قال ناشطون إن النظام السوري قصف مدينة إدلب شمال البلاد ببراميل متفجرة محملة بغاز الكلور بعد يوم من سيطرة المعارضة عليها، وأصيب عدد من الأشخاص وسُجلت حالات اختناق في صفوف المدنيين، كما قصفها بالطيران الحربي، بينما توعدت فصائل المعارضة، التي بسطت سيطرتها على إدلب، نظام الرئيس بشار الأسد برد عنيف، في حين تراجع مقاتلو المعارضة عن مناطق قرب بلدة الزبداني ونجحوا في تكبيد حزب الله اللبناني خسائر شمالي دمشق، وأقر المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات المانحة غير الحكومية والمنعقد في الكويت امس مبلغ 506 ملايين دولار لدعم الوضع الانساني في سوريا منها نحو 90 مليونا مقدمة من جمعيات وشخصيات خيرية كويتية، رفض الرئيس السوري بشار الأسد مجددا الاستقالة من مهام منصبه، وقال الأسد في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» بمحطة «سي بي إس» الأمريكية التليفزيونية إنه سيتنحى إذا فقد تأييد الشعب له. غارات سامة وأكد اتحاد تنسيقيات الثورة أن النظام قصف مدينة إدلب ببراميل متفجرة محملة بغاز الكلور السام، تزامنا مع بدء حركة نزوح كبيرة تحسبا لانتقام النظام بعد سقوط المدينة بيد المعارضة المسلحة وبعد أن بدأت تتعرض لقصف كثيف من قبل قوات النظام. وهددت حركة أحرار الشام الإسلامية بالرد على قوات النظام إن هي أقدمت على قصف المدنيين في مدينة إدلب، في حين أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن مقاتلي المعارضة واصلوا معاركهم في المحافظة للسيطرة على ما تبقى منها وتمكنوا من انتزاع 6 نقاط عسكرية وقتل العشرات من عناصر النظام. وهنأ هاشم الشيخ، القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية مقاتلي الحركة بالنصر الذي تحقق في إدلب، وهدد النظام بقصف من سماهم «المرتزقة الإيرانيين» في حال قامت قواته بقصف المدينة «المحررة». وقال هاشم الشيخ في بيانه «نوجّه رسالة إلى العدو الفاجر أن أي قصف جبان يستهدف أهلنا المدنيين في إدلب سيكون ردنا مماثلا على بلدتي الفوعة وكفريا بمن فيها من مرتزقة إيران، وسترون منا ما يسوؤكم بحول الله». معارك وقصف وفي العاصمة دمشق اندلعت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي جوبر، وترافق ذلك مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام، بينما دمر مقاتلو المعارضة عربة عسكرية، وفقا للهيئة العامة للثورة. وأكد ناشطون تراجع المعارضة عن مناطق قرب بلدة الزبداني بريف دمشق لتسيطر عليها قوات النظام وحزب الله اللبناني بعد مقتل العشرات من عناصر هذه القوات. وأضاف الناشطون بأن قوات النظام قصفت بلدة خان الشيح بريف دمشق. وفي منطقة القلمون شمالي دمشق، اندلعت عدة معارك بين الثوار وحزب الله، وقالت الهيئة السورية للإعلام إنها أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من حزب الله وتدمير دبابة. وأضافت الهيئة إن محافظة درعا شهدت معارك على أطراف حي المنشية وفي محيط بلدة عتمان، بينما قصفت مدفعية النظام مدينة الحراك وأحياء درعا البلد وبلدة بصر الحرير. وذكر ناشطون أن مقاتلي المعارضة منعوا قوات النظام من التقدم إلى مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي وقتلوا 3 عناصر منهم، وقصفوا معسكرات النظام في قرية الحماميات. لوحات مركبات من جهته، استحدث تنظيم داعش لوحات جديدة خاصة به للسيارات والدراجات النارية في الرقة شمال شرقي سوريا، وألزم أصحابها الحصول على لوحات جديدة وشهادات لقيادتها ضمن أماكن سيطرته بعد تقديم الأوراق المطلوبة ودفع الرسوم وإجراء الفحوصات التي حددها. وقال الناشط الإعلامي فارس العبد الله «بعد الخسارة المالية الكبيرة للتنظيم جراء قصف قوات التحالف مصادر النفط والغاز التي يسيطر عليها في محافظتي دير الزور والرقة بدأ يأمر أصحاب السيارات والدراجات النارية في الرقة وريفها بضرورة حصولهم على لوحات لآلياتهم صادرة عن دائرة المرور التابعة له في الرقة، إلى جانب حصولهم على شهادات سواقة تخولهم من قيادة آلياتهم ضمن أماكن سيطرة التنظيم». ظروف ترك السلطة الى ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة تلفزيون أمريكية إن تنظيم داعش الذي استولى على مساحات من الأراضي في سورياوالعراق يكسب مجندين منذ بداية الغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد هذا التنظيم المتشدد. وسئل الأسد عن الظروف التي سيترك في ظلها السلطة فقال «عندما لا أحظى بتأييد الشعب. عندما لا أمثل المصالح والقيم السورية». وفي رد على سؤال بشأن كيف يحدد حجم التأييد الذي يتمتع به بين السوريين فقال «لا أحدد، أحس، أشعر، إنني على اتصال بهم». وسئل عن حجم الاستفادة التي كسبها من هذه الغارات في سوريا والتي بدأت في سبتمبر الماضي قال الأسد لبرنامج «60 دقيقة» في محطة سي بي إس «أحيانا قد تحقق استفادة محلية ولكن بوجه عام إذا كنت تتحدث فيما يتعلق بتنظيم داعش فقد توسع التنظيم بشكل فعلي منذ بدء الضربات». وقال الأسد في المقابلة التي بثت الأحد إن هناك بعض التقديرات التي تقول إن التنظيم يجتذب ألف مجند شهريا في سوريا. وقال: «وفي العراق فإنه يتوسع وفي ليبيا وأعلنت تنظيمات كثيرة أخرى مرتبطة بالقاعدة مبايعتها لتنظيم داعش. ومن ثم فهذا هو الموقف». مؤتمر الكويت وفي الكويت، أقر المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات المانحة غير الحكومية امس مبلغ 506 ملايين دولار لدعم الوضع الانساني في سوريا منها نحو 90 مليونا مقدمة من جمعيات وشخصيات خيرية كويتية. وأعلنت 13 جمعية وشخصية كويتية تعهداتها، امام المؤتمر الذي اختتم أعماله، اليوم، ومن ابرزها الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وجمعية احياء التراث وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية وبيت الزكاة ووزارة الاوقاف واتحاد المصارف الكويتية. وبلغت قيمة التعهدات الخليجية والاسلامية والدولية في المؤتمر نحو 05ر418 مليون دولار لدعم الشعب السوري وتلبية احتياجاته الانسانية المتزايدة في الفترة المقبلة.