يبحث مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته ال22 التي افتتحت في الكويت مؤخرًا موضوعات فقهية هامة منها جهاد الطلب وجهاد الدفع وجريمة تكفير المسلمين بين الشورى والديمقراطية في النظر الإسلامي وحقوق وواجبات المواطنين غير المسلمين في الدول الإسلامية والمرأة والولايات العامة وحقوق المعاقين في الفقه الإسلامي. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن المؤتمر الذي استمر أربعة أيام شارك فيه نحو 150 شخصية إسلامية من العلماء والفقهاء والمتخصصين في مجال الفقه الإسلامي يمثلون 148 دولة عربية وإسلامية. وأكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع في كلمته بالمؤتمر أهمية دور الشريعة الإسلامية في إيجاد الحلول للمشكلات التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة ودور الفقه الإسلامي بمرونته وسعته في بيان أحكام المسائل المستحدثة والنوازل المستجدة وتقديم الأجوبة الشافية لها. وأوضح أن المؤتمر سيبحث العديد من الموضوعات المهمة التي تحتاج الأمة لمعرفة حكم الشرع فيها ورأي فقهاء الشريعة وعلماء الدين حيالها والتي لا ينبغي الانفراد برأي حولها، بل تحتاج لمجمع فقهي يجمع علماء من مختلف دول العالم الإسلامي لما تحمله من أهمية كبرى. وبيّن الصانع أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي يمثل المرجعية الشرعية للعالم الإسلامي في هذا المجال في الوقت الحاضر من أهم المؤسسات الفقهية التي تحملت هذه الأمانة وقامت بهذا الدور في هذا الوقت وذلك من خلال متابعته للمسائل المستجدة والمشكلات المعاصرة وإيجاد الآليات لمعالجتها وتقديم الحلول المناسبة لها. من جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أحمد البسيط: إن هذا الاجتماع الذي ينظمه مجمع الفقه الإسلامي الدولي يعتبر وفق ما قررته مؤتمرات القمة الإسلامية المرجعية الفقهية للأمة. وذكر أن المؤتمر يحمل مسؤوليات كبرى في مواجهة ما تتعرض له الأمة من تحديات ومشكلات في ظل مشاركة علماء الدين في فعالياته من أجل بيان أحكام الشريعة للناس للوصول إلى مجتمع إسلامي متمسك بعقيدته. وأشار إلى تعرض القدس الشريف لهجمة شرسة من الكيان الصهيوني تهدف إلى طمس معالمها وإفقادها الهوية العربية الإسلامية، داعيًا إلى زيارة القدس والمسجد الأقصى للتعرف على المدينة المقدسة والتواصل مع أهلها للتأكيد على أحقية المسلمين الدائمة بهذا المكان المقدس. وبدوره أوضح رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المستشار بالديوان الملكي السعودي الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن المؤتمر يناقش قضايا مهمة مطروحة تتنوع ما بين قضايا السياسة الشرعية والأنظمة الحقوقية والأطعمة والمشروبات الغذائية والدوائية لتبيان حدود الشرع فيها للناس حتى يتمكنوا من فهم حدود أحكامها، مبينًا أن هذا الأمر يتحقق بالخروج بقرارات من اجتهادات المشاركين من أهل العلم. ومن جهته قال أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد بابكر: إن مجمع الفقه الإسلامي هو المرجعية الفقهية للمسلمين في أقطار الأرض كلها؛ ولهذا فهو يسعى إلى تحقيق الآمال الكبيرة المعقودة عليه والغايات التي أنشئ من أجلها. وذكر أن كثرة المستجدات وتعاظم التحديات نتيجة التقدم في العلم والصناعة والإعلام والتجدد في الحياة السياسية والعلاقات الدولية أنتجت واقعًا معقدًا تغيرت فيه التصورات والمفاهيم للحياة وللأنظمة وللأحكام وللمعاملات.