قال أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات في جامعة الحديدة باليمن، الدكتور نبيل الشرجبي: إن العاصمة صنعاء شبه مهجورة، والأهالي متخوفون بسبب تهديدات الحوثيين، حيث يبدو عدد السيارات قليلا في الشوارع؛ بسبب انعدام المشتقات النفطية. وأبدى تخوفه من تدخل الوساطات الدولية على الخط حتى لا يعود الوضع إلى ما كان عليه، ويبقى الواقع كما هو على الأرض وتظل الجماعة الإرهابية الحوثية محتفظة بسلاحها وبنفس سلوكياتها السابقة. إن الأوضاع الاقتصادية في غاية السوء في المدن والمحافظات اليمنية بعد انقطاع المشتقات البترولية، وقلة السلع الاساسية وارتفاع اسعارها لأرقام خيالية، بعد أن بدأت السلع الضرورية والأساسية بالنفاد. وأكد الشرجبي في اتصال هاتفي مع "اليوم" أن المعلومات العسكرية التي يحققها التحالف ضد الجماعة الحوثية وقوات المخلوع صالح غائبة عن الشعب اليمني. مشيراً إلى أن هناك تضييقا اعلاميا كبيرا على اليمنيين لإبداء الرأي في القنوات الفضائية، لافتاً الى انه لم يتحدث لأي وسيلة إعلامية منذ اسبوعين خوفاً على حياته من الحوثيين وحزب المؤتمر لتهديهم للجميع بالحبس والتعذيب والقتل. وأضاف أستاذ العلوم السياسية: إن المعارضين للحوثيين وقوات المخلوع صالح معرضون لعملية ايذاء جسدي ومادي ومعنوي، ولكنه معرض في كل الاحوال الى فقدان الحياة وخاصة هذه الأيام، بعد أن مُكنوا من أجهزة الأمن والجيش والشرطة والتحرك كيفما يشاؤون. وطلب "الشرجبي" من قوات التحالف أن تُعيد اختيار المواقع التي يمكن أن تضربها في الفترة المقبلة، وأن تكون مواقع ذات حساسية وقيمة كبيرة للطرف الآخر تجبره تماما على التراجع، والتركيز على الضرب المبرمج على منطقة صعدة، والتي ربما تكون من الحلول القوية مع تدخل بري وخطة جاهزة للتدخل، مؤكداً انه في حال سقطت صعدة ستنتهي الحرب تماما في اليمن. واسترسل هذا إضافة إلى إنزال بعض المدربين في عدن للتواصل مع المقاومة لعملية تدريبهم بشكل سريع جدا على عمليات الاقتحام والكر والفر والهجوم على الآخر، والتنسيق لنزول السلاح بشكل واضح مع الأطراف الموجود على الأرض، بحيث يتم الاستفادة القصوى من السلاح حتى فيما لو قدر للطرف الآخر الانتصار، فلا يتمكن من الحصول على الاسلحة الذي تم انزالها للجان الشعبية في محافظة عدن. وعن اللجان الشعبية ودورها خصوصاً في عدن، قال: "يجب أن يدرك الجميع أن اللجان وخاصة أبناء مدينة عدن لا يمتلكون أي نصيب من التدريب وجميعهم افراد عاديون، ولو أن مجموعات اللجان الشعبية لديها تدريب بنسبة 5 بالمائة مما يمتلكه الطرف الآخر لتغيرت المعادلة بشكل كبير، والأسلحة التي تصلهم ربما يكونون غير قادرين على استخدامها ويفتقدون إلى التنظيم والقيادة، وهي مهمة لترتيب العمليات والانتقال من شارع إلى آخر والتوزيع والاقتحام، وكلها أمور يفتقدونها، وهذا ما يتسلح به الطرف الآخر من تدريب على مستوى كبير من الحرفية واستغلال الاوضاع والمناخ السائد في ظل غياب القيادة والتدريب". وأشار "الشرجبي" إلى أن منطقة عدن في أمس الحاجة الى الجانب الاغاثي، خاصة وأن هناك حرب شوارع وتعمدا وحقدا ونوعا من التشفي من الحوثيين على أبناء عدن، ويتم الاستهداف بشكل عشوائي للمواطنين في المدارس وفي الشوارع والمستشفيات وفي كل مكان، لافتاً الى انه بعد انقشاع الحرب ستتكشف مدى الكارثة الانسانية التي خلفها الحوثيون وقوات صالح في مدينة عدن، وتعيش عدن الآن اوضاعا مأساوية، وخاصة ان الدخول والخروج صعب. معتبراً عدن منطقة منكوبة. حوثيون يختبئون هربا من مواجهات ضدهم مقاتلون حوثيون يرهبون الناس في الشوارع والأماكن العامة