منذ عام ونيف تناولت موضوع جماعة "الحوثيين" في مقال كان عنوانه "الحوثيون من كوكب آخر"، وذكرت فيه أن جماعة الحوثي لا ترغب في الحوار الوطني أو الوصول الى حالة استقرار سياسي واجتماعي تمضي بالدولة الى غاياتها وتحقيق برامجها ومشروعاتها التي تهم المواطنين. وبينت أن الاسباب تكمن في أن طرفاً يرفع السلاح ويقاتل في وقت يجري فيه حوار وطني يجمع جميع المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية.. أعني "جماعة الحوثي" لا يطمئن، وذكرت أن هذه الجماعة لا تعترف بالوطن أو قياداته، وأنها طرف شاذ في المعادلة الوطنية، ولا علاقة لها بما يجري على الأرض، وعليها أن تتحمل التبعات والنتائج. وذكرت أنه مع استمرار الجماعة على منهجها الحالي فإنها بالتأكيد ستتحوّل الى جماعة إرهابية لا تختلف عن أي جماعة من الجماعات المتطرفة التي تنتبذ مكانا قصيا في الجبال والكهوف لتنهب وتقتل وتغدر بالمواطنين، وذلك يترتب عليه ضرر بالغ بالفكرة الأمنية لسلامة الدولة، بل وسلامة المنطقة بأسرها. ودعوت الى تسوية واضحة وصريحة مع الحوثيين تعود بنا إلى فكرة «إما معي أو ضدي» ؛ لأن بقاء الحوثي حراً طليقاً سيهدد الأمن القومي للخليج، وسيجعله مستباحا لإيران التي تحرك الحوثيين كما تشاء ومتى تشاء لصالح مشروعاتها الصفوية، ومع الأسف فات على الاخوة في اليمن أن الحوثيين ليسوا سوى أداة لطهران. اليوم، وبعد عام تقريباً على ندائي بصفحات هذه الجريدة، الذي كان تحديداً بتاريخ 24 / 3 / 2014 م، حصل ما كنت أخشاه، وتم استيلاء جماعة الحوثي على قصر الرئاسة بصنعاء، وبعدها بفترة وجيزة استنجد الرئيس اليمني منصور هادي بدول مجلس التعاون الخليجي، لأن المتمرد الحوثي ينزع الى الشر وتهديد سلامة اليمن والمنطقة، ويستهدف الأبرياء الى ما لا نهاية. وأصبحت جماعته المسماة "جماعة أنصار الله" تمارس دوراً غير مسئول، مماثلاً لدور حزب الله في لبنان، الذي عمل ويعمل بجد لجعل لبنان دولة دون رئيس. حسب المعايير والمقاييس الأمنية فإن الحوثي وجماعته يمارسون أسوأ أنواع الإرهاب باسم الحقوق الإنسانية والاجتماعية والعقدية، ويهددون أمن وسلامة اليمن والمنطقة. وحسناً فعل الرئيس هادي بالاستغاثة بنا، وأيد المجتمع الدولي هذه الاستغاثة، وهبت دول مجلس التعاون بقيادة المملكة لتحجيم هذه الجماعة المتمردة ووضع الأمور في نصابها، وأطلقت قيادتنا في المملكة "عاصفة الحزم" التي بها ستنقذ اليمن من براثن الشر بإذن الله. * مدير مركز "اسكب" للاستشارات الأمنية