جاءت الشريعة الإسلاميَّة كاملةً متوازنة، تُعطي كلَّ فرد - ذكرًا كان أو أُنثى - حقَّه ومستحقَّه، بلا ظلم ولا شطط, فنَعِم بأحكامها جميعُ من انضوى تحت حُكمها؛ لموافقتها فطرهم، وقيامها بما يحتاجون. كتابنا هو (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدَّ المرأة) لمؤلفه عارف بن عوض الركابي أبان فيه أنَّ الدعوات التي تشكِّك في هذه الشريعة وفي مناسبتها لكلِّ زمان ومكان ما زالت أصواتها مرتفعةً، وغايتها زعزعة ثوابت الأمَّة، والعبث بوحدتها, وهي في كلِّ زمان لها وسائلها وأساليبها، التي تحاول بها هدْمَ الدِّين. وتُعدُّ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدَّ المرأة المعروفة ب(سيداو) شكلًا من أشكال هذه الدعوات الباطلة، والأساليب الخبيثة. وكتاب هذا الأسبوع جاء ليُناقشَ هذه الاتفاقيةَ في دراسة نقديَّة في ضوء مقاصد الشَّريعة الإسلاميَّة. الكتاب جاء في مقدِّمة وتمهيد، وخمسة مباحث، وخاتمة: أمَّا المقدِّمة؛ فقد تضمَّنت أهمية الموضوع، وسبب اختياره، وأهدافه العامة، ومنهج البحث وحدوده، وخُطَّته. وفي التمهيد؛ عرَّف المؤلِّفُ باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدَّ المرأة (سيداو)، مبتدئًا بذِكر موجز تاريخي لأبرز المؤتمرات التي عُقدت بشأن المرأة، ثم معرِّفًا بهذه الاتفاقية، ذاكرًا أبرز الملحوظات الإجماليَّة عليها. ثم عرَّف بمقاصد الشريعة الإسلاميَّة، مبيِّنًا المقاصد العامَّة للأحكام الشرعيَّة في الشريعة الإسلاميَّة، وهي: 1- الأحكام الشرعية شُرعت لتحقيق المصالح ودَرْء المفاسد، في العاجِل والآجل. 2- مقصد الشريعة من الأحكام الشرعيَّة: تغيير وتقرير. 3- يتحقَّق بأحكام الشريعة الإسلاميَّة جلْبُ المصالح، ودرء المفاسد، حيث تُقام الحياة الدنيا للحياة الأخرى. بعد ذلك بدأ المؤلِّف في مباحث الكتاب. ثم ختم المؤلِّف كتابَه بخاتمة، ذكر فيها أبرز ما توصَّل إليه في البحث، مع ذِكر توصياته.