بات فريق الشباب الأول لكرة القدم مهدداً بالانهيار والابتعاد عن منصات التتويج حتى إشعار آخر، في ظل الأزمة الفنية والإدارية الطاحنة التي يعاني منها، وانعكست سلباً على مستوياته ونتائجه التي لم تلبّ الطموحات، ولم تشبع غرور جماهيره التي كانت تتوقع قبل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي، أن يكون فريقها منافساً شرساً على كافة البطولات المحلية والقارية، خصوصا بعد فوزه ببطولة السوبر على حساب النصر، ولكنها بعد بدء المنافسات وتوالي المباريات، ومع مرور الوقت أيقنت أن فريقها لن يحقق ما تصبو إليه ، فعندما تكون المدخلات خاطئة، فإن المخرجات حتما ستكون خاطئة، سيما وأن الإدارة برئاسة الأمير خالد بن سعد لم توفق في الكثير من القرارات التي ساهمت في الوضع الراهن الذي يعاني منه الفريق . فالفريق الشبابي لم يعرف طريقا للاستقرار الفني حتى الآن، حيث أشرف عليه أربعة مدربين ينتمون لثلاث مدارس كروية، في ظاهرة تكاد تكون غير مسبوقة على الأقل في السنوات الأخيرة، ففي بداية الموسم تم التعاقد مع المدرب البرتغالي خوان مورايس، ورغم أنه حقق مع الفريق بطولة السوبر بفضل ركلات الترجيح وقاده في ست مباريات دورية وواحدة في كأس ولي العهد لم يخسر خلالها أي مباراة بعد الفوز في ست منها، والتعادل في واحدة إلا أن إدارة النادي قررت إقالته مع نهاية الجولة السادسة، وتعاقدت مع المدرب الألماني رينارد ستامب الذي أشرف على الفريق في سبع مباريات دورية وواحدة في كأس ولي العهد، فاز خلالها في ثلاث وتعادل في اثنتين وخسر ثلاث مباريات ليلحق بمن سبقه، حيث تم الاستغناء عن خدماته بعد الجولة الثالثة عشرة، وإسناد المهمة للمدرب البرتغالي جايمي باتشيكو الذي فشل فشلا ذريعا بعد النتائج الهزيلة التي حققها الفريق تحت قيادته الفنية، فهو لم يحقق في سبع مباريات دورية وثلاث مواجهات آسيوية ولقاء وحيد في كأس الملك سوى فوزين مقابل أربعة تعادلات وخمس هزائم، ليتم الاستغناء عنه بعد نهاية الجولة العشرين ويتم تكليف مدرب الفئات السنية المصري عادل عبدالرحمن الذي قاد الفريق في مباراتيه كسب الأولى في الدوري أمام الفيصلي وخسر الثانية في دوري أبطال آسيا أمام نفط طهران الإيراني . أما على صعيد اللاعبين، فقد استغنى الفريق عن أحد عشر لاعبا، حيث انتقل خلال فترة الانتقالات الصيفية إبراهيم زايد للفيصلي، وحسين شيعان للنصر، ومهند عسيري للأهلي، وتميم الدوسري للشعلة، وفهد حمد للتعاون، ووليد عبدربه للعروبة، كما تمت إعارة هادي يحيى للرائد وصالح القميزي للاتحاد وعبدالرحمن البركة للرائد قبل أن يلحق بهم خلال فترة الانتقالات الشتوية عبدالله الدوسري الذي انتقل للفتح وعبدالله شهيل وعيسى المحياني اللذين انتقلا للاتحاد، وفي مقابل ذلك تم الاكتفاء بعودة قائد الفريق السابق عبده عطيف قادما من النصر، مطلع الموسم، وضم لاعب الشعلة عبدالرحمن الخيبري خلال فترة الانتقالات الشتوية . 7 أجانب في موسم واحد .. وعلى مستوى اللاعبين الأجانب، فقد أصبح الفريق حقل تجارب نتيجة سوء الاختيارات، فبعد أن تم الاحتفاظ باللاعب البرازيلي رافينها، وتم التعاقد مع الثلاثي المدافع الأردني طارق خطاب، والمهاجم البرازيلي روجيريو كونتينيو، والمهاجم السنغالي مباي دياني، وهذا الأخير تم إلغاء عقده بعد مباراتين دورية فقط وقبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية وتم جلب المهاجم الكوري بارك تشو يونغ. وفي فترة الانتقالات الشتوية رفض البرازيلي روجيريو الاستمرار مع الفريق لأسباب مالية وعائلية وعاد لفريقه الكويت الكويتي في حين تم إلغاء عقد الكوري بارك تشو لعدم الاقتناع بمستواه الفني، وتم التعاقد مع الثنائي الغاني المهاجم جون أنطوي والمدافع محمد أوال . الابتعاد عن البطولات .. ونتيجة التخبط الإداري، وتعاقب المدربين وعدم جلب أجانب قادرين على صناعة الفارق، وتسريح اللاعبين المحليين الذين يملك بعضهم القدرة على خدمة الفريق، وتقديم الإضافة الفنية المطلوبة، ودع الفريق وبصورة مفاجئة كأس ولي العهد التي لم يحققها منذ 16 عاما وتحديدا منذ عام 98/1999، وجاء خروجه من الدور ثمن النهائي على يد الخليج الذي نجح في الفوز 2/1 محققا مفاجأة من العيار الثقيل، عطفا على إمكاناته الفنية والمالية المحدودة، وهاهو الآن يفقد رسميا فرصة المنافسة على لقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، حيث تقهقر للمركز الخامس برصيد 35 نقطة وبفارق 16 نقطة عن المتصدر بعد أن كان منافسا على الصدارة التي تربع عليها خلال الجولتين الثالثة والثامنة. أما في بطولة دوري أبطال آسيا، فهو في طريقه للخروج المبكر، حيث يقبع في المركز الأخير بنقطتين حصدها من أربع مباريات لم يعرف خلالها طريق الفوز بعد تعادله في اثنتين، وخسارته في مثلها وباتت حظوظه في خطف إحدى بطاقتي التأهل شبه مستحيلة، وبالتالي لم يتبق سوى المسابقة الأغلى وهي مسابقة كأس الملك التي مازال يحمل لقبها ويأمل أن يحققها لحفظ ما الوجه .