط الوحي وقبلة المسلمين وهي جديرة بذلك.