كشفت مديرة مركز العلوم العصبية في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة ريم البنيان، أن مرض الجلطة الدماغية هو من أهم أمراض الجهاز العصبي في العالم، وفي المملكة على وجه التحديد، مشيرة إلى أن عدد المصابين بالجلطة الدماغية في المملكة سوف يزيد في المستقبل، وذلك يرجع إلى زيادة الأعمار وزيادة الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم. وأوضحت أن أعداد المصابين بالجلطات الدماغية في العالم حسب الإحصائيات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، بلغت 15 مليون شخص في كل سنة، وثلث هؤلاء المصابين يتوفون جراء الإصابة، والثلث الآخر يتعرضون لإعاقات مزمنة، مضيفة أنه هناك أوراق علمية بينت أنه خلال 5 سنوات من الإصابة بالجلطات الدماغية أكثر من النصف من المصابين بالجلطات يتعرضون للوفاة. جاء ذلك، خلال إقامة مركز العلوم العصبية في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام- وبمشاركة كرسي الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري للأبحاث التطبيقية لحالات الجلطات الدماغية التابع لجامعة المجمعة- للورشة التدريبية والحملة التوعوية الأولى تحت عنوان: (الجلطات الدماغية) الهادفة إلى زيادة الوعي بين الأطباء، حول مفهوم الجلطات الدماغية لدى الكبار والصغار وكيفية التعامل معها، وذلك صباح أمس الأربعاء في المركز الترفيهي بالمستشفى. وأكدت البينان، أن الجلطات الدماغية تعد ثاني أكثر أسباب الوفاة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما فما فوق، وكذلك يُعتبر السبب الخامس للوفاة للأشخاص ما بين 15 إلى 60 عاما. وقالت: «مع الأسف لا توجد بالمملكة إحصائيات دقيقة عن نسب المصابين بالجلطات في المملكة، منبهة إلى أن أمراض الجلطات من الأمراض التي تحتاج إلى عمل فريق مكون من طبيب أعصاب وطبيب أعصاب أطفال، إذا كانت الحالة خاصة بالأطفال، وطبيب طوارئ وطبيب عناية مركزة وطبيب تأهيلي، وأحيانا جراحة دماغ وقسطرة وعلاج بالقسطرة، وهذه المشكلة ليست مشكلة المستشفيات التخصصية، وإنما هي مشكلة تخص كل القطاع الصحي كاملا، بالنسبة للوقاية في المراكز الصحية، وبالنسبة للطوارئ والمستشفيات العامة. وبيّنت البنيان، أنه لابد من الوقاية الثانوية للمريض حتى لا يُصاب بالجلطة مرة أخرى، مشيرة إلى أن طبيب الطوارئ لابد أن يكون عنده وعي وتأهب لتشخيص أي مصاب بالجلطة تشخيصا صحيحا، لأنه في أحيان كثيرة، إذا لم يكن الطبيب واعيا ومدركا لأشكال الجلطات قد يؤخر الحالة لاعتقاده بأن الأعراض قد تكون لأمراض أخرى، كما أن المواطن عليه أن يسارع بالذهاب إلى المستشفى إذا أحس بأعراض في الجهاز العصبي كصعوبة الكلام أو صعوبة في حركة الأطراف وخاصة إذا كان هذا الشخص مصابا بأمراض مزمنة، وعلى طبيب الطوارئ أن يشتبه في الجلطة بشكل سريع، وأن يعتمد على التصوير المقطعي. كما ذكرت استشارية أمراض المخ والأعصاب للأطفال في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة رائدة البرادعي، أن ورشة عمل الجلطات تستضيف عددا من المتحدثين من داخل وخارج المنطقة الشرقية، وتتناول جوانب متعددة لحالات الجلطات الدماغية، تدور محاورها حول أسباب الجلطات الدماغية وأنواعها، والاختلاف بينها لدى الكبار والصغار، وطرق تشخيص الجلطات الدماغية باستخدام تقنيات التصوير الطبي الحديثة، وكيفية علاجها ووسائل الوقاية منها، كذلك توعية الأطباء في العيادات والطوارئ بكيفية إدارة الجلطات الدماغية والتعامل معها، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف بين الأطباء في مجال العلوم العصبية. من جهته، أشاد المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور مبارك الملحم، بالدور الكبير الذي يقوم به مركز العلوم العصبية بالمستشفى لتقديم المعلومات الطبية في مجال الأعصاب والجلطات الدماغية من خلال الورش العلمية بالمشاركة مع قطاعات المجتمع المختلفة ككرسي الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري للأبحاث التطبيقية لحالات الجلطات الدماغية، وما لذلك من أثر بارز في تمكين قطاع الصحة بالمنطقة الشرقية والمملكة، تحقيقا لتطلعات رؤية مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في تقديم رعاية صحية تخصصية ذات جودة عالية في شتى المجالات.