لكل شخص صفات تميزه عن غيره من الأشخاص، وقد يكون هناك تشابه في البعض وكما قيل في المثل يخلق من الشبة أربعين، وليس بالضرورة من يشبهك يكون أخاك أو أحد أقربائك، قد لا تربطك أي صلة به، فالتشابه إما أن يكون في الوجه أو بهيئة الجسم أو بلون البشرة أو بنبرات الصوت.....الخ، ولكن بالرغم من التشابه إلا أنه توجد لك ملامح تميزك عن غيرك كالبصمة لا يتطابق فيها شخصان وهذا من إعجاز الله في خلقه. أطفال متلازمة «داون» أو الأطفال السعداء كما يطلق عليهم ويرجع سبب التسمية للابتسامة الدائمة على محياهم، ولهم خصائص وسمات جسمية متشابهة وملامح خاصة تميزهم عن غيرهم، ومن أهم هذه الملامح ارتخاء العضلات والمفاصل وضعفها وصعوبات في النطق، وأيضاً تسطح الجانب الخلفي للرأس، قصر الرقبة وصغر حجم الأذنين وبروز قليل من الحافة العلوية لهما، قد تكون لديهم عينان تشبهان في شكلهما حب اللوز وتكونان مائلتين نحو الأعلى، ومن ملامحهم أنف عريض ومسطح ويبدو اللسان كبيراً بالنسبة للفم، وهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة ببعض أمراض الفم مثل التهاب اللثة وينتج عنه خروج الأسنان غير منتظمة، ومن يلاحظ راحة اليد يجد خطا عرضيا وقصر الأصابع، هذا ما يتشابه فيه جميع أطفال متلازمة داون. ومن الأخطاء التي عُرفت عنهم أنهم لا يعيشون لفترة طويلة؛ بسبب التشوهات المصاحبة منذ الولادة في القلب والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتتفاوت من طفل لآخر، وليس من الضرورة أن يعاني كل الأطفال من هذه المشاكل، لكن الواقع عكس ذلك، فمنهم من تجاوز عمره الثمانين وهم يتمتعون بصحة جيدة. وكما أنهم اجتماعيون ويحبون اللعب ويتفاعلون مع أفراد المجتمع، إلا أنهم لم يجدوا إلى الآن من يسخر هذه الطاقات والقدرات بالشكل المطلوب؛ بسبب النظرة القاصرة والاكتفاء بأنهم من ذوي الإعاقة لا يستطيعون العمل، وكما أن الإصرار على التعليم الأكاديمي الذي لا يلبي احتياجهم فهم يحتاجون إلى تدريب أكثر من تعليم؛ بسبب ضعف قدراتهم العقلية على الاستيعاب واكتساب المعلومات والاحتفاظ بها لفترة طويلة، فعاشوا بين «كماشتين» لا تعليم يناسب أذهانهم ولا تدريب يساعدهم على اختيار وظيفة تناسب قدراتهم. ولتدارك هذه المشكلة، يجب الانتقال من التعليم النظري إلى التعليم المهني واكتساب الخبرات عن طريق التدريب، واكتشاف الميول وتنميتها مع مراعاة توفير بيئة آمنة في العمل، فهم حينما يجدون الفرصة ستجدهم ينافسون غير المعاقين عليها.