تواترت أنباء عن اختفاء الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وفراره إلى خارج اليمن بالتزامن مع انسحابات مفاجئة لقوات صالح الموالية له في عدد من المدن فيما بدأ الحوثي يستعين بالسجناء لاستمرار القتال بعد تقهقره أمام ضربات «عاصفة الحزم» والاشتباكات المستمرة مع اللجان الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي. الاستنجاد بالسجناء وبعد أن وجدت جماعة الحوثي المسلحة أن قوتها البشرية في تقهقر مستمر بعد المعارك الضارية التي تخوضها في المحافظات الجنوبية وخسارتها للمئات من مقاتليها في تلك المعارك استعانت الجماعة بالسجناء للقتال في صفوفها. فأطلقت جماعة الحوثي المسلحة صباح أمس السبت المئات من سجناء السجن المركزي بمحافظة الضالع الجنوبية بينهم مدانون بقضايا قتل وأخذت العشرات منهم الى مناطق جنوبية. وهي المرة الثانية التي تستعين جماعة الحوثي بسجناء للقتال في صفوفها وكانت اطلقت الجماعة سجناء في سجن محافظتي «حجة وصعدة» والدفع بهم الى جبهات القتال في المناطق الوسطى والجنوبية. ووفق مصادر اعلامية موالية لقوى الحراك الجنوبي: ان السجن المركزي بالضالع والواقع في مدينة سناح، كان يقبع فيه اكثر من الف سجين بينهم نحو 200 سجين بتهمة القتل. ونقل شاهد عيان لمراسل «اليوم» ان قوات من الجيش موالية لجماعة الحوثي اقتحمت السجن المركزي بسناح واطلقت سراح السجناء ونقلت البعض منهم عبر سيارات تتبع الحوثي الى مناطق جنوبية بعد تسليحهم. وأشار الشاهد ان الحوثي أعطى خيارات للسجناء خاصة منهم مدانون بقضايا قتل وينتظرون تنفيذ الاعدام اما القتال معهم، او العودة الى مناطقهم والموت «ثأراً» على يد غرامائهم. القبليون يتقدمون وقالت مصادر في الجيش أمس السبت: إن مقاتلين قبليين في محافظة حضرموت بشرق اليمن سيطروا على قاعدتين تابعتين للجيش بعد يوم من انسحاب الجنود من مواقعهم وهم يعتزمون استعادة السيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة من مقاتلين يشتبه أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة.وأضافت المصادر إن حلفًا قبليًا سيطر على قاعدتي الشحر والريان اللتين تقعان على ساحل بحر العرب إلى الشمال الشرقي من المكلا بعد انسحاب الجيش منهما أمس الجمعة.ولم يتضح على الفور سبب انسحاب الجنود من القاعدتين ولا لماذا انسحبوا من المكلا بعدما أظهروا مقاومة ضعيفة نسبيًا لكن انسحابهم سلط الضوء على انهيار أي سلطة مركزية باليمن. مقتل مسعفين قالت جمعية الهلال الأحمر اليمني أول أمس الجمعة: إن شقيقين يعملان في الفرع المحلي للجنة الدولية للصليب الأحمر قتلا بالرصاص في عدن بينما كانا يجليان الجرحى. وقالت اللجنة في بيان: إن الشقيقين اللذين حددت اللجنة هويتهما على أنهما منسق إدارة الكوارث خالد أحمد باحزيم ومتطوع الإغاثة محمد أحمد باحزيم كانا يرتديان شارة الهلال الأحمر التي كان ينبغي أن تكفل لهما الحماية. وتأتي وفاة الرجلين في أعقاب مقتل عامل يمنى آخر متطوع في الهلال الأحمر اليمني في محافظة الضالع منذ ثلاثة أيام.وقال روبرت مارديني رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الشرقين الأدنى والأوسط: «في اليمن، نرى أن متطوعي الهلال الأحمر يقتلون عمدًا وهم يسعون جاهدين لإنقاذ الآخرين. هذا اتجاه مقلق للغاية وخسارة مأساوية». 185 قتيلًا في عدن من جهة ثانية، أفاد مصدر طبي يمني بمحافظة عدن بمقتل 185 شخصًا وإصابة 1282 آخرين منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية المسنودة باللجان الشعبية في المحافظة الواقعة جنوبي اليمن. وقال المصدر: إن هذه الحصيلة هي منذ بداية اندلاع الاشتباكات المسلحة في المحافظة حتى أمس، موضحا أن الأعداد في تزايد مستمر نتيجة لاستمرار الاشتباكات المسلحة. وأشار المصدر إلى أن هذه الإحصائية تضم المدنيين والأطراف المتقاتلة، وهناك أعداد كثيرة لقتلى وجرحى للحوثيين لم تصل إلى المستشفيات حيث يتم نقلها إلى جهات تابعة لهم. وناشد المصدر المنظمات الدولية تقديم المساعدات الطبية؛ لأن هناك نقصًا كبيرًا في المستلزمات والكوادر الطبية مع تكدس المستشفيات بالجرحى. من جانب آخر قالت مصادر محلية: إن الاشتباكات المسلحة تجددت أمس في محيط جبل حديد، حيث وصلت بعض القذائف إلى الأحياء السكنية. وتجددت الاشتباكات في منطقة المعلا في الوقت الذي لا تزال فيه بعض القوات التابعة للحوثيين منتشرة في الخط الساحلي، هذا إلى جانب تواجد خلايا نائمة تابعة لهم في منطقة دار سعد وخور مكسر.