كشف الدكتور عبدالرحمن المزورع المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الملك فهد الطبية، عن ارتفاع نسبة الإصابة في الجلطات الدماغية في المملكة 30في المائة لعام 2007م، متوقعاً زيادة عدد المصابين في المملكة بنسبة 45في المائة لعام 2025م. وأضاف خلال افتتاحه المؤتمر السعودي الثاني لتمريض الجلطة الدماغية والذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية أمس، ممثلة في مركز العلوم العصبية بالتعاون مع قسم تدريب التمريض، أن 80% من حالات الجلطات الدماغية يمكن الوقاية منها ومعرفة علاماتها ومعالجتها، موضحاً أنها من الحالات الطبية الخطرة التي قد تؤدي إلى عاهات دائمة ومضاعفات خطيرة قد تقود إلى الموت إذا لم يتم تشخيصها ومعالجتها في الوقت المناسب. وشدد المزروع على أهمية رفع مستوى الرعاية الطبية وزيادة التوعية الصحية وتعزيز برامج مكافحة أمراض ضغط الدم والسكر والسمنة ومكافحة التدخين والتي تعد من العوامل الرئيسية للاصابة بالجلطات الدماغية، متمنياً أن يساهم المؤتمر في تحسين مستوى العناية والخدمات المقدمة لمرضاه، وبحث العوائق التي تحول دون تطبيق النتائج المرجوة. من جهته، قال الدكتور فهمي السناني رئيس قسم برنامج الجلطة الدماغية في مدينة الملك فهد الطبية، إن الجلطة الدماغية هي السبب الثاني للوفاة في العالم والسبب الرئيسي للإعاقة، مبيناً أن أكثر من 15مليون شخص في العالم يصابون سنوياً بالجلطات، يتوفى منهم خمسة ملايين، ويعاق خمسة ملايين، بينما يشفى فقط قرابة خمسة ملايين. وأوضح السناني أن المؤشرات الإحصائية تشير إلى ارتفاع في عدد المصابين بالجلطات الدماغية في المملكة، حيث بلغ عدد المصابين عام 1998م 6326مصاباً وارتفع هذا الرقم في عام 2007م إلى 8280مصاباً، متوقعاً أن يبلغ عدد المصابين في عام 2025م 12270مصاباً، فيما سيبلغ عدد المصابين 2050م 27334مصاباً. وبين السناني أن الإصابة بالجلطات الدماغية في مدينة الرياض بلغت 20في المائة من اجمالي عدد المصابين في المملكة عام 2007م. من جانبها، توقعت الدكتورة ريم البنيان رئيسة قسم طب المخ والأعصاب مديرة برنامج الجلطة الدماغية بمدينة الملك فهد الطبية، ارتفاع معدلات ضحايا مرضى الجلطة الدماغية في المملكة مع انتشار مخاطر ومسببات الجلطة الدماغية، نتيجة ارتفاع المصابين بضغط الدم ومرضى السكري والتدخين وأمراض القلب وارتفاع الكولسترول. وبينت رئيسة اللجنة العلمية في المؤتمر، أن معالجة ارتفاع الضغط الشرياني يقلل من حدوث الجلطة الدماغية بنسبة 40% وكذلك الحال بالنسبة للعوامل الأخرى مثل مرض السكري وأمراض القلب المختلفة ونقص التروية الدماغية المؤقت وزيادة كثافة الدم وارتفاع الدهنيات، مشيرة إلى أن الجلطة الدماغية من الحالات الحرجة الشائعة الحدوث التي تسبب الوفيات والأمراض، مشيرة إلى أن التمريض له دور في نجاح برنامج رعاية مرضى الجلطة الدماغية. وعلى السياق ذاته، قال الدكتور أسامة صالح رئيس قسم تدريب التمريض، إن المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على ما هو جديد في مجال أمراض الجلطة الدماغية، وتبادل المعرفة والخبرة من اجل رفع مستوى الخدمات والرعاية المقدمة للمرضى. ولفت رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، إلى أن التطور التكنولوجي والتقني ساعد في معالجة مرضى الجلطة الدماغية، وكذلك تشخيص المرضى المعرضين للإصابة بها والوقاية منها قبل وقوعها. وبين الدكتور أسامة، أن المؤتمر يثري معلومات العاملين بالحقل الصحي من الأطباء والتمريض والفنيين، حول مجال تشخيص ومعالجة الجلطة الدماغية، وتشجيعهم على بحث التطورات في هذا المجال. عقب ذلك بدأت جلسات المؤتمر حيث ناقشت التشريح المتعلق بالفسيولوجية العصبية والجلطة الدماغية السريرية، إضافة إلى استعراض جوانب الجلطة الدماغية ومتابعتها، سعياً للحد من تكرار الإصابة بالمرض. وركزت ورش العمل على الجانب التدريبي للممرضات في كيفية العامل مع الحالات الطارئة للجلطات الدماغية في غرف الطوارئ، ودور التمريض في تأهيل المصاب لتخفيف مضاعفات الإصابة وإعادته لوضعه الطبيعي من خلال تحسين عملية الأكل (البلع) ومحاولة تعديل طريقة سير المصاب، وغير ذلك من الخدمات التأهيلية.