قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في حوار عن المنطلقات الشرعية حول «عاصفة الحزم»، إن الأمة تحتاج دائماً إلى ربط الناس بالمنطلقات الشرعية، والأسس التي من خلالها يبنى عليها أي عمل. وأضاف، خلال لقاء تلفزيوني على القناة الأولى، أن المملكة لها حصانتها واستقرارها وأمنها، ولا يمكن أن يتسامح بأي لون من ألوان التسامح لمن أراد خرق أمن بلاد الحرمين الشريفين، وأمن الحرمين الشريفين، وأمن حدودهما وثغورهما، متابعاً: «العزم قبل الحزم، اعزم واحزم، وإذا استبان لك الصواب فتمم, وهذا ما حصل من موقف خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله». وأكد أن من المواقف العظيمة، نصرة إخواننا وأشقائنا في اليمن من خلال "عاصفة الحزم", هذه المواقف التاريخية التي هي قرارات حكيمة وشجاعة وموفقة من ولاة أمرنا – حفظهم الله. وساق "السديس" أدلة من القرآن والسنة النبوية، ومن مقاصد الشريعة الغراء، قائلاً، إن الله – تعالى – قال: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»، الحج آية 39, وقوله تعالى: «إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، الحجرات آية 10, وقوله – صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد الواحد إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى»، وحديث: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، موضحاً أن هذه مجموعة من النصوص من خلال تفصيل المنطلقات. وتابع: أن هذه الشريعة جاءت لتحقيق المصالح، ودرء المفاسد، و«عاصفة الحزم» جاءت لدرء المفاسد، مضيفاً: «كم هي الشرور والأخطار والأضرار التي ستنتج، وتحصل لبلاد الحرمين الشريفين، ولليمن الشقيق، وللمنطقة العربية والإقليمية، وحتى للعالم في زعزعة الأمن والاستقرار الدوليين، لو لم تقف المملكة هذه المواقف الشجاعة». وقال: إن الشريعة جاءت لحفظ الدين والعقل والنفس والعرض والمال، وكلها متحققة من خلال هذه المواقف، وهذه الحقيقة العاصفة التي هي "عاصفة الحزم" المبنية على أسس شرعية، وركائز ومنطلقات أمنية في تحقيق المصالح العليا للمملكة ولليمن الشقيق. ودعا إلى وحدة الصف، قائلاً: «في هذه المواقف يجب أن نكون يداً واحدة مع ولاة أمرنا، ومع علمائنا، ومع الإجماع، ونفوت الفرصة على العدو المتربص، يجب أن تجتمع كلمتنا وتتوحد صفوفنا وإخواننا في اليمن الحقيقة على سبيل الخصوص برسالة محبة لها». وقال: «نود من أرض الحرمين الشريفين أن يضعوا أيديهم في أيدي الشرعية، ويحذروا من كل من يريد أن يصطاد في الماء العكر، أو يشوهوا الصورة؛ لأن هذه المواقف الحازمة التاريخية ستقطع الطريق أمام أعداء هذا الدين، وأعداء اليمن وأعداء المملكة، وأعداء الخليج، وليس لهم من طريق وهو الطريق الأضعف إلا بث الشائعات المغرضة والأكاذيب, لهذا نحن يجب أن نحذر من الافتراءات والشائعات قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» الحجرات آية 6». وطالب: «يجب أن يردع الظالم، ويوقف عند حده، وأن تكون مواقف الحزم هذه ومبادرات القوة والشجاعة مستمرة حتى يرتدع الظالم، وينصر المظلوم، ويتحقق للجميع الأمن».